استأثر باهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، عدد من المواضيع أبرزها، العلاقات المصرية الفرنسية، ومكافحة الإرهاب في مصر، والقضية الفلسطينية، والأبعاد الاستراتيجية لمشروع "نيوم" بالمملكة العربية السعودية، وأصداء الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي إلى اليمن، وكذا ردود الفعل من مشروع قانون "حماية حقوق العمال الوافدين والمحليين" الذي اعلن عنه مؤخرا في قطر، و موقف لبنان من ملف النزوح السوري، ومحاولة الاغتيال الفاشلة لمدير عام الأجهزة الأمنية في غزة. ففي مصر، اهتمت الصحف بنتائج زيارة الرئيس المصري إلى فرنسا، حيث كتبت يومية (الأهرام) أن الزيارة التي اختتمت أول أمس، "كانت ناجحة بكل المقاييس "حيث التقى خلالها عبد الفتاح السيسي الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وعقدا قمة هي الأولى بينهما منذ تولي ماكرون رئاسة فرنسا، بالإضافة إلى لقائه العديد من كبار المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في فرنسا، مشيرة الى أن الزيارة "حققت جميع أهدافها السياسية والاقتصادية، وكشف خلالها الرئيس السيسي عن المزايدين والمشككين في التزام مصر بمعايير حقوق الإنسان ورد على ادعاءاتهم بكل صراحة ووضوح". وأضافت اليومية أن الزيارة "حققت على المستوى الاقتصادي، أكثر من هدف" حيث دعا السيسي كبرى الشركات الفرنسية خلال لقائه ممثليها إلى الاستثمار في مصر باعتبارها سوقا واعدة والإسهام في المشاريع الوطنية الكبرى. ونشرت يومية (أخبار اليوم)، بخصوص مكافحة الإرهاب في مصر، مقالا قال فيه كاتبه، إن "الهجوم الإرهابي على منطقة البنوك في العريش والاستيلاء على خزينة فرع (البنك الأهلي) ، وبعدها الهجوم على قوات الشرطة بطريق الواحات، وأيضا المحاولات الإرهابية المتكررة لإثبات وجودهم، وما نتوقعه ويمكن أن يحدث منهم في الشهور القادمة حتى موعد انتخابات الرئاسة، كل ذلك يضاعف من ثقتنا في كفاءة قواتنا المسلحة والشرطة في معركة دحر الإرهاب واقتلاع جذوره مهما طال المدى"، مضيفا أن محاربة الإرهاب في العالم "تحتاج لوقت طويل لأنها محاربة أشباح وليست نظامية، فضلا عن ضرورة وحتمية تضافر جهود العالم في سد منابعه وقطع وإبادة خطوط إمداده بالسلاح والذخائر". واهتمت باقي الصحف بمقتل 13 مسلحا من "العناصر الإرهابية" في تبادل لإطلاق النار بمزرعة حاصرتهم فيها قوات الأمن فجر أمس الجمعة . وركزت بهذا الخصوص، على بيان وزارة الداخلية الذي أكد أنه تم "استهداف المزرعة من قبل أجهزة الوزارة، التي فوجئت حال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة المحيطة بها بإطلاق أعيرة نارية تجاهها بكثافة، مما دفعها للتعامل مع مصدر النيران". وأشار البيان، إلى أن عمليات التمشيط عقب السيطرة على الموقف "أسفرت عن العثور على 13 جثة لأشخاص كان بعضهم يرتدي ملابس عسكرية، وحزامين ناسفين، وسلاح متعدد العيار وسبعة بنادق آلية وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة، فضلا عن مبلغ مالي بالجنيه المصري، وبعض الأوراق التنظيمية والكتب الدينية". وفي الشأن الفلسطيني، نشرت (الأهرام) مقالا أبرزأن " اتفاق المصالحة الفلسطينية( الذي وقع )برعاية مصر،انبنى في جوهره على اتفاق القاهرة عام 2011 الذي ينص على توحيد رأس السلطة الفلسطينية عبر تشكيل حكومة اتفاق وطني وإطلاق انتخابات تشريعية ورئاسية"، مضيفة أن "الإنجاز الذي تحقق قبل أسبوعين مهم وهو استمرار للدور العربي المتنامي لمصر في سوريا وليبيا" . ورياضيا، ركزت الصحف المصرية، على المباراة التي ستجمع اليوم السبت بملعب برج العرب بالإسكندرية بين الأهلي المصري والوداد البيضاوي المغربي، حيث نشرت يومية (الجمهورية) مقالا أشار فيه كاتبه إلى أن "احترام الخصم سيكون الدافع الأهم لدى الجهاز الفني لفريق الأهلي في مواجهة المنافس المغربي في مباراة الذهاب من نهائي البطولة الإفريقية للأندية والتي يحتاج فيها الأهلي للفوز بنتيجة محترمة قبل أداء لقاء العودة