انطلقت بمدينة ألميريا في جنوب إسبانيا، اليوم السبت، فعاليات الملتقى الأول المنظم من "أرضية الكفاءات المغربية في إسبانيا" (PIPROME) وجمعية البيئة والتعليم (AMAE)، من أجل التداول في مكانة المواطنين ذوي الأصل المغربي وسط الساحة السياسية الإسبانية، على مدى يومين، بتعاون مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج، ومركز الدراسات حول الهجرات والعلاقات بيثقافيّة (CEMYRI). برمجة الموعد نفسه ترتكز على ثلاث جلسات دراسية، بمشاركة خبراء من المغرب وإسبانيا، تخوض في المحور المفصلي للملتقى من وجهات نظر القانونيّين والسياسيّين والنشطاء الجمعويين، وينتظر أن تشهد تجميع خلاصات متصلة بعلاقة ذوي الأصول المغربية مع الساحة السياسية الإسبانية، إضافة إلى إفراز توصيات ستعلن قبل إسدال الستار على أولى نسخ المبادرة المذكورة. افتتاح الملتقى عرف تشديد الحسن بلعربي حفطلاوي، رئيس AMAE وPIPROME، الذي تناول الكلمة أمام الحاضرين، على أن الساحة الدولية أخذت تقلق بإذكائها العداء للهجرة والمهاجرين، زيادة على تفشّي الإسلاموفوبيا، ما يتطلب مزيدا من التلاقي لإعمال الفكر بغية تشجيع الحوار وإمالة كفة التعايش. وفي حين عمل أندريس غارسيا لوركا، مندوب الحكومة المركزية الإسبانية في ألميريا، ضمن كلمته الترحيبيّة بالمشاركين في الملتقى، على التنويه بالنسيج المجتمعي الإسباني المتأصل من المغرب، معددا إسهاماته القوية في كل المجالات بألميريا وإقليم الأندلس، قال الحسن بالعربي، الأكاديمي المنتمي إلى جامعة ألميريا، إن التدبر في موضوع المشاركة السياسية يبقى رهانا على تقوية مؤشر أساسيّ يدلّ على مستوى تحقق الاندماج ومدى إعمال حقوق المواطنة بالكامل. أما خالد شكران، الكاتب العام ل"أرضية الكفاءات المغربية بإسبانيا"، فقال إنّه يعتبر أن الواقع السياسي للجالية المغربية في إسبانيا يحتاج اهتماما، وأضاف في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "ينبغي الإلمام بالعراقيل التي تحول دون الدخول في العمل السياسي لتمكين مغاربة إسبانيا من التعاطي مع هذه الممارسة التي تقود صوب تدبير الشأن العام، ثم الانتقال إلى مرحلة "الحلحلة" بناء على مقترحات يقدمها خبراء مغاربة وإسبان ضمن توصيات هذا اللقاء المنظم في ألميريا". أرضية النقاش المعتمدة من لدن المنظمين تعتبر أن الخوض في علاقة مغاربة إسبانيا بالسياسة يهمّ ما يعادل مليون نسمة من قاطني المملكة الإيبيريّة، أي ما يعادل نسبة 22% من مجموع ذوي الأصول الأجنبيّة في هذا البلد الأوروبيّ، بينما زاوية المعالجة يتوجّب أن تنأى عن الرؤى الاقتصادية الصرفة التي اعتيد إعمالها، وفسح المجال لمقاربات المؤسسات العامة المختلفة، وكذا الأحزاب السياسية والنشطاء الاجتماعيين والتنظيمات المدنية... "المشاركة في الحياة السياسية تبقى حقّا تجب ممارسته بنجاعة من طرف مغاربة إسبانيا"، تقول سهام زبدة، الناشطة الجمعوية وأستاذة القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة كاديس، قبل أن تردف في تصريح لهسبريس: "نحن هنا من أجل إبراز فوائد الحث على هذه الممارسة، ومنها الرقي بالممارسة الديمقراطية للدولة الإسبانيّة من خلال ضمّ هذه الشريحة العامّة إلى الفضاءات السياسية المتنوعة". جدير بالذكر أن الجهة المنظّمة نفسها سبق لها، قبل سنتين، تنظيم منتدى للمثقفين والمهنيين من أصل مغربي في إسبانيا، وذلك بالعاصمة مدريد، بحثا عن تكريس فضاء مغربي إسبانيّ مشترك، مخصصة نقاشاته الأكاديميّة لقيمة المثقفين بالفضاء المغربي الإسباني، وكذا علاقة الكفاءات المغربيّة المقيمة في الخارج بالتنميّة، إلى جوار مساءلة وضعيتي التواصل والأداء الثقافي بعموم الفضاء المتوسطي، والبحث عن مواقع الريادة ضمن أداءات الجيل الثاني من الهجرة المغربيّة صوب المملكة الإيبيريّة، وأيضا التحديات التي تواجه المقاولين المغاربة ضمن أعمالهم وسط الديار الإسبانيّة.