خصصت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية حيزا هاما من صفحاتها للحديث، على الخصوص، عن استقالة المدعية العامة للأرجنتين على خلفية تهم تتعلق بالفساد، وارتفاع عدد جرائم القتل المسجلة خلال السنة الماضية بالبرازيل، والانتخابات الرئاسية المقررة في نونبر المقبل بالشيلي، والنقاش الدائر حول تطبيق عقوبة الإعدام على مغتصبي الأطفال القاصرين بالبيرو. ففي الأرجنتين اهتمت الصحف المحلية بجملة من المواضيع وفي مقدمتها استقالة المدعية العامة للأرجنتين على خلفية تهم تتعلق بالفساد، وإعلان الرئيس ماوريسيو ماكري عن حزمة من الاصلاحات الجديدة التي ستشمل العديد من القطاعات. فتحت عنوان "استقالة خيلس: عامان من الصراع مع الحكومة" كتبت يومية "لاناثيون" أن المدعية العامة، أليخاندرا خيلس كاربو، قدمت إلى الرئيس ماوريسيو ماكري استقالتها التي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 31 دجنبر المقبل. وأشارت إلى أن هذه الاستقالة جاءت بعد أن قرر القاضي الفيدرالي خوليان إركوليني متابعة المدعية العامة، التي تشغل هذا المنصب منذ سنة 2012، تاريخ تعيينها من قبل الرئيسة الأرجنتينية السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنير، بتهم تتعلق "بسوء التدبير وإلحاق الضرر بإدارة عمومية". وأوردت الصحيفة أن المدعية العامة تتابع في قضية صفقة مشبوهة تتعلق باقتناء مبنى بالعاصمة بوينوس أيريس ليكون مقرا لمكتب الادعاء العام، وذلك بقيمة مالية تتجاوز 43 مليون بيسو (نحو 2.4 مليون دولار) بالاضافة إلى عمولات الوسطاء التي ناهزت 10 ملايين بيسو (1 دولار يساري 17.6 بيسو). ومن جهتها، اهتمت يومية "كلارين" بإعلان الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، الذي حصل قبل نحو أسبوع على دعم مهم لحكومته من خلال تحقيق التحالف الذي يقوده الفوز في الانتخابات التشريعية، عن سلسلة من المقترحات المندرجة في إطار مخطط إصلاحي يشمل مختلف القطاعات. ونقلت اليومية عن ماكري قوله، خلال لقاء جرى تنظيمه بالمركز الثقافي كيرشنير، ببوينوس ايريس، بحضور حاكمي الأقاليم الأرجنتينية ووزراء وبرلمانيين وأعضاء محكمة العدل العليا ورجال أعمال وممثلي النقابات والجامعات والهيئات الثقافية والدينية، إن المخطط الذي ينوي تطبيقه يستند إلى ثلاثة محاور أساسية تتعلق على الخصوص بالمسؤولية المالية والتضخم والضرائب، وخلق فرص العمل والإصلاح المؤسساتي. وبالبرازيل، انصب اهتمام الصحف المحلية على ارتفاع معدلات جرائم القتل المسجلة في البلاد سنة 2016، وتوقعات التضخم للسنة الحالية. وهكذا، توقفت يوميتا "فولهادي ساوباولو" و" أوغلوبو" عند آخر دراسة أجراها المنتدى البرازيلي للأمن العام، وهو منظمة برازيلية غير حكومية ترصد تطور الجريمة في البلاد، مشددة على أن البرازيل سجلت أزيد من 61 ألف جريمة قتل سنة 2016، وهو رقم قياسي تاريخي يعادل عدد الوفيات الناجمة عن القنبلة الذرية ناغازاكي في اليابان سنة 1945. ووفقا للمنتدى البرازيلي للأمن العام ففي كل ساعة لقي سبعة أشخاص مصرعهم في البلد الجنوب أمريكي العام الماضي بزيادة 3.8 بالمائة مقارنة بسنة 2015، في حين بلغ معدل القتل حوالي 29.9 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة. وأشارت اليوميتان إلى أنه بحسب التوزيع الجغرافي، فقد سجلت ثلاث ولايات من المنطقة الشمالية الشرقية أكبر عدد من جرائم القتل لكل 100 ألف نسمة وهي سيرغيبي، ريو غراندي دو نورتي وألاغواس. ومن جانبها، كشفت "جورنال دو برازيل" أن البنك المركزي البرازيلي يتوقع أن يبلغ معدل التضخم 3.08 بالمائة مقابل 3.06 بالمائة التي كان قد توقعها في النشرة الأسبوعية السابقة، مشيرة إلى أن التضخم سوف يكون في حدود 02ر4 