بالمغرب". وتابع أن "المنافس المغربي خطير وليس سهلا مثل النجم الساحلي، ولن يكون لقمة سائغة أمام الأهلي بل على العكس ستظهر قوته في مباراة الأهلي لأنه سيحترم الأهلي كثيرا وهو يعلم تماما قوة الأسد المصري على أرضه ووسط جماهيره ولن يترك الملعب مفتوحا أمام لاعبي الأهلي ليصولوا ويجولوا لإنهاء البطولة مبكرا على أرض برج العرب". وفي السعودية، أبرز مقال في يومية (الرياض) الأبعاد الاستراتيجية لمشروع "نيوم" الذي أعلن عنها مؤخرا، وقال إن هذا المشروع "يؤسس لمرحلة تاريخية جديدة للمملكة، بحيث ستكون التكنولوجيا، من الناحية الاقتصادية بديلا عن النفط، ومن الناحية السياسية ستكون المصالح بين الشركات العملاقة العالمية محركا للعلاقات بين الدول ومؤثرا في قراراتها وتوجهاتها، وثقافيا لن يكون هناك حديث عن التطرف بعد أن طويت صفحته إلى الأبد، واجتماعيا سيبقى الشعب مشاركا في التنمية". وذكر كاتب المقال بأن مشروع (نيوم) "يعيدنا إلى قصة البدايات الأولى لأرامكو، حينما كانت الدولة تبحث عن مورد، وبدأت رحلة التنقيب عن النفط وإنتاجه وتصديره في واحدة من أهم التحولات التي عاشتها المملكة، وحققت معها تنمية ورفاها، واليوم نعيد السيناريو على أساس من تنويع مصادر الدخل الذي تعتمد عليه الدولة مستقبلا". وفي سياق الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل أحمد ولد الشيخ في المنطقة، كتبت يومية (عكاظ) أن "الانقلابيين في اليمن ردوا على مبادرة المبعوث الأممي بالهجوم عليه واتهامه بالتحيز وتبني أطروحات الطرف الآخر، في إشارة إلى الحكومة الشرعية، متهمين الأممالمتحدة بالعجز عن فتح مطار صنعاء، وفك ما زعم أنه حصار اقتصادي وإنساني". وقالت الصحيفة إن الحوثيين "درجوا على توجيه مثل هذه الاتهامات إلى ولد الشيخ لدى طرحه أية خطة للسلام وإيقاف الحرب، بهدف إفشال تحركاته، وليس أدل على ذلك من رفضهم لقاءه حتى الآن". وفي نفس الموضوع، قالت صحيفة (اليوم) إن "ميليشيات الحوثي تحاول بناء هوية طائفية لليمن وتواصل مساعيها الحثيثة للسيطرة على قطاع التعليم الأساسي والثانوي في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الانقلابيين في اليمن، مع التركيز بشكل كبير على العاصمة صنعاء وذمار والمحويت وحجه وعمران كمحافظات ذات بيئة اجتماعية وثقافية متشابهة". وفي الأردن، واصلت الصحف الحديث عن المشروع الاقتصادي الضخم الذي أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن إطلاقه مؤخرا، والذي يمتد إلى الأردن ومصر بالإضافة إلى السعودية، حيث كتبت صحيفة (الغد) أن "الحلم" السعودي، إذا ما تحقق ولو نصفه، سيكون كافيا لتغيير وجه منطقة المشرق العربي وليس فقط الدول الثلاث. وأشارت الصحيفة في مقال إلى أنه لا يمكن لهذا المشروع العملاق "نيوم" أن يلامس الواقع بدون نظرة تكاملية واقعية؛ ولا يمكن للأردن ومصر أن يستفيدا من المشروع بدون هذه النظرة، معتبرة أنه وسط الحلم ببناء مدن عملاقة لاقتصاد جديد لا يمكن إغفال البحث عن شكل جديد للتعاون من أجل الأمن والتنمية الذي أصبح اليوم مصلحة مشتركة أكثر من أي وقت مضى، مع تعاظم مصادر التهديد وازدياد حدة الإستقطاب الدولي والإقليمي المجاور. وعلى صعيد آخر، أوردت صحيفة (الرأي) أن منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) ستواجه عجزا تمويليا بقيمة 60 مليون دولار للوازم الشتاء المنقذة للحياة والمساعدات النقدية التي قد تترك 1,5 مليون طفل عرضة للبرد. وأضافت الصحيفة استنادا إلى بيان للمنظمة أن الشتاء القادم سيشكل تهديدا جديدا سيطال الأطفال المتضررين من الأزمات في الشرق الأوسط في سباق (اليونيسف) مع الزمن لتوفير الملابس الدافئة والإمدادات اللازمة للشتاء والبطانيات قبل أن يحل موسم البرد. وفي الشأن السوري، توقفت صحيفة (الدستور) عند تقرير الأممالمتحدة الذي حمل النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيماوي في "خان شيخون" بمحافظة إدلب في أبريل الماضي، مشيرة إلى أن روسيا شككت في