أعرب الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة "كوفي عنان"، ورئيس اللجنة الاستشارية الخاصة بإقليم أراكان، غربي ميانمار، عن أمله في أن يتمكن مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار بشأن عودة الروهنغيا في أمن وكرامة إلى قراهم ومدنهم. وقال عنان للصحفيين عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة وغير رسمية لمجلس الأمن، حول أزمة اللاجئين الروهنغيا، إن مهمته كرئيس للجنة الاستشارية انتهت، وإنه لا توجد لديه خطة بديلة في حال استمرار العملية العسكرية التي بدأت منذ 25 أغسطس الماضي. وأردف قائلا "علينا أن نتغلب على الجذور الأساسية للأزمة وإلا سنشهد مجددا دورة جديدة من الهجمات والعنف بحق الروهنغيا، كما علينا أيضا أن نتذكر أن ميانمار تمر حاليا بمرحلة صعبة في أعقاب خمسة عقود من الحكم العسكري. وحول إفادته التي قدمها خلال الجلسة قال عنان إنه "وجد إجماعا بين أعضاء مجلس الأمن بشأن التوصيات الواردة في التقرير"، مشيرا أن " 9 أشخاص منا (يقصد من الأممالمتحدة) و6 أشخاص من ميانمار و3 من الخبراء الدوليين أشرفوا على التقرير" الذي تم تسلميه لحكومة ميانمار في غشت الماضي. ووصف مضمون التقرير ب "الأمين والقوي والنزيه". وقال للصحفيين "لقد أجمع كل أعضاء مجلس الأمن خلال جلستهم اليوم على النقاط الثلاثة وهي وقف العملية العسكرية التي تشنها قوات ميانمار فورا والوصول الإنساني لجميع المحتاجين والعودة الآمنة والكريمة والطواعية للاجئين الروهنغيا من بنغلاديش". واستدرك قائلا "وإن كنت أعتقد أن هذا ليس بالأمر السهل.. لقد قلنا مرارا أنه لا ينبغي وضع اللاجئين في مخيمات.. يتعين أن يعودوا إلى قراهم، وان يسهموا في بناء ما تدمر". بدوره قال رئيس مجلس الأمن الدولي السفير الفرنسي "فرانسوا ديلاتر" إن بلاده دعت لعقد جلسة المشاورات المغلقة لمجلس الأمن مع بريطانيا بهدف "إدانة الوضع الراهن (للعملية العسكرية بحق الروهنغيا) ورفضها. وشدد السفير الفرنسي على "أهمية إطلاق حوار بين بنغلاديش وميانمار من أجل عودة اللاجئين الروهنغيا، وأيضا على استمرار وحدة مجلس الأمن إزاء سبل حل الأزمة". من جانبه قال مندوب بريطانيا "ماثيو رايكروفت" إن جلسة المشاورات المغلقة شهدت إجماعا على حل الأزمة وهي الوقف الفوري للعملية العسكرية وعودة اللاجئين بشكل آمن وكريم وطواعية إلى راخين والوصول الإنساني لجميع المحتاجين". ومنذ 25 أغسطس الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع مليشيات بوذية جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة أسفرت عن مقتل الآلاف منهم، حسب ناشطين محليين. كما دفعت هذه الانتهاكات الواسعة نحو 519 ألفا من المسلمين الروهنغيا للجوء إلى الجارة بنغلاديش، حسب أحدث الأرقام الأممية.