في إطار مواكبته للدينامية التي يشهدها مجال النهوض بحماية البيئة في المغرب، التي تسارعت وتيرتها بعد احتضان مدينة مراكش مؤتمر الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية "COP22" شهر نونبر الماضي، شرع مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، الكائن بالرباط، في تكوين عشرات الباحثين الشباب من الطلاب الجامعيين في هذا المجال. عبد الله ساعف، رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، الذي ينظم الدورة التكوينية بشراكة مع معهد التنمية الاجتماعية، وبتعاون مع الجمعية المغربية للإنصاف البيئي والتنمية، وبدعم من مؤسسة "DVV" الدولية، قال إنّ الدورة "تندرج في إطار تعزيز جانب التكوين في المركز الذي أنشئ منذ سنة 1993". وأضاف ساعف أن مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، الذي يُعدّ من أبرز مراكز البحث والدراسات في المغرب، وحاز عددا من الجوائز الدولية، "يُولي جانب التكوين أهمّية خاصّة؛ إذ ينصبّ توجّهه الأساسي حول البحث العلمي والبحث الميداني، كما يخصص جامعته الشتوية للقيَم، والجامعة الصيفية للصيرورة الديمقراطية". وتقدّمَ للمشاركة في الدورة التكوينية حول التغيرات المناخية، المندرجة في إطار "الجامعة من أجل الجميع"، 306 باحثات وباحثين من مختلف الجامعات المغربية، جرى اختيار 40 منهم سيستفيدون من تكوين يمتدّ إلى غاية 25 نونبر القادم، ويتوزع على مجموعة من المحاور، مثل "مخاطر التغيرات المناخية"، و"حروب المياه"، وغيرها. من جهتها، قالت رجاء خريشي، رئيسة الجمعية المغربية للإنصاف البيئي، إنَّ "الورشة التكوينية ستُمكّن الباحثين الشباب المشاركين فيها من تعزيز وتقوية قدراتهم في مجال التغيرات المناخية"، مضيفة: "طموحنا هو أن نربط الصلة بين الأساتذة الذين سيُشرفون على التكوين والباحثين الشباب، حتى يكون هؤلاء مؤهّلين لحمْل مشعل الدفاع عن البيئة مستقبلا". وافْتُتحت الورشة التكوينية بعرْض لإدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تحدّث فيه عن التحدّيات التي تواجه العالم، والمغرب خاصة، في مجال حماية البيئة، مقدّما جُملة من الاقتراحات لتجاوز هذه التحديات، خاصة في الشق المتعلق بتفعيل دول المجتمع المدني في هذا المجال. وقال اليزمي، المكلّف بقطب المجتمع المدني في "COP22" بمراكش، إن من أهمّ الدروس التي تمّ استخلاصها من هذه القمة "هي أننا بحاجة إلى التكوين المعمّق في مجال التغيرات المناخية"، مشيرا إلى أنّ المغرب حقق بتنظيمه لمؤتمر التغيرات المناخية بمراكش مكاسب كثيرة، لكنّه أكد على أنّ "قمة COP22 لا يجب أن تكون مثل عُرس، ننظمها لأيام وبعد ذلك ننفض أيدينا وينتهي الأمر، بل لا بد من العمل على تفعيل خلاصاتها على أرض الواقع".