تفاعلا مع الأحداث الإرهابية التي عاشتها العديد من المدن الأوروبية التي كان وراءها شباب من أصول مغاربية من الجيل الثاني للهجرة بأوروبا، نظمت جمعية البيئة والتربية، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، يوما دراسيا تحت شعار "التهديد الإرهابي بأوروبا والاسلاموفوبيا"، بمشاركة مجموعة من الخبراء المغاربة والإسبان. اللقاء ترأسه الحسن بلعربي، رئيس جمعية البيئة والتربية، وأندريس غارسيا لوركا، مندوب الحكومة الاسبانية بألميريا، وعبد الله بوصوف، الكاتب العام لمجلس الجالية بالخارج، وباسو عبد الحق، عن مركز الدراسات والأبحاث "OPolicy Cent"، بحضور خالد بوزيان، القنصل العام للمملكة المغربية بألميريا، والعديد من الشخصيات الأكاديمية، وفاعلين جمعويين إسبان ومغاربة. أندريس غارسيا لوركا، مندوب الحكومة الاسبانية بألميريا، أكد في مداخلته أن الإرهاب مشكل معقد، مشددا على أن الظاهرة لم تحظ بالاهتمام اللازم، موردا أن الظرفية تتطلب من جميع الأطراف العمل من أجل وضع حد لذلك. عبد الله بوصوف، الأمين العام لل"CCME"، اعتبر أن ظاهرة الإرهاب غالبا ما ترافق الاسلاموفوبيا وأن الاسلام لا علاقة له بالإرهاب، مشددا على كون ملك المغرب دائم التأكيد على أن الإرهاب لا دين ولا جنسية له. بوصوف أبرز من خلاله مداخلته أن المغاربة أنفسهم ضحايا للإرهاب، مؤكدا على ضرورة الاتفاق بين الجميع على عدم وجود أي مبرر لقبول الإرهاب. ودعا الأمين العام لمجلس الجالية إلى تربية الأجيال على قبول الآخر كيفما كانت ديانته، وقال: "الثقافة المغربية نفسها مكونة من روافد متعددة؛ إذ يتداخل فيها المسيحي والاسلامي واليهودي". وختم المسؤول بالمجلس الاستشاري حديثه بالتشديد على كون إسبانيا والمغرب بلدين في حاجة إلى التعاون المشترك، مؤكدا على أن المغرب لا يمكن أن يكون في يوم من الأيام مصدر تهديد لإسبانيا. مدير مؤسسة الثقافات الثلاث، خوسي مانويل سيربيرا، قال في كلمته إن "الإرهاب تهديد عالمي ولا يقتصر على دولة دون أخرى"، معتبرا أن مكافحة الإرهاب بعد أحداث برشلونة كانت سريعة وفعالة من طرف المغرب وإسبانيا. واستغرب "كيف يمكن تقبل الاسلاموفوبيا ونحن نعرف أن أغلب ضحايا الإرهاب مسلمون"، منبها إلى أن "الذين ارتكبوا الأعمال الإرهابية هم شباب ولدوا هنا وتربوا هنا في أوروبا"؛ لذلك يرى ضرورة أن "نتحرك لفهم ما يجري". واعتبر سيربيرا أن مشكل المرأة يجب أن يحظى بالاهتمام الكامل "لأن المرأة هي التي تتكلف بالتربية"، مشددا على ضرورة تحمل الجالية المسلمة لمسؤوليتها في هذا الاتجاه، مؤكدا على ضرورة الانتباه إلى حسن اختيار وتكوين الائمة. وفي مداخلته، شدد باسو عبد الحق، عن مركز الدراسات والأبحاث "OPolicy Cent"، على أن ربط الإرهاب أو الارهابي بجنسيته خطأ، وقال: "الإرهابي يجب أن نربطه بسياقه وظروفه الاجتماعية والاقتصادية". باسو أكد على ضرورة الاهتمام بتربية الأطفال، خصوصا في التعليم الابتدائي، قائلا: "يحب تربية الأطفال بين 5 و6 سنوات حتى لا يكونوا ضحية لداعش في المستقبل". وفي نفس منحى نقاش اللقاء، حاول محمد بنعلال، الأكاديمي المغربي، القيام بمحاولة لبسط مقارنة بين الجهاد الاسلامي والثورات الاشتراكية والشيوعية الغربية. الختم كان مع الحسن بلعربي، الأستاذ الجامعي رئيس جمعية البيئة والتربية، الذي أكد على أن الجالية المسلمة في أوروبا تعاني من العمليات الإرهابية؛ "حيث إن منفذي تلك العمليات لا يفرقون بين المسلم وغير المسلم، ومن جهة أخرى فإنها تعاني من تصاعد الإسلاموفوبيا". وشدد الأكاديمي المغربي على أن اليمين المتطرف يستغل كل الفرص لتقوية خطابه المعادي للمسلمين، داعيا إسبانيا إلى سلك طريق فرنسا التي "أرسلت بعثات إلى المغرب لتكوين الأئمة في أكاديمية محمد السادس"، مطالبا ب"تربية دينية سليمة لأبناء الجاليات المسلمة لوقايتهم من تجار الدين والدماء"، وفق تعبيره.