لازال سكان مجموعة من مداشر وقرى إقليمالحوز يخرجون للاحتجاج بسبب "أزمة العطش" التي يعانون منها جراء غياب الماء منذ سنوات بمنطقة تضاريسها جبلية، رغم شكاياتهم المتعددة للجهات المسؤولة، من سلطة محلية ومنتخبة. دوار أزريف، التابع لجماعة أبادو بإقليمالحوز، واحد من هذه الدواوير التي تشكو ندرة الماء، ما دفع سكانه إلى الاحتجاج مرات عديدة بأشكال متعددة، من بينها مسيرة تميزت بمشاركة نسائه فقط، احتجاجا على اعتبروه إقصاء من مادة ضرورية للحياة، حسب تصريحات متطابقة لبعض المتضررين بالمنطقة لهسبريس. وأضافت التصريحات سابقة الذكر أن السلطة المحلية والمنتخبة تدخلت أخيرا لثني المحتجين عن الاستمرار في الاحتجاج، مقدمة وعودا بحل مشكلتهم، ومؤكدة تفهمها دواعي الاحتجاج، وأنها تبذل قصارى جهدها لتوفير الماء الصالح للشرب لهم ولمواشيهم. طارق أوتكارت، رئيس جماعة أبادو بإقليمالحوز، أوضح لهسبريس أن الدوار المذكور يفتقر إلى الفرشة المائية، مضيفا: "حفرنا أربعة أو خمسة آبار دون أن نعثر ولو على قطرة واحدة من هذه المادة الحيوية"، ثم أكد أن "المتضررين يستفيدون حاليا من ماء توزعه شاحنات مزودة بصهاريج". وزاد المسؤول نفسه: "المجلس الجماعي منشغل بشكل كبير بتجاوز هذا التحدي، من خلال بناء صهريج كبير ببئر بالمنطقة، يحتوي على صبيب مهم، سيمكن من تزويد جميع دواوير الجماعة"، مشيرا إلى أن "هذا المشروع يبلغ غلافه المالي 250 مليون سنتيم، وسيمكن من توفير الماء الصالح للشرب لتغطية الخصاص الذي يناهز 40%، بعد تغطية 60% سابقا". يذكر أن الملك محمد السادس دخل على خط تدبير أزمة العطش بتنبيهه، خلال المجلس الوزاري المنعقد يوم الاثنين، إلى الخصاص الحاصل في الماء الشروب ومياه الرعي، خاصة في ظل شح التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة.