اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الجمعة، على الخصوص، بتفاقم ظاهرة الهجرة السرية في تونس، والنقاش الذي دار بين الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى وأرباب العمل الجزائريين، وبمضامين تقرير رسمي في موريتانيا حول توزيع الأدوية المزورة في المنطقة. ففي تونس قالت صحيفة "الصريح" إن تنامي ظاهرة الهجرة السرية في تونس حيث تم تسجيل 1300 مهاجر سري خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وهو رقم كان قد سجل في السنة الماضية بأكملها، يدل على أن الظاهرة أصبحت مستفحلة بشكل لافت ومقلق. وأضافت أن شهادات الشباب المهاجر بطريقة غير شرعية تكشف عن وجود أزمة داخل المجتمع نظرا لفقدان الشباب للأمل في العيش ببلاده، وهو لا يعتقد أن المستقبل سيكون أفضل وأن الأفق مسدود، معتبرة أن الأمر يتعلق بوضعية تحتاج إلى علاج ومسألة تتطلب إيجاد حل لها. وقالت صحيفة "الصحافة اليوم" من جهتها أنه رغم أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية ليست بالجديدة على المجتمع التونسي، إلا أنها تثير القلق بفعل تناميها، وهي تمثل هاجسا لدى المهمشين والعاطلين عن العمل الذين لا يتوانون عن خوض غمار الخطر على متن قوارب صغيرة، رغم أن الكثير من هذه الرحلات ينتهي بمأساة الموت غرقا أو الضياع في عرض البحر أو الاعتقال في سجون إيطاليا. وسجلت الصحيفة أنه على الرغم من استفحال الظاهرة ما زالت هناك إمكانية للتصدي إليها عبر اتخاذ جملة من الإجراءات أهمها العمل على معالجة الأسباب الموضوعية للهجرة، وخاصة منها الإجراءات الاقتصادية والأمنية وإيلاء هذا الملف الأهمية اللازمة نظرا لارتفاع نسق هذه الظاهرة. وأشارت الصحيفة إلى أن تقارير تشير إلى تزايد واضح في أعداد المهاجرين غير الشرعيين خلال هذه السنة حيث تم تسجيل 2700 مهاجر سري حتى الآن مقارنة ب880 سنة 2015، و1200 سنة 2016، مبرزة أنه بعد تسجيل انخفاض في وتيرة الهجرة بعد سنوات 2012 و2013 و2014 سرعان ما عادت حركة الهجرة السرية للارتفاع. وعلى صلة بآخر تطورات حادث اصطدام مركب للهجرة السرية مع وحدة عسكرية يوم 8 أكتوبر الجاري قالت صحيفة "الصباح" إن قسم الطب الشرعي في مستشفى صفاقس استقبل 46 جثة منذ بدء عمليات الانتشال حيث تم تحديد هويات ثلاثين جثة. ونقلت الصحيفة عن الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس قوله إنه تم تسجيل 44 قضية تتعلق بعلميات للهجرة السرية خلال الفترة ما بين مطلع أكتوبر إلى غاية يوم 17 منه. واعتبرت الصحيفة أن هذه الموجة من الهجرة السرية تعود إلى تداول شائعات في مواقع التواصل الاجتماعي مفادها أن السلطات الإيطالية ستقوم بتسوية وضعية هؤلاء المهاجرين. ومن جهتها تحدثت صحيفة "لوتون" عن هجرة للأدمغة تطال الأطباء الراغبين في الهجرة إلى فرنسا. وفي معرض حديثها عن الأسباب قالت الصحيفة إن الأمر يتصل بنقص المعدات والبنيات التحتية مما يحول دون تشجيع الأطباء الشباب على العمل وفق الشروط التي يرغبون فيها. وفي ذات السياق تساءلت "لوكوتيديان" عن الأسباب التي تدفع بعض تلاميذ المدارس إلى التفكير في خوض غمار الهجرة السرية، وأشارت في هذا الإطار إلى أن قوى الأمن أحبطت محاولة للهجرة السرية لخمسة تلاميذ، مسجلة أن الكلمة التي تتردد باستمرار لتفسير الظاهرة هي فقدان الأمل. وقالت الصحيفة إنه يتعين على السلطات أن تعتبر مشكلة الهجرة السرية بمثابة أولوية، وأن تعطي إشارة قوية على عزمها على تقديم الحلول لبطالة الشباب فاقدي الأمل. ومن جانبها أشارت صحيفة "لابيريس" إلى أن مركز استقبال المهاجرين غير الشرعيين في لامبيدوزا استقبل ما بين 10 و14 أكتوبر الجاري أكثر من 845 مهاجرا تونسيا من بينهم 93 قاصرا. ونقلت الصحيفة عن كاتب الدولة التونسي للهجرة والتونسيين بالخارج، عادل الجربوعي قوله إن وفدا تونسيا سيتوجه الأسبوع المقبل إلى إيطاليا من أجل التباحث مع السلطات الإيطالية حول وسائل محاربة ظاهرة الهجرة السرية. وأضاف المسؤول التونسي أن وحدات الحرس البحري، تمكنت إلى حدود 30 سبتمبر 2017، من ضبط وايقاف 1468 شخصا حاولوا القيام بالهجرة السرية، مقابل 938 تم ضبطهم، في نفس الفترة، سنة 2016، وهم يتوزعون بين 13 بالمائة تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة، و66 بالمائة بين 20 و 30 سنة، و 18 بالمائة بين 40 و 60 سنة