دافَع عبد الله حمودي، الأنثروبولوجي المغربي المعروف، عن شباب حَراك الريف، وأكّدَ استمراره في المبادرة التضامنية معهم، بإعلانه عدم التضحية في عيد الأضحى الماضي، كما فعلتْ عائلات المعتقلين منهم، وكذلك صومُ يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع. وقال حمودي، في مقابلة مع هسبريس، إنَّ عيد الأضحى بالإضافة إلى كونه شعيرة دينية، فإنه يحمل رمزية سياسية، مشيرا في هذا الإطار إلى أنَّ المغاربة أعرضوا عن ذبح الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى يوم نُفي الملك الراحل محمد الخامس إلى مدغشقر، تعبيرا منهم عن رفضهم ل"ابن عرفة" الذي نصّبه الاستعمار خليفة للملك المنفيِّ. وأكّد صاحب الكتاب الشهير "الشيخ والمريد" أنّه لا يقارن بين فترة الحماية ووضع منطقة الريف في الوقت الراهن، "ولكنْ لأبيِّن كيف أنّ شعيرة ذبح الأضحية لديها معان متعددة، ومن بينها أنْ تُصوِّر شيئا كتعبير سياسي، أو تعبّر عنْ عدم الارتياح من وضعية معينة، كما هو الحال بالنسبة لعائلات معتقلي حراك الريف". حمودي أكّد أنّه ما زال مستمرا في الشكل التضامني مع معتقلي حراك الريف الذي انخرط فيه منذ إعلانه الإعراض عن التضحية في عيد الأضحى الماضي، مُبرزا أنّه لا يزال يصوم كلَّ اثنين وخميس في الأسبوع، كما أبْدى دفاعه عنهم بقوله: "أنا أعتبرهم غير انفصاليين، بعكس الاتهامات الملفقة لهم، ولا زلت متضامنا معهم". واعتبر مؤلف كتاب "الضحية وأقنعتها" أنّ شباب حَراك الريف المعتقلين "سقطوا ضحيّة مطالبهم المشروعة، بعد أن خرجوا يُنادون بها في الشارع"، مُضيفا أنَّ جهات عدة في السلطة وفي وسائل الإعلام تحاول أن تُلبسهم أقنعة لا تعبّر عمّا يمور في دواخلهم، بل هي معاكسة تماما للواقع، مثل محاولة إلصاق صفة الانفصاليين بهم. وجوابا على سؤال حول السبب الذي جعل سكان منطقة الريف ينزلون إلى الشوارع للاحتجاج منذ حوالي سنة، رغم أنّ هناك مناطق أخرى في المغرب أكثر تهميشا من الريف ولا يخرج سكانها إلى الاحتجاج، وما إنْ كانت لأهل الريف خصوصية ما، قال حمودي إنّ الريف، فعلا، له خصوصية تاريخية وجغرافية؛ إذ شهد مقاومة ضارية ضدّ الاستعمار، "لكنّ هذه الخصوصية لا تعني أنهم لا يشعرون بانتمائهم إلى الوطن". وأوضح المتحدث ذاته أنّ سكان منطقة الريف كانوا دائما يحاربون القوى الاستعمارية تحت العَلم المغربي؛ "فلم أقرأ يوما أن هؤلاء يدافعون عن الريف فقط، بل يدافعون عن المغرب، وكانوا يردون الحملات التي تستهدفه". وبخصوص ما إن كان حَراك الريف استمرارا للحراك الشعبي الذي عرفه المغرب مطلع سنة 2011، بقيادة شباب حركة 20 فبراير، قال حمودي: "هناك سيرورة. شباب الريف كانوا ينادون بالمستشفى لعلاج السرطان، لأنهم يعتقدون أنّ هناك ارتباطا بين انتشار السرطان في المنطقة والهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي تعرضوا له إبان فترة الاستعمار. ومطلب بناء مستشفيات هو مطلب رُفع في مسيرات حركة 20 فبراير. إذن هناك سيرورة لهذا الحراك".