خصصت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية حيزا هاما من صفحاتها للحديث عن تواصل الحملة الانتخابية الممهدة للانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها يوم 22 من الشهر الجاري بالأرجنتين، وقضية تسليم الناشط الإيطالي اليساري السابق سيزار باتيستي إلى بلاده، وإحداث وزارة جديدة للثقافة بالشيلي ومنح البرلمان البيروفي الثقة للحكومة الجديدة. ففي الأرجنتين اهتمت اليوميات المحلية بتواصل الحملة الانتخابية الممهدة للانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها يوم 22 من الشهر الجاري، وبتعليق العديد من الرحلات الوطنية والدولية بسبب حركة احتجاجية نظمتها نقابات تمثل ربابنة ومستخدمي شركتي "أيرولينياس أرخنتيناس" و "أوسترال". وهكذا كتبت يومية "لاناثيون" أن الرئيسة السابقة كريستينا فيرنانديز دي كيرشنير والمرشحة لنيل مقعد بمجلس الشيوخ خلال الانتخابات التشريعية المرتقب تنظيمها يوم 22 أكتوبر الجاري، اعتبرت في مهرجان خطابي، جرى تنظيمه بمار دي لا بلاطا، في إطار الحملة الانتخابية، إن معدلات التضخم ارتفعت أكثر مما كانت عليه سنة 2015 ، أي منذ تولي الحكومة الحالية التي يقودها الرئيس ماوريسيو ماكري. وأضافت اليومية أن كريستينا دي كيرشنير اتهمت الحكومة الحالية بكونها لم تفلح في إنجاح أي برنامج أو سياسية سبق وأعلنت عنها، خاصة تلك المتعلقة بالطبقات الهشة في المجتمع، مشيرة إلى أن ما تعيشه البلاد في السنتين الأخيرتين هو "مسلسل من الكذب المتواصل المدعوم من قبل وسائل الإعلام". وفي موضوع غير ذي صلة، كتبت يومية (إل تييمبو) أنه تم تعليق العديد من الرحلات الوطنية والدولية بسبب إضراب خاضته خمس نقابات، تمثل ربابنة ومستخدمي الشركتين الوطنيتين للخطوط الجوية "اريولينياس أرخينتيناس" و "أوسترال". وذكرت اليومية أن تعليق هذه الرحلات تم انطلاقا من مطار إزيزا الدولي وأيضا من مطار "أيروباركي خورخي نيوبيري" ببوينوس أيريس، مسجلة أن الحركة الاحتجاجية تأتي في أعقاب فشل التوصل إلى اتفاق مع الحكومة بشأن الزيادات في الأجور التي تطالب بها نقابات القطاعات والتي رفضت مقترحا بزيادة في حدود 16 بالمائة كانت قد تقدمت به الحكومة. وبالبرازيل، تناولت الصحف قضية تسليم الناشط الإيطالي اليساري السابق سيزار باتيستي إلى بلاده والإفراج عن ليوناردو غرينر، المدير العام السابق لعمليات لجنة ريو 2016 والذراع الأيمن للرئيس السابق للجنة الأولمبية البرازيلية، كارلوس نوزمان، المتهمين بشراء الأصوات للحصول على أولمبياد 2016 بريو دي جانيرو. وهكذا، كتبت "جورنال دو برازيل" أن المحكمة الفيدرالية العليا، وهي أعلى محكمة في القضاء البرازيلي، أصدرت قرارا يقضي بالتعليق المؤقت لتسليم الناشط اليساري السابق، سيزار باتيستي، المحكوم عليه في بلاده غيابيا بالسجن المؤبد لضلوعه في ارتكاب أربع جرائم قتل اواخر السبعينيات. وأعادت اليومية نشر قرار القاضي لويز فوكس الذي جاء فيه "إنني أدافع عن أمر منع تسليم باتيستي، حتى تصدر هذه المحكمة حكما نهائيا في الجلسة المقررة في 24 أكتوبر 2017". وأضافت أن قرار القاضي جاء ساعات قليلة بعد تأكيد وزير العدل البرازيلي، توركاتو جارديم، عزم الحكومة تسليم المواطن الإيطالي بسبب "المغادرة المشبوهة" و "الإخلال بالثقة" من جانب باتيستى، الذي قضى فترة وجيزة في الاعتقال الاحتياطي في مدينة كورومبا البرازيلية، على الحدود مع بوليفيا، لضلوعه في عملية تهريب العملة الصعبة. ومن جهتها، أفادت "أو إستادو دي ساو باولو" أن محكمة بريو دي جانيرو قررت الإفراج عن غرينر الذراع الأيمن للرئيس السابق للجنة الأولمبية البرازيلية، المعتقل منذ 5 أكتوبر بتهم تورطه في قضية شراء أصوات، بناء على طلب من المدعي العام