"تاريخ 6 قرون من العلاقات المغربيّة الأوروبيّة لا بدّ أن تكون حاملة للعبر من أجل مزيد من التعايش بين المواطنين المنتمين للجانبين".. بهذه الفكرة، وما يمكن أن يشتقّ منها كتساؤلات وتدابير، افتتح مجلس الجالية المغربيّة المقيمة بالخارج، بتنسيق مع سفارة الرباطبالبرتغال، معرض "المغرب أوروبَّا" بالفضاء التاريخي ل"دِير جِيرُونِيمُوس" وسط لشبُونَة. يتعلّق الأمر بافتتاح مؤقّت تمّ عشيّة يوم أمس الاثنين، على هامش انعقاد "منتدَى لشبُونَة" المنظّم من لدن المجلس الأوروبي بحضور وفد مغربيّ، قبل البصم على الافتتاح الرسمي بعد 10 أيّام.. حيث ارتأَى المنظّمون، من الCCME وكذا السفارة المغربيّة بالبرتغال، أن يكون المشاركون ب"المنتدى"، وضيوف آخرون من النخبة البرتغاليّة بمختلف المجالات، أول من يلج فضاء عرض مستندات توثق لتاريخ العلاقة ما بين المغرب ودول القارّة الأوروبيّة. إدريس أجبالي، عضو مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج والمتنقل للشبونة ممثلا للأمين العام عبد الله بوصوف، بعدما أصيب الأخير بوعكة صحيّة حالت دون حضور الموعد، قال ضمن تصريح لهسبريس إنّ هذا المعرض قد تم التفكير فيه قبل ثلاث سنوات، وشرع في تنفيذه بالرباط قبل الانتقال إلى محطات عدّة، منها بروكسيل وباريس، وصولا إلى العاصمة البرتغاليةلشبونة. وأردف أجبالي: "عمل عبد الله بوصوف، الأمين العام للCCME، على هذه التظاهرة بتنسيق مع المجلس الآوروبي وسفارة المملكة المغربية بلشبونة.. ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج سعيد باحتضان فضاء ثقافي هام لهذا الموعد المعرف بعلاقة المغرب مع أوروبا، وذلك على هامش انعقاد منتدى لشبونة". ويضمّ فضاء العرض، زيادة على كتاب أنجزه مجلس الجاليَة عن 600 عام من تاريخ العلاقات المغربيّة الأوروبيّة، عددا من الكتب والمخطوطات والصور التي توثق لهذه العلاقة الممتدّة على ستّة قرون، إضافة إلى نقوش ولوحات وحليّ معبّرة عن مراحل قطعها التطبيع الدبلوماسي والاقتصادي والسياحي والثقافي ما بين مدن مغربيّة وعدد من نظيراتها بالقارة الكائنة شمال البحر الأبيض المتوسّط. واعتبر إدريس أجبالي، ضمن ذات التصريح لهسبريس، أنّ "هذا النوع من التظاهرات يعدّ كعبور جسر فاسكُو دِي كَامَا الشهير بالبرتغال، وذلك لقدرته على جعل مشتركاتنا الثقافيّة معبرا ما بين المغرب وأوروبا".. وواصل بقوله: "إنه موعد رائع تقدّم ضمنه توثيقات مثيرة لعلاقة من 6 قرون جامعة بين بلادنا وعدد كبير من بلدان القارة الأوروبية، وهذا النوع من المبادرات ينبغي الإكثار منه لما يمكّن من تجويد العلاقات مع المغرب". بول دحّان، رئيس مركز الثقافة اليهودية المغربيّة، يقرّ بأنّ المعرض، المفتتح ببرشلونة أمام ضيوف متميزين أبرزهم من المشاركين بالمنتدى المحتضمن من لدن العاصمة البرتغاليّة، "من شأنه التعريف بالعلاقات التي يعرفها المغرب مع أوروبا منذ القرن السادس عشر، وكيفية تحسنها من أجل إعطاء الأمل في مستقبل أفضل بكثير". ويضيف دحّان، بخصوص نفس التظاهرة المقامة بحيز متحفي تاريخي يزوره قرابة ال3000 من السياح القاصدين للشبونة، أنّ الموعد "يعرض لكيفية الانفتاح على الآخر، تماما كما وقع ما بين المغاربة والبرتغاليين الذين أضحوا يتعاملون مع بعضهم البعض، بشكل يوميّ، لأجل غد أحسن". وشهد حفل الافتتاح إلقاء كلمات مقتضبة للإشادة بفكرة المعرض المستقدم إلى لشبونة، وكانت من بينها كلمة السفيرة كريمة بنيعيش، رئيسة الدبلوماسية المغربية بالبرتغال، والتي عبرت عن تثمين هذه الخطوة وكذا ما تم استجماعه من وثائق تهم التاريخ المشترك للمغرب وأوروبا، مشدّدة على أنّ المبادرة تحتفي بالتعايش الذي لمّ المغاربة والأوروبيّين لقرون عدّة، وكذا ما تم العمل عليه تاريخيا للظفر بمستقبل متميّز للجانبين. كما تناول الكلمة إدريس اليزمي، بصفته رئيسا للCCME بعدما قدم شارك في نقاش "القوانين والهيئات الانتخابيّة" ضمن "منتدى لشبونَة"، ليورد بأنّ تاريخ المغرب وأوروبا ينبغي أن تؤخذ منه العبر بفعل غياب وسائل سحرية تمكّن من التغلب على الإشكالات الحاليَّة، كما قال اليزمي، ضمن كلمته في افتتاح المعرض بفضاء "دِير جِيرُونِيمُوس"، "لم يعد التساؤل بشأن الفعل الذي ينبغي أن يواجه به الأجنبي القادم من الجنوب محتكرا من طرف الأوروبيين، بل أضحى يعني المغاربة أيضا مع تبني سياسة جديدة تهمّ الهجرة وتعمل على تسوية الوافدين على المغرب".