انطلقت بالعاصمة الإسبانيّة مدريد، وتحديدا بمنطقة "مخيَّم الأمم"، بعاليات المنتدى الأول للمثقفين والمهنيّين ذوي الأصل المغربيّ بإسبانيا، وهو الموعد المنظّم من لدن جمعية الكفاءات المغربيّة بإسبانيا ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، تحت شعار: "نحو تكريس فضاء مشترك"، وينتظر أن تستطيل برمجته على يومين تتخللهما 5 جلسات للنقاش. حسن بلعربي، رئيس الجمعيّة المنظّمة ومدير المنتدَى، قال لهسبريس إن انطلاق الموعد، عشيّة اليوم الجمعية، يشكّل بصما على محطة سنوية تمكن المثقفين والمهنيين ذوي الأصل المغربي، بإسبانيا كما بعدد من دول أوروبا والعالم، من فرصة للتعارف البيني والتعريف بما يقومون به وقدراتهم. كما أضاف بلعربي أن المشاركين بدورة العام 2015، التي تعدّ باكورَة لهذا المنتدَى، ومن بين هؤلاء أكاديميون ومثقفون ونشطاء سياسيون، إلى جوار فاعلين بالمجال الفني والحقل الإعلامي، سيتطرقون لكل ما يهم الفضاء المشترك ما بين المغاربة والإسبان لأجل تعزيز ما تم تحقيقه وكذا اقتراح صور للتطوير، بتركيز على التنمية ومشاكل الجيل الثاني لهجرة المغاربة صوب المملكة الإيبيرية. وضمن كلمته الافتتاحية لفعاليات نفس اللقاء، قال حسن بلعربي أمام عشرات الحاضرين: "تسكننا هواجس تهدف إلى تحقيق السلم على كل الأصعدة، مع الرغبة في المساهمة ضمن التفاهمات الإنسانية المفضية إلى تقبّل الجميع للجميع، وإشاعة ثقافة الإيمان بقدرات الغير في الفعل الميداني، مع مرامٍ متصلة بوجوب الدفع صوب تحقيق الاندماجات البينية وصولا إلى البنية المجتمعيَّة الأفضل". أحمد سراج، ممثل مجلس الجاليَّة المغربية المقيمة بالخارج، وبعد أن قدّم اعتذارا للحاضرين نقلا عن الأمين العام عبد الله بوصوف الذي تعذر عليه التنقل صوب مدريد لالتزامات مهنية بالمغرب، قال إنّ الCCME، بفعل موقعه الاستشاري البعيد عن السلطة التنفيذية، له أدوار تنصب على الاستشراف والتفكير ضمن القضايا الكبرى التي تهم الجاليات المغربية عبر العالم. كما أضاف سراج، المكلّف بمهمّة وسط الCCME، إن ذات المجلس يؤمن بالكفاءات المغربية وجدوى الاعتماد على مساهماتها في تحقيق التنميّة، لذلك وضعها ضمن صلب اهتماماته منذ أولى مشاريع اشتغاله، حيث تبدى ذلك في العديد من الأنشطة والمبادرات.. وواصل ذات المتحدّث: "هناك مجموعة عمل خاصّة تشتغل وسط مجلس الجالية المغربية بالخارج مع الكفاءات، وذلك بعقد لقاءات وانظيم أوراش بعدد من الدول، وقد نشرت مؤخرا حصيلة عمل هذه المجموعة". "بصم الCCME على كتاب لمسارات كفاءات مغربية مقيمة بإسبانيا، ضمن بادرة أولى لم تعم كل الفاعلين المتميّيزين بفعل برمجة تحركات لاحقة لمسّ شريحة أكبر، ويرام من ذلك إبرا هذه الوجوه الفاعلة والأدوار المهمة التي تلعبها ببلدان العيش كما بالوطن الأم" يورد أحمد سراج قبل أن يسترسل: "نؤمن بوجوب التفكير بمعية المعنيّين بالأمر، وفق ما تم البصم عليه بعدد من الاشتغالات الميدانيّة، وسبق لمجلس الجالية أن اختار هذه المقاربة في لقاءات تطرقت لعدد من المشاكل التي تمس الجالية، منها الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها المختلفة، تمت بتعاون مع فاعلين وسلطات بدول إقامات مغاربة العالم". وواصل نفس ممثل مجلس الجالية بافتتاح المنتدى الأول للمثقفين والمهنيين من أصل مغربي بإسبانيا وهو يورد: "التوصيات التي سيسفر عنها الموعد الملتئم