تناقل الرأي العام المحلي بمدينة وجدة وبالجهة الشرقية أخيرا خبر انتماء الدكتور مصطفى بنحمزة رئس المجلس العلمي المحلي لوجدة لحزب التجمع الوطني للأحرار، ويقول متتبعون بأن هذا الانتماء هو تمهيد لتكليف بن حمزة بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية في الحكومة المقبلة إذا ما آلت رئاستها للتجمع الوطني للأحرار. وتباينت مواقف الفاعلين السياسيين من الخبر، حيث عبّر منتمون للتيار الإسلامي عن اندهاشهم من الخطوة، مؤكدين أنه إذا صح الخبر فإن ذلك سيكون بمثابة ردة عن الخطوات "العملاقة" التي قطعها المغرب نحو ما وصوفه بترسيخ جو من التنافس السياسي السليم، والتفافا على ما رأوا فيه مكتسبات تحققت بتوافق كل القوى في البلاد. أما بالنسبة لقيادي محسوب على اليسار بوجدة فإن انتماء بن حمزة للتجمع الوطني للأحرار وإعداده لوزارة الأوقاف أمر عادي، مشيرين إلى أن الحزب المذكور وكغيره من الأحزاب الإدارية يبقى مجرد دكان انتخابي و"وكر" للأعيان، تتجه إليه الدولة لإضفاء الحزبية على بعض الوجوه البعيدة عن الميدان السياسي، خاصة وأن الدستور الجديد يلزم الدولة بإعطاء رئيس الوزراء صلاحية تعيين الوزراء، بمن فيهم وزارء ما كان يسمى وزارات السيادة، وشدد القيادي المذكور على أن الإصلاحات التي جاء بها الدستور الجديد تحتاج إلى تخليق الحياة السياسية وتنزيلا عقلانيا للدستور في مختلف المجالات، بعيدا عما وصفه بطبخ وصناعة الحرس القديم لحكومات مشكلة من خدام المخزن معتبرا مصطفى بنحمزة واحدا منهم. مسؤولو حزب الحمامة التزموا الصمت إزاء الخبر المشار إليه، في الوقت الذي علق مقربون من الحزب بالقول إن الأمر مكسب لمدينة وجدة التي كانت مشتلا لوزراء تجمعيين على الدوام، موضحين أن ولاء بنحمزة للمنطقة الشرقية سيعطي إضافة نوعية للجهة. ولم يستبعد مهتمون بالشأن السياسي بوجدة أن يكون انتماء بنحمزة للأحرار صفقة بين القصر والحزب، خاصة أنه كان من بين مهندسي إعادة تأهيل الحقل الديني، كما يُحسب للرجل حسب المهتمين المذكورين دوره الكبير في عدم الوقوع في "مستنقع" الفتوى والفتوى المضادة عبر حصر هذا المجال في إمارة المؤمنين، وهيئة الإفتاء التابعة لوزارة الأوقاف و التي يترأسها. وتعليقا على الموضوع قال مصطفى بنحمزة إنه ليس شخصا متضلعا في الأمور الإدارية حتى يصبح وزيرا، معتبرا في حديث ل"هسبريس" أن مهمته هي العلم ثم العلم فالعلم لما فيه صلاح لهاته الأمة واستقرارها، مؤكدا أن علاقته بمن وصفهم بالإخوة في التجمع الوطني للأحرار، لا تعدو أن تكون حث للأعيان منهم على الفعل الإحساني. وأوضح بنحمزة أن وجوده على رأس المجلس العلمي المحلي لوجدة لا يعني تحمل مسؤولية كبيرة كمسؤولية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. ويُعتبر مصطفى بنحمزة الأستاذ الجامعي سابقا وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من بين أكثر العلماء نشاطا في المغرب، ومن بين أكثرهم إغناء للمكتبة الإسلامية بمؤلفات مهمة.