بالمائة سنة 2018. وأضافت اليومية أن الناتج المحلي الإجمالي سيستقر في حدود 0.73 بالمائة خلال السنة الجارية و2.5 بالمائة سنة 2018. وبالشيلي تطرقت اليوميات المحلية إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في نونبر المقبل، وتسجيل تبادل 4 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي بين الشيلي والأرجنتين. وهكذا، ذكرت صحيفة "إل ميركوريو" أن سيباستيان بينيرا، مرشح التحالف اليميني الوسطي "الشيلي فاموس" (الشيلي إلى الأمام) قدم برنامجه الانتخابي الذي يهدف بالأساس إلى تحقيق تعافي الاقتصاد وخلق فرص الشغل وتحسين الأجور والخدمات الصحية والتعليم ومكافحة الجريمة والاتجار بالمخدرات والإرهاب. ويشمل هذا البرنامج، التي تم عرضه تحت عنوان "بناء أفضل الأوقات للشيلي"، مقترحات لازيد من ألف مهني. ومن جهة أخرى، أشارت صحيفة "لا ناسيون" إلى أن الشيلي والأرجنتين قامتا بتبادل 4 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي. وذكرت اليومية أن العملية بدأت خلال عطلة نهاية الأسبوع بشحن مليوني متر مكعب من الغاز الطبيعي من إقليم نيوكوين في الأرجنتين بواسطة خط أنابيب إلى محطة جي إن إل بكينتيرو، مشيرة إلى أن تسليم هذه الشحنة من الغاز تمثل مرحلة مهمة لتبادل الطاقة بين البلدين، وتفتح إمكانية التوصل الى اتفاقيات جديدة تعزز العلاقات الثنائية. وكانت الشيلي تستعد لإرسال مليوني متر مكعب من الغاز إلى الأرجنتين في إطار عملية ستكتمل في غضون 48 ساعة. وبالبيرو توقفت الصحف على الخصوص عند النقاش الدائر حول تطبيق عقوبة الإعدام على مغتصبي الأطفال القاصرين، ومحاكمة الرئيس البيروفي السابق، أويانتا هومالا. وهكذا، كتبت يومية "لاريبوبليكا" أن جانيت سانتشيث، رئيسة لجنة المرأة بالنيابة بالكونغرس، قالت إنه يجري حاليا البحث عن صيغة لجعل عقوبة الإعدام قابلة للتطبيق على مغتصبي الأطفال في البلاد، مشيرة إلى أن سانتشيث أكدت أن من يعتدون جنسيا على أطفال لا يستحقون الحياة، وأنه من الضروري تعزيز المبادرات التي تسهم في إنزال أقصى العقوبات على مرتكبي هذه الأفعال الشنيعة. وأضافت الصحيفة أن رئيس الجمهورية، بيدرو بابلو كوشينسكي، أكد أن دستور البلاد لا يعترف بعقوبة الإعدام لمغتصبي القاصرين، مشيرا إلى أن البعض من هذا النوع من الناس يجب أن يذهب إلى مستشفى للأمراض النفسية، والبعض الآخر يجب أن يعاقب بشدة. ونقلت عن كوشينسكي قوله "إنني أتفهم مشاعر الكثير من الناس (...) وأدرك أن (الانتهاكات) غير مقبولة على الاطلاق، ولكننا في دستورنا لا نقبل عقوبة الإعدام". وعلاقة بالموضوع، أوردت صحيفة "بيرو 21" أن وزير العدل، إنريكي مندوزا، يؤيد عقوبة الإعدام بالنسبة للمجرمين الذين يرتكبون "جرائم فظيعة" مثل جرائم اغتصاب القاصرين، مشيرة إلى أن مندوزا قال إن البيرو وقعت على اتفاقية إلغاء عقوبة الإعدام، "وأنا شخصيا، أؤمن بعقوبة الإعدام (...) فهي عقوبة رادعة". ومن جهتها، كتبت يومية "إل كوميرسيو" أن الرئيس البيروفي السابق أويانتا هومالا، وجه رسالة الى الحزب الوطني بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتأسيسه، قال فيها إنه هو وحرمه، نادين إيريديا، يوجدان رهن الاعتقال دونما سبب. وأضاف أويانتا، الذي يقبع في السجن هو وزوجته منذ أكثر من ثلاثة أشهر بتهم الفساد، في رسالته أن اعتقاله وزوجته يعود إلى "خصومهما السياسيين" الذين "لم يغفروا لنا فوزنا في الانتخابات وكانت (حكومتنا) بلا أدنى شك أفضل حكومة خلال الخمسين عاما الماضية". وأبرزت الصحيفة أن الرئيس البيروفي السابق اعتبر أنه "لهذا السبب أعماهم الانتقام، منذ أن دخلنا السياسة اضطهدونا واليوم يريدون أن يجعلوا الناس تصدق أننا مثلهم، لم نكن مثلهم ولن نكون أبدا".