الذي برر طلبه بإمكانية تدخل غرينر ونوزمان في عملية جمع الأدلة. وأضافت اليومية أن القاضي مارسيلو بريتاس، من المحكمة الجنائية الفيدرالية السابعة فى ريو دى جانيرو، قرر الإفراج عن غرينر بعد أن تمكن المحققون من جمع الأدلة الضرورية للتحقيق. وبالشيلي، تطرقت الصحف إلى إحداث وزارة جديدة للثقافة وموقف البلد الجنوب أمريكي تجاه الأزمة في كاتالونيا وأداء بورصة سانتياغو. وهكذا، ذكرت صحيفة "إل ميركوريو" أن الرئيسة ميشيل باشيليت أصدرت مرسوما يقضي بإحداث وزارة جديدة للثقافة والفنون والتراث خارج العاصمة الشيلية، سانتياغو. وأضافت اليومية أن الوزارة الجديدة ستتخذ من فالبارايسو مقرا لها، مؤكدة ان أحد أهداف هذا التوجه السياسي الجديد هو تحقيق اللامركزية في الأنشطة الثقافية. ومن ناحية أخرى، أفادت "لا تيرثيرا" أن الحكومة الشيلية أعربت عن دعمها لدولة القانون والنظام الديمقراطي ووحدة إسبانيا، وشددت على أنها "لن تعترف بأي إجراء أو إعلان أحادي الجانب لاستقلال كاتالونيا". وفي الشق الاقتصادي، ذكرت صحيفة "لا ناسيون" أن بورصة سانتياغو سجلت ارتفاعا بلغ 47 ر0 بالمئة، وأغلق مؤشرها الرئيسي إيبسا، الذي يتضمن الأسهم الرئيسية للبورصة، على 5.460,47 نقطة. وبالبيرو، انصب اهتمام الصحف المحلية الواسعة الانتشار على الخصوص على منح البرلمان الثقة للحكومة الجديدة بقيادة، مرسيديس أراوز. وهكذا، تحت عنوان "حكومة أراوز تنال ثقة البرلمان"، كتبت يومية "لاريبوبليكا" أن الحكومة الجديدة، بقيادة مرسيديس أراوز، حصلت عل ثقة البرلمان، مشيرة إلى أن أراوز تمكنت من الحصول على دعم برلمانيي حزب "القوة الشعبية" المعارض، الذي يبسط سيطرته على البرلمان، و"التحالف من أجل التقدم"، و"الحركة الشعبية"، بالإضافة إلى أصوات الحزب الحاكم "بيروفيون من أجل التغيير". وأضافت الصحيفة أن 83 نائبا من أعضاء البرلمان صوتوا لصالح منح الثقة للحكومة فيما عارض ذلك 17 برلمانيا، مشيرة إلى أنه خلال نقاش البرنامج الحكومي، الذي طرحته رئيسة الحكومة والذي دام حوالي خمسة عشر ساعة، انتقد العديد من البرلمانيين تأخر الحكومة في التعامل مع المناطق المتضررة من ظاهرة النينيو الساحلية وطريقة تدبيرها لملفات اجتماعية مثل التعليم والصحة، ومحاربة الفساد. وأفادت "لاريبوبليكا" أن البرنامج الحكومي كان مفصلا جدا ووقف عند العديد من التفاصيل، مشيرة إلى أن أراوز قدمت مجموعة من الوعود والتدابير لتعزيز "ثورة اجتماعية ومحاربة الفساد" من خلال مبدأ تكافؤ الفرص وتعزيز الإنتاج والتعافي الاقتصادي. وعلاقة بالموضوع، كتبت صحيفة "إل كوميرسيو" أن حزب القوة الشعبية، الذي تتزعمه كيكو فوجيموري نجلة الرئيس السابق ألبرتو فوجيموري، أعرب عن أمله في أن تفي الحكومة الجديدة بالالتزامات التي تضمنها البرنامج الحكومي، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الأمينة العامة للحزب أكدت "وافقنا على منح الثقة لحكومة مرسيدس أراوز التي نتمنى لها التوفيق ونأمل أن تتمكن من الوفاء بكل الوعود والالتزامات التي تعهدت بها في البرنامج الحكومي". وفي السياق ذاته، أوردت أن الرئيس البيروفي، بيدرو بابلو كوشينسكي، أكد أن لا علاقة للتصويت بمنح الثقة للحكومة بالعفو المحتمل عن الرئيس البيروفي الأسبق، ألبرتو فوجيموري، ونقلت عنه قوله " إن الأمر يتعلق بقضية بعيدة تماما وتتعلق بصحة كبار السن الذين يقبعون في السجن". ومن جانبها، أفادت يومية "إكسبريسو" أن رئيسة الحكومة بدت متفائلة بشأن مستقبل الاقتصاد البيروفي وتوقعت أن يسجل نسبة نمو تصل أكثر من 4 في المئة في السنة المقبلة، مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة التزمت أيضا بالقضاء على الفقر المدقع وتخفيض معدل الفقر بشكل عام إلى 15 بالمائة.