أعلن عميد بالجيش الليبي، يدعى عبد الرزاق الراجحي، أنّ نظام العقيد معمر القذافي كلفه بتفجير سفارة دولة عربية (لم يكشف عن اسمها) بالعاصمة التونسية، "بغرض الادعاء بوجود تنظيم القاعدة (في بلاد المغرب الإسلامي) في تونس، واستغلال فزاعة الإرهاب للتأثير في الرأي العام الغربي، الذي دعا القذافي إلى التنحي عن الحكم. وقال الراجحي إنه دخل إلى تونس يوم 30 يوليو الماضي مع عائلته، عبر بوابة رأس جدير (الحدودية المشتركة بين تونس وليبيا) على متن سيارة وبحوزته 16 كيلوجراما و400 جرام من مادة "تي إن تي" المتفجرة و6 قداحات (صواعق) كهربائية و3 هواتف توقيت لاستخدامها في نسف السفارة. وأضاف الراجحي، في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الدفاع التونسية اليوم الإثنين، أنه تظاهر في ليبيا بقبول مهمة تفجير السفارة "خوفا من قبولها (المهمة) من قبل شخص آخر يكون مقتنعا بضرورة تنفيذها"، وحتى يتمكن من الهرب بعائلته لتونس "بعيدا عن بطش نظام العقيد معمر القذافي". وأوضح أنه "تم تكليفه بإدخال المتفجرات في كيس بلاستيك إلى سفارة الدولة العربية ثم تفجيرها عن بعد". وذكر أن النظام الليبي كان ينوي "إلصاق التفجير بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ثم استغلال فزاعة الإرهاب للتأثير في الرأي العام الغربي". وأوضح أن مسئولا في نظام القذافي اتصل به آخر مرة في العاشر من شهر غشت الجاري للسؤال عن موعد تفجير السفارة وأنه كان كل مرة يجيب بأن تنفيذ العملية سيكون "في اليوم الموالي" دون أن ينفذها. واستقر العميد الليبي الذي يعمل مهندسا عسكريا في حيّ النصر الراقي (وسط العاصمة تونس) مع أسرته. وأضاف أنه أبلغ يوم الجمعة الماضي عقيدا بالجيش التونسي بمخطط هذه العملية وطلب من تونس تأمين حياته وحياة أسرته ثمّ سلم أمس الأحد المواد التي كان سينفذ بها التفجير إلى الجيش التونسي. ووافق الجنرال رشيد عمار قائد أركان الجيوش التونسية على تأمين حياة العميد الليبي وحياة أسرته مقابل الحصول منه على كل المعلومات المتعلقة بتنفيذ هذه العملية. وقال العميد مختار بن نصر المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية للصحفيين إن العميد الليبي أدخل المتفجرات بعد أن أخفاها"بشكل جيد" في قوالب يزن الواحد منها 400 غرام. وذكر أن العسكري الليبي قام بطلاء قوالب المتفجرات بمادة عازلة منعت تسرب رائحتها و"شوشت" على أجهزة الرادار التي تكشف عادة مثل هذه المواد. من جانبه، قال مصدر مطلع شدد على عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن السفارة التي كان العميد الليبي ينوي تفجيرها هي سفارة دولة قطر. ودفعت تونس اليوم الاثنين بتعزيزات أمنية مشددة حول سفارة دولة قطر ووضعت للمرة الأولى أسلاكا شائكة في مدخل السفارة. وهاجم النظام الليبي في أكثر من مناسبة دولة قطر واتهمها بدعم الثوار الليبيين عسكريا وبالتحريض على نظام القذافي من خلال فضائية الجزيرة.