هو نفسه ذات خطاب المظلومية المكرور والأسطوانة المشروخة التي لا ينفك المنهزمون في الانتخابات يكررونها ويكررونها على أمل تصديقها من لدن أحدهم يوما. صالح المالوكي، عضو حزب العدالة والتنمية ورئيس المجلس الجماعي لأكادير، تجاهل هزيمة الحزب في عاصمة سوس واختار أن يحوّلها إلى نصر "في المدينة" وهزيمة في العالم القروي "الذي نعرف كيف تجري فيه الانتخابات". المالوكي لم يوضح بالضبط ما هذا الذي يعرفه الجميع، آملا أن يكون لضبابية حديثه أثر وتصبح الهزيمة نصرا، ولو نفسيا على الأقل. اتهام العالم القروي ومقارنته بالمدينة "حيث النخب والأطر" فيه ما فيه من التعالي على مكوّن بشري مغربي، وهو ما لم يكن ليحدث لو كانت النتيجة عكسية طبعا. وللانسلال من ورطة هذا الحديث، أبى المالوكي إلى أن يصف حديثه بأنه "ليس تبريرا للهزيمة"... فماذا يكون يا ترى؟ المالوكي، بهذا العذر الذي هو أقبح من الذنب، وبهذا التلميح إلى "دونية" العالم القروي، هوى سهمه منحدرا نحو الأسفل، آخذا له مقعدا وسط نادي النازلين.