اختارت شرفات أفيلال، كاتبة الدولة المكلفة بالماء، أن تهوّن من أمر الاحتجاجات التي شهدتها عديد من مناطق المغرب بسبب أزمة العطش التي تهدد الآلاف من المواطنين والتي واجهتها السلطات المحلية بالتدخلات الأمنية، مثل ما هو الحال في وزان وصفرو وسطات وزاكورة وغيرها، متهمة بعض وسائل الإعلام بالوقوف وراء ما سمي ب"ثورة العطش" بالمغرب. وخلال استعراض إستراتيجية قطاعها الحكومي لتدبير ندرة المياه التي تواجه العشرات من المناطق المغربية، أعلنت أفيلال أمس الثلاثاء بمجلس النواب رفضها لما "روج من بعض المنابر الإعلامية من ثورة عطش"، مشيرة إلى أن الوضعية طبيعية ونمط التزويد عادي طيلة اليوم في المغرب. وسجلت المسؤولة الحكومية، ضمن دراسة لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة لموضوع برنامج ربط وتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب وإستراتيجية كل من كتابة الدولة المكلفة بالماء والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أن الاضطرابات محدودة بسبب فصل الصيف، مبرزة أن هناك مراكز فيها خصاص؛ ولكنها تظل محدودة. وفي هذا الصدد، كشفت أفيلال أن "37 مركزا فقط من أصل 600 مركز تعاني اضطرابات؛ وفي مقدمتها المناطق التي تعرف جفافا هيكليا، وخصوصا منطقة الجنوب الشرقي"، مضيفة أنه "باستثناء بعض المناطق القروية والجنوب الشرقي هناك تزويد عادي بالماء". "الفرشة المائية تعرف استنزافا مفرطا للماء الصالح للشرب، وخصوصا المناطق القروية"، تقول كاتبة الدولة المكلفة بالماء، فإن العجز السنوي الذي سجل الموسم الماضي وصل 40 في المائة في التساقطات المطرية، موضحة أن ذلك "أنتج لنا حقينة السدود لم تتجاوز40 في المائة، مع تباين في الأحواض بين منطقة وأخرى؛ لكنها سجلت تراجعا بنسبة 7 في المائة مقارنة مع السنة". وتقدر الموارد المائية الطبيعية بالمغرب بحوالي 22 مليار متر مكعب، في وقت أعلنت فيه الحكومة عن مواصلة تعبئة المياه السطحية بواسطة السدود. وستمكن السدود الكبرى، التي هي في طور الإنجاز وهي 14 سدا والمبرمجة والبالغة 36 سدا، من الرفع من السعة التخزينية للسدود من 17,6 مليار متر مكعب حاليا إلى 25 مليار متر مكعب في أفق سنة 2030. من جهة ثانية، تعهدت الحكومة بتطوير تجربة المغرب في مجال تحلية مياه البحر، حيث لن تقتصر فقط على الأقاليم الجنوبية؛ بل ستشمل مناطق أخرى كمشروع تحلية مياه البحر لتزويد مدينة أكادير الكبير بالماء الصالح للشرب، بطاقة إنتاجية تقدر ب150 ألف متر مكعب في اليوم، مشددة على ضرورة دعم السقي بمنطقة اشتوكة بطاقة إنتاجية تقدر ب125 ألف متر مكعب في اليوم كمرحلة أولى لبلوغ 400 ألف متر مكعب على المدى البعيد، بالإضافة إلى مشروع تحلية مياه البحر لتزويد مدينة الحسيمة بالماء الصالح للشرب بطاقة إنتاجية تقدر ب17 ألفا و500 متر مكعب في اليوم.