عجّلت موجة العطش التي ضربت إقليم زاكورة باجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بمشكل خصاص الماء، والتي يرأسها سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، وتضم في عضويتها العديد من القطاعات الحكومية المعنية بالماء؛ وذلك من أجل مناقشة وضعية الموارد المائية والتزويد بالماء والإجراءات المتخذة. وفي الوقت الذي أكدت فيه شرفات أفيلال اليدري، كاتبة الدولة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء المكلفة بالماء، أن "زاكورة تعاني من محدودية الماء، وجفاف بنوي وهيكلي؛ لأن الموارد لا تستطيع سد الخصاص الذي تعاني منه" أوضحت، خلال جلسة برلمانية، أن "ثقبين في منطقة الفايجة المعروفة ستنطلق الأشغال بهما قريبا، بهدف حل إشكالية الماء في المنطقة". وستكلف الصفقة، التي سيعلن عنها في الأيام المقبلة، خزينة الدولة ما مجموعه 12 مليون درهم لتعزيز البنية التحتية؛ في حين التزمت فيه كتابة الدولة المكلفة بالماء بضخ استثمارات في مجال المياه عبر تحليتها بما مجموعه 60 مليون درهم على مستوى المتوسط، معلنة عن خلق أكبر منشأة مائية والتي ستحل المشكل في أكدز لتغطية المنطقة من أكدز إلى منطقة المحاميد الغزلان. رئيس الحكومة قال، خلال اجتماع اللجنة التي أمر الملك بتشكيلها للانكباب على معالجة خصاص الماء الصالح للشرب، إن "بعض المناطق تعاني بعض الانقطاعات في الماء، ومن واجبنا إيصال الماء إلى المواطنين"، مضيفا "هذا واقع لا يجب أن نغفله، حيث ما زالت مناطق من المغرب تعاني من نقص في الماء". وشدد العثماني على أنه "لا يمكن نكران وجود مشكل للماء في المغرب"، مسجلا أن "الوزارة تزودنا دائما بالمناطق التي تعاني من مشاكل وكذلك الحلول التي جرى القيام بها والمناطق التي تعاني". وبعدما "دعا المسؤولين إلى التعامل مع الواقع كما هو وبصراحة وعدم التغاضي عن المشاكل والاعتراف بوجودها حتى ننجح في معالجتها بكل مسؤولية وواقعية"، أكد رئيس الحكومة أن تقريرا حديثا توصل به من كتابة الدولة المكلفة بالماء يؤكد النقص الحاد في المياه الذي ستواجهه العديد من الدول بحلول 2040؛ وذلك في ظل التغير المناخي في العالم، الذي سيجعل المياه أكثر ندرة في المناطق الجافة. وفي هذا الصدد، أوضح العثماني أن هذا الواقع "يستدعي اتخاذ حلول ذات طابع استراتيجي، تفاديا لأي أزمة؛ وهو ما يقوم به المغرب، حيث قامت المصالح المختصة بإعداد المخطط الوطني للماء لضمان الأمن المائي في أفق سنة 2030"، مشددا على أهمية إيجاد الحلول لهذه الإشكالية بتعبئة الجميع من أجل توفير الماء الصالح للشرب.