صدقية هذا التقرير. وأوردت اليومية استنادا إلى تصريحات صحفية، أن مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أكد أن "قراءة هذا التقرير تثبت وجود العديد من التناقضات وعناصر متضاربة واضحة واستخدام شهادات مشكوك بصحتها وأدلة غير مؤكدة". وفي قطر، توقفت (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها، عند "الصدى الإيجابي" الذي لقيته الإجراءات التنظيمية التي اعتمدتها قطر مؤخرا في ما يخص "حماية حقوق العمال الوافدين والمحليين" و"مكافحة الإرهاب"، وما تبذله من جهود على "مستوى تنويع الاقتصاد وتشجيع الاستثمارات الصناعية والسعي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي". واعتبرت (الشرق) أن ما جاء في تصريح وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون، أمس الأول في جنيف، حول "تعاون قطر عن كثب وبقوة مع بلاده في مجال مكافحة الإرهاب وتعقب الإرهابيين، ومن يقوم بتمويلهم (...) يتناغم بشكل مباشر، مع ما جاء في تقرير الفيدرالية الدولية، الذي أكد اتخاذ قطر خطوات هامة في حماية حقوق العمال الوافدين والمحليين"، كما يلتقي مع "إشادة المنظمة السويسرية لحقوق الإنسان" بهذا الخصوص. وأضافت الصحيفة أن في ذلك ما "يؤكد استجابة قطر للقانون الدولي، ومبادئ حقوق الإنسان، ويكشف مدى الارتياح الدولي للإجراءات التي تتخذها في مكافحة الإرهاب"، ومن جهة أخرى "يعزز تقدير المجتمع الدولي لرؤية قطر وسياساتها". وفي هذا الصدد، كتبت (الوطن) أن قطر "أكدت مرارا أنها وفية لمبادئ القانون الدولي واحترام سيادة الدول الأخرى، والحرص الأكيد على الانخراط بقوة في مكافحة الإرهاب، والعمل بكل الوسائل لتعزيز السلم والأمن الدوليين". ومن جهتها، أبرزت (الشرق) أن قطر "تعاملت برؤى واضحة، انطلاقا من رؤية 2030 التي تقوم على القفز خارج حقول الغاز والنفط" في اتجاه "تنويع الاقتصاد وضمان بيئة مستقرة ومستدامة في قطاع الاستثمارات، وتعزيز المنافسة واستقطاب المزيد من الاستثمارات، وتحفيز النمو، خاصة بعد الفوز باستضافة مونديال 2022"، فضلا عن اهتمامها "بتوطين الصناعات ودعمها، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي" و"دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والمستثمرين". ولفتت الصحيفة، في هذا الصدد، الى أن "الاستثمارات الصناعية بلغت قيمتها 262 مليار ريال" (دولار واحد يساوي حوالي 3.65 ريال قطري)، بينما انفتحت الصادرات القطرية على "أكثر من 60 دولة حول العالم"، في وقت "بدأ فيه 260 مصنعا الإنتاج و79 مشروعا في المراحل النهائية للقطاع الخاص الذي بات يركز حاليا على الاستثمارات الصناعية"، مسجلة أن هذه "المشروعات الاستثمارية تؤكد أن قطر بدأت فعليا في تنفيذ رؤية 2030 التي تقوم على القفز خارج حقول النفط والغاز بخطوات واثقة ومدروسة". وفي لبنان استأثرت باهتمام الصحف المحلية مواضيع، أبرزها مواصلة الجيشين العراقي والسوري يواصلان تقدمهما نحو حدود البلدين، وموقف لبنان من ملف النزوح السوري، وتعرض مدير عام الأجهزة الأمنية في غزة اللواء توفيق أبو نعيم لمحاولة اغتيال فاشلة. وفي هذا الصدد، كتبت يومية (الجمهورية) عن الجدل المحيط بعدد من القضايا الضاغطة، وتعدد الأسباب التي تعوق التوصل إلى موقف لبناني موحد من ملف النزوح السوري، بينما تطرقت صحيفة (الديار) إلى تقدم الجيشين العراقي والسوري على الحدود السورية العراقية وقالت إنهما ق"ضما المزيد من الأراضي وباتا قريبين من مدينة القائم العراقية والبوكمال السورية". وفي الشأن الفلسطيني، كتبت يومية (المستقبل) أن تعرض مدير عام الأجهزة الأمنية في غزة اللواء توفيق أبو نعيم لمحاولة اغتيال فاشلة جرت في فترة حساسة جدا، إذ يفترض أن تسلم حماس بحلول الأول دجنبر المقبل، كل المؤسسات في غزة إلى السلطة برئاسة محمود عباس في إطار اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة في 12 أكتوبر الجاري، لإنهاء عقد من الانقسامات بدأ مع سيطرة "حماس" على قطاع غزة بالقوة.