قالت شرفات أفيلال، كاتبة الدولة المكلفة بالماء، إنها ليست مسؤولة عن الاعتقالات التي شهدتها مدينة زاكورة بسبب "ثورة العطش" التي اندلعت قبل شهور، مشيرة إلى أن مشكل المياه في هذه المنطقة تم حله بعد تدخل الحكومة. أفيلال، التي كانت تتحدث خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس المستشارين اليوم الثلاثاء، قالت جواباً على سؤال برلماني حول مشكل انقطاع الماء في زاكورة والاعتقالات التي شهدتها المنطقة بسبب هذا المشكل: "قضية الاعتقالات ماشي شغلي أنا..سولو الوزير المعني"، مضيفة أن "الحكومة تعبأت بعد تداعيات الأزمة وجرى استثمار ملايين الدراهم لحلها". وأضافت الوزيرة أن الوضعية المائية عرفت تحسناً مقارنة مع السنة الفارطة، إذ وصلت إلى 70% على الصعيد الوطني، كما أن الفرشات المائية والعيون والآبار التي تتزود منها الساكنة عرفت انتعاشا كبيرا، موردة أن اضطرابات التزود بالماء الصالح للشرب في الصيف لن تكون هذه السنة. وأشارت أفيلال إلى أنه تم اعتماد مخطط استعجالي وآني لمعالجة مشكل التزود بالماء بكلفة مالية بلغت 606 ملايين درهم، ولفتت إلى أن "المياه التي توزع على مستوى الشبكات العمومية تخضع لمراقبة صارمة من المصدر حتى المستهلك". وبعد استغرابها استمرار طرح المستشارين البرلمانيين في كل مرة إشكالية المياه بزاكورة، أوردت أفيلال أن "المخطط الذي تم اعتماده سيساهم في تقديم حلول آنية من شأنها تخفيف هذه الاضطرابات التي تشهدها هذه المناطق، خاصة في المناطق القروية ذات التضاريس الصعبة، أو المناطق التي تعرف الجفاف". يشار إلى أن الوزيرة "التقدمية" سبق أن حمّلت السكان مسؤولية النقص الحاد الذي تعرفه منطقة زاكورة على مستوى الماء الصالح للشرب، والذي يزداد حدة في فصل الصيف. كاتبة الدولة المنتمية إلى حزب التقدم والاشتراكية قالت، في جواب سابق عن سؤال لفريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، إن سكان الإقليم سالف الذكر يتحملون المسؤولية في ما يخص العطش الذي تعاني منه الدواوير، مبررة ذلك بأنهم تعرضوا لآلية لحفر الآبار لتزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب. وكانت الحكومة أعلنت عن برنامج استعجالي لمواجهة الخصاص الذي تشهده بعض المناطق، يهدف بالأساس إلى تأمين التزود بالماء الصالح للشرب، لاسيما أن هذه المناطق تعتمد في الغالب على مصادر مائية تتسم بالهشاشة، بالإضافة إلى تأمين السقي للأشجار المثمرة. وأكد رئيس الحكومة، سعد الدين العُثماني، في هذا الصدد، أن المغرب يتسم بمحدودية موارده المائية وهشاشته حيال التغيرات المناخية، موردا في تصريح سابق أن البلد "يتميز بمناخ جاف إلى شبه جاف مع تباين توزيع التساقطات المطرية في المكان، إذ تتمركز في الأحواض الشمالية وحوض سبو، والتي لا تمثل سوى 7 في المائة من المساحة الإجمالية، بالإضافة إلى عدم انتظامها في الزمان، إذ تتعاقب فترات ممطرة وفترات جفاف طويلة".