طوال فترة حراك الريف، خاصة في ظل المسيرات الاحتجاجية الكبيرة التي شهدتها مدينة الحسيمة ونواحيها، ظلت أعلام "الجمهورية الريفية" والأعلام الأمازيغية حاضرة فيها، بينما ساد نقاش حول غياب العلم المغربي فيها، طالما أن المطالب اجتماعية واقتصادية صرفة ولا علاقة لها بمطالب سياسية وانفصالية. التحريات، التي جرت مع ناصر الزفزافي قائد حراك الريف، تطرقت بإسهاب لهذا الأمر، وكانت محور مجموعة من الأسئلة التي وجهت إلى الزفزافي، بينما ظل متشبثا بعدم تحكمه في الأمر وأنه لا علاقة له برفع أي علم كان. أوائل شهر يناير المنصرم، تلقى ناصر الزفزافي، زعيم حراك الريف، مكالمة هاتفية ليلا من شخص يدعى محمد بن داود، والذي أكد له أن مجموعة من النشطاء بمدينة الناظور عقدوا اجتماعا تنسيقيا خاصا بالحراك، وضمن هؤلاء حكيم شملال، الذي يشغل رئيسا لإحدى الجمعيات بالمدينة يطلب الانضمام إلى الحراك. حتى هنا، تبقى الأمور عادية؛ لكن حكيم شملال، الطالب للانضمام إلى تنسيقية الحراك، سيكسر الاجتماع المذكور بسؤال أثار استغراب العديد من النشطاء وضمنهم بن داود الذي اتصل بالزفزافي القائد الميداني للحراك يضعه في الصورة؛ ذلك أن "الوافد الجديد" على التنسيقية استفسر عن سبب رفع علم "الجمهورية الريفية" بدل العلم المغربي. وتشير التحريات إلى أن استفسار حكيم شملال أثار امتعاض النشطاء، خاصة الذين يحملون فكرة "جمهورية الريف" وأصحاب "حركة 18 شتنبر لاستقلال الريف"؛ لكن ناصر الزفزافي، حسب المصادر نفسها، عبّر في هذه المكالمة الهاتفية التي دارت بينه وبين محمد بن داود عن رفضه انضمام الجمعيات إلى الحراك. واعتبرت المصالح الأمنية أن اتصال بن داود بناصر الزفزافي، من أجل وضعه في سياق الوقائع، خاصة ما تعلق برفع علم "جمهورية الريف" بدل العلم المغربي، يبين أن جدالا واسعا كان يقع بين نشطاء حراك الريف حول رفع الراية المغربية. كما أشارت إلى أن ذلك كان يشكل أمرا غير مستحب من لدن متزعم الاحتجاجات في وقت لا يبدي فيه أي اعتراض عن رفع الأعلام الأخرى، وعلى رأسها علم "الجمهورية". وحسب التحريات نفسها، فإن ناصر الزفزافي نفى ذلك، مشيرا إلى أنه لا يتحمل مسؤولية رفع المحتجين لعلم "جمهورية الريف"، مؤكدا أنه لم يسبق له معارضة رفع الراية المغربية في مختلف المظاهرات التي عرفتها المدينة. وشدد قائد الحراك على أنه لم يتدخل يوما في أمر منع رفع أي علم، سواء كان مغربيا أو علما يعود إلى "جمهورية الريف"، في الاحتجاجات اليومية، على اعتبار أن "الحراك يضم جميع الأطياف ولا أتحمل مسؤولية أي شخص رفع علما آخر". وخلقت أعلام "جمهورية الريف" جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب رفعها في مظاهرات الحراك؛ وهو ما جعل بعض المعلقين يعبر عن تذمره من هذه الخطوة، معتبرين أن ذلك يوحي بوجود نيات ومطالب انفصالية بعيدة عن المطالب الاجتماعية، بينما اعتبر مؤيدو رفعه أنه لا علاقة لهم بالانفصال وإنما يعد جزءا من المكونات الهوياتية لساكنة الريف.