بمدريد ستساهم في تشكيل عدد من الآراء الاستشارية للCCME.. أمّا المناداة بعودة الكفاءات المغربية إلى المملكة فقد أضحت مطلبا تقليديا غير مفيد أمام الحاجة الحين لحركية هذه الفئة التي قدّمت جهودا قيمة في جميع المجالات ويمكنها أن تلعب أدوارا تاريخية وعلمية لفائدة بلد عيشها وانتمائها الوطني الأصلي، فهي مؤثرة ما بين البيئتين جراء مساهمتها في بناء دول الاستقبال وتشكيلها لقيمة مضافة بخبراتها.. كما يمكن لنفس الكفاءات أن تساهم في تنمية وطنها الأمّ ولعب أدوار سفراء لفائدة انتمائها الأول". سراج قال لهسبريس إن مشاركة مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج ضمن الموعد الذي بادرت إليه جمعية الكفاءات المغربية بإسبانيا يعدّ تأكيدا على التشبث بمسار تعاط معتمد منذ تأسيس الCCME، وذلك تجاه كل ما يهم الكفاءات والتنمية التضامنيّة.. وأضاف بذات التصريح: "لقد تمّ البصم على محطات عدّة ضمن هذا التحرك الميداني، ومن بينها محطة مدريد التي هي تجسيد للتعاون مع جمعية الكفاءات المغربية بإسبانيا، وتشجيع من المجلس لهذا النوع من التشبيك الذي يسمح بتطوير يعطي فاعلية ونجاعة للمشاريع المعمول عليها". أمّا بوغالب العطار، المستشار السياسي لسفير المغرب لدى إسبانيا، فقد أورد ضمن كلمة استهلالية أسهم بها ضمن افتتاح المنتدَى أن المساندة تلقاها المبادرة التي تنشد غدا أفضل للفضاء المغربي الإسباني، خاصة وأن المشاركين، من أكاديميين ومثقفين وفنانين وإعلاميين ونشطاء مدنيين، هم خيرة من يحمل القيم المشترك بمساحة العيش المعنية بالتظاهرة.. وقال العطار، من بين ما أثاره ضمن الكلمة الموجه للموعد الذي كان يفترض أن يقصده السفير محمد فاضل بنيعيش وفقا للبرمجة، إن المنتدَى المراهن على أفكار متدخلين لهم ما يكفي من المساهمات النقدية والرؤى الاشتشرافية، وهم المنتمون للمغرب وإسبانيا، بإمكانه المساهمة في بناء مجتمع المساواة المأمول للرفع من جودة العيش. الموعد الافتتاحي للتظاهرة، وهي الممتدّة فعالياتها على يومين بخمس جلسات للنقاش، قد عرفت تدخّل بيدرو بوفيل، رئيس نادي أصدقاء المغرب بإسبانيا، الذي قال إن الشعبين الجارين لا يملكان أي خيار بشأن مصيريهما أمام المعطيات التاريخية والجغرافية والاقتصادية والإنسانية التي حكمت عليهما بوجوب التعايش لأجل الرقي بأوضاع المغاربة والإسبان في ظل وضع التأثر والتأثير القائم بين المملكتين.. فيما أورد طارق الوجري، القنصل العام للمغرب بمدريد، أن المثقفين والأكفاء المغاربة والإسبان قادرون على استثمار أفكارهم وأداءاتهم بتمرير رسائل تمكّن من تفادي العثرات وتقويم الاعوجاجات، وذلك بفعل المصداقية التي يتوفرون عليها لدى الناس، وكذا لكون كل ما يجري يجد له تفاسير من صلب اهتمام من هم مختصون في السوسيولوجيا والإنتروبولوجيا، إضافة للعلوم الإنسانية والاقتصادية، وغيرها. جدير بالذكر أن جلسات العمل التي سطّرها المنتدى المنظّم من طرف الكفاءات المغربيّة بإسبانيا والCCME تتوزّع على 5 ورشات ستتطرق إلى قيمة المثقفين بالفضاء المغربي الإسباني وكذا علاقة الكفاءات المغربيّة المقيمة في الخارج بالتنميّة، إلى جوار مساءلة وضعيتي التواصل والأداء الثقافي بالفضاء المتوسطي، ورصد مواقع الريادة ضمن أداءات الجيل الثاني من الهجرة المغربيّة في المملكة الإيبيريّة، والتحديات التي تواجه المقاولين المغاربة بالديار الإسبانيّة.