خصص الشيخ حسن الكتاني، رئيس الرابطة العالمية للاحتساب وعضو رابطة علماء المغرب العربي، حيزا مهما على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للحديث عن ما أسماه "تعطيل العيد" و"إيقاف شعيرة العيد" كرد منه على البلاغ الأخير لعائلات معتقلي حراك الريف بسجن "عكاشة" الذي كشفت فيه عن "مقاطعة احتفالات العيد والاستغناء عن نحر الأضحية في منازل المعتقلين السياسيين". وفي هذا الإطار، قال الكتاني "من أراد إيقاف شعيرة العيد من أجل الريف فقد ابدع في دين الله ما ليس فيه"، مضيفا بقوله: "ابتلي المسلمون في أوطانهم وأشخاصهم ببلايا عظيمة وما كان ذلك سببا قط في تعطيل العيد". واستمر الشيخ السلفي الحسن الكتاني في توجيه سهام النقد لمبادرة عائلات معتقلي حراك الريف، عبر صفحته الرسمية على الفضاء الأزرق، قائلا: "فرق بين من يترك الأضحية ليعرف الناس أنها سنة وليست واجبة وبين من يتركها حدادا وحزنا"، مضيفا "سجنا عقدا من الزمان وسجن الآلاف من إخواننا في محنة فاقت محنة أهل الريف فما خطر لنا ببال تعطيل شعيرة الأضحية". وتابع المتحدث ذاته، أن "كل حداد يؤدي لتعطيل شعائر الله تعالى فهو من جنس التسخط على أقدار الله تعالى"، مشيرا إلى أنه "يؤلمنا ما حدث في الريف، ولكن لا مقارنة بينه وبين ما يحدث في الشام بتاتا ولا ما حدث في مصر وليبيا واليمن". وأردف الكتاني أنه "لما كنت في السجن كان خالي السيد محمد بدر الدين يذبح الأضحية باسمي ويرسلها لنا في السجن فنفرح بها فرحا عظيما"، نافيا أن يكون قد كفر أهل الريف بسبب مقاطعة عيد الأضحى، حيث أوضح أن "من زعم أني كفرت أهل الريف أو أحدا لم ير الأضحية فقد أعظم علي الفرية وأسأل الله أن يفضحه على رؤوس الأشهاد". وأكد الحسن الكتاني أنه كان من مناصري حراك الريف ومؤيديهم منذ البداية وأنه استنكر الاعتقالات والمحاكمات الظالمة، مستنكرا في السياق ذاته، اتهامهم بخذلان حراك الريف، كاشفا أن ما يخشاه هو "أن يكون هناك دخلاء يريدون الفتنة وتفريغ الحراك الريفي من أهدافه الشريفة والإيقاع بينه وبين علماء الأمة الصادقين". ووجه الكتاني عبر حسابه بموقع "فيسبوك" رسالة إلى أهل الريف قائلا: "يا أخي الريفي لا تكن ممن يكره الناس في قضيتك بدل جعلهم يناصرونك". إقرأ أيضا: عائلات معتقلي حراك الريف تكشف عن خطواتها لعيد الأضحى وكانت عائلات معتقلي حراك الريف قد كشفت عن الخطوات التي تعتزم القيام بها بمناسبة عيد الأضحى، مضيفة أنها "سبق لها أن زودت الجماهير الشعبية ببعض الخطوات، والتي فتحت بها نقاشا جديا مع هذه الجماهير المطالبة بإطلاق سراح معتقلي الحراك الشعبي الريفي وتحقيق الملف المطلبي الذي يؤدي من أجله معتقلينا ضريبة الاعتقال". وأوضحت عائلات معتقلي حراك الريف المرحلين إلى الدارالبيضاء، في بلاغ لها تتوفر جريدة "العمق" على نسخة منه أنه "لا عيد لعائلاتنا ومعتقليها في السجون"، مؤكدة أنها "لا تقاطع شعيرة العيد، وإنما تقاطع الاحتفال الملازم لهذه الشعيرة، لأن الظروف التي تمر بها، والتي يعرفها الجميع، لا تسمح لنا بالاحتفال بينما يقبع إخواننا وأبناءنا وآباءنا الأبرياء في السجون". وأكد البلاغ ذاته، "على أننا سنؤدي شعيرة العيد بصلاتها، وأننا سنصل أرحامنا كما عهدناها في كل عيد"، مشيرا إلى أن "مقاطعة احتفالات العيد والاستغناء عن نحر الأضحية في منازل المعتقلين السياسيين هي خطوة اتخذتها عائلات المعتقلين لنفسها ولا تلزم أحدا بذلك". وتابعت عائلات معتقلي حراك الريف بسجن "عكاشة"، أن "للجماهير الشعبية الحق والحرية في اتخاذ الخطوات المناسبة للتعبير عن تضامنها مع قضية المعتقلين السياسيين"، وأن "المعتقلين السياسيين للحراك الشعبي الريفي المرحلين إلى الدارالبيضاء يدعون عائلاتهم إلى شراء أضحية واحدة ستنحر نيابة عنهم وعن عائلاتهم، والتصدق بها". وجاء في البلاغ ذاته، أن "المعتقلين السياسيين يقترحون للجماهير الشعبية جعل يومي الإثنين والثلاثاء 28 و29 غشت 2017 يومين للصيام تضامنا معهم، وللجماهير الحرية في التضامن والتفاعل مع هذا المقترح وبالتالي فالجماهير ليست ملزمة بذلك".