اختتمت مساء أمس السبت فعاليات المنتدى الأول للمثقفين والمهنيين من أصل مغربي بإسبانيا، المنظم طيلة يومين بمدريد من لدن جمعية الكفاءات المغربيّة بإسبانيا، الشهيرة اختصارا بتسمية "PIPROME"، ومجلس الجالية المغربية بالخارج. وجاء إسدال الستار عن أولى دورات النقاش الباحث عن "تكريس فضاء مغربي إسباني مشترك"، وفق ما أعلن عنه ضمن شعار اللقاء، بعد استيفاء الجلسات الدراسيّة الخمس المبرمجة بالموعد.. وهي التي تطرقت إلى قيمة المثقفين بالفضاء المغربي الإسباني وكذا علاقة الكفاءات المغربيّة المقيمة في الخارج بالتنميّة، إلى جوار مساءلة وضعيتي التواصل والأداء الثقافي بالفضاء المتوسطي، والبحث عن مواقع الريادة ضمن أداءات الجيل الثاني من الهجرة المغربيّة في المملكة الإيبيريّة، وأيضا التحديات التي تواجه المقاولين المغاربة بالديار الإسبانيّة. المنتدى الذي تم ب"مخيم الأمم" في مدريد، من لدن الCCME والPIPROME، انتهت دورته الأولى بتكريم ثلاثة أسماء بارزة في صفوف مغاربة إسبانيا.. ويتعلق الأمر بالفنان التشكيلي العالمي أحمد بن يسّف، والبطل الرياضي حسن بركة الذي سبق أن بصم على زمن قياسي في السباحة من الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق إلى نظيرتها الشماليّة، والكاتبة ليلى قروش التي نالت جائزة "جوب" عن مؤلفها "من النّاظور إلى بيك". كما أعلن المشاركون ضمن نقاشات المنتدى الأول للمثقفين والمهنيين من أصل مغربيّ بهولندا، في ختام أشغال التظاهرة، عن التوصيات خلصوا إليها في أعقاب يومين من العمل الجماعي.. ويرتقب أن تشكّل الPIPROME فريق تتبع تكون مهمته مقترنة بتعميم الخلاصات وتفعيل التوصيات، فيما سبق وأن أعلن الCCME، في افتتاح المنتدى، أن ذات التوصيات سيتم الأخذ بها في عمل مجلس الجالية المغربية بالخارج ضمن أدائه الاستشاريّ. وأوصى المنتدى بضرورة إيجاد مقاربة تمكن من استثمار التاريخ المحدد للواقع الحالي المعاش بالمنطقة المتوسطية، خاصة شقها الغربي الجامع بين المغرب وإسبانيا، مع وجوب العمل على تطوير التعاون الشامل بين المملكتين، انطلاقا من التطورات العلمية والتقنية، حتى يتم التمكّن من نقل المعارف وتجويد أنماط العيش. كما شدد الملتئمون على طاولات النقاش بمدريد على ضمان تطوير العلاقات الثنائية المغربية الإسبانية، ضمن كل المجالات، مع التركيز على الارتباطات الممكن البصم عليها بين المسؤولين في السلطات المحلية بالمملكتين، خاصة على مستوى البلديات.. وطالبت التوصيات عينها بضرورة تحرك الرباط لتحديد مخاطب واحد يمكن للكفاءات المتأصلة من المغرب أن تتواصل معه بنجاعة، وكذا العمل على ضبط ذوي الخبرة من صفوف الMRE ومتطلباتهم، إلى جوار تحديد حاجيات الوطن الأم بأعلى دقَّة. "ينبغي تقديم المساندة لكل المجهودات الرامية إلى خلق شبكات للعلوم التطبيقية ما دامت تروم المشاركة بجهودها في تنمية المغرب، كما أن تشجيع المبادرات الإعلاميَّة المتخصصة في التعاطي مع شؤون الهجرة المغربيَّة سيكون له أثره الإيجابيّ.. وتوطيد العلاقات الثقافية والعلمية المغربية الإسبانية، مع خلق أوجه أخرى لها، ينبغي أن يتم ميدانيا بالتوازي مع دعم أعمال البحث العلمي والدراسات التي تتمحور حول الجيل الثاني الذي افرزته هجرة المغاربة للمملكة الإيبيريّة" تورد ذات التوصيات. وقد وجه نداء إضافي إلى المسؤولين، بالرباط كما بمدريد، من أجل التحرك لتبسيط المساطر القانونية الكفيلة بإفراز مشاركة إيجابية لمغاربة إسبانيا ضمن فاعليات الحياة بالبلدين، مشددين كذلك على ضرورة فتح نقاش عمومي وتعاط رسمي مع مشاكل الأجيال الأخيرة لمغاربة العالم، وكذا العمل على إرساء شراكة مقاولاتية حقيقية وفعّالة بين الغرب وإسبانيا، ومساندة كب المساعي الرامية لتشجيع اكتساب المعارف.