نادرا ما يحظى القادة بإجماع جميع شرائح المجتمع، وذلك راجع إلى كثير من الأمور، منها الأخطاء التي قد يرتكبونها، وإذا كان أيقونة حراك الريف ناصر الزفزاف قد استطاع في ظرف وجيز أن يحظى بدعم شريحة واسعة من المغاربة، فإن هذا لا يمنع، على الأقل، بالنسبة لمعارضيه، من الوقوع في بعض الأخطاء التي كادت أن تكون قاتلة: الإستعمار الإسباني أفضل من الإستعمار العروبي وجد متزعم حراك الريف الشاب ناصر الزفزافي، الذي يتواجد حاليا بسجن عكاشة بالدار البيضاء، نفسه أمام عدد من الإنتقادات بعد ظهوره على شريط فيديو وهو يقول بصريح العبارة أن « الإستعمار الإسباني أفضل من الإستعمار العروبي »، في إشارة واضحة أن المناطق الريفية كانت أحوالها الإقتصادية والإجتماعية بخير وعلى خير، حينما كانت تحت نفوذ المستعمر الإسباني، في حين أن ما وصفه ب « الإستعمار العروبي » هو المسؤول عن تدهور أوضاع المنطقة الإقتصادية والإجتماعية. وقد وجد عدد من المغاربة في هذا الكلام الدليل الواضح على أن الزفزافي خان وطنه حينما قام بتمجيد « منجزات » المستعمر الإسباني بالشمال المغربي. توظيف الدين في حراك الريف خلال مجموعة من أشرطة الفيديو التي خاطب فيها الزفزافي المغاربة عموما والريفيين على وجه الخصوص على الهواء مباشرة حاول هذا الأخير الإستعانة بمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والوقائع التاريخية من أجل البرهنة على المطالب المشروعة لحراك الريف والرد على الجهات التي تحاول النيل من نشطاء الحراك، غير أن بعض الأطراف المحسوبة على التيار العلماني حذرت من استغلال الدين في الإحتجاجات الشعبية التي تشهدها مدينة الحسيمة والمناطق المجاورة لها، قبل أن تدعو إلى جعل حراك الريف بعيدا عن خطابات دينية قد تعجل بنسفه. إقحام الدين في حراك الريف من طرف أيقونته ناصر الزفزافي جعل العديد من الحقوقيين المحسوبين على الصف العلماني يدقون ناقوس الخطر، وعلى رأسهم المفكر الأمازيغي أحمد عصيد. لا حاجة لنا بمشاريع سياحية بالريف كثيرة هي المرات التي عبر فيها ناصر الزفزافي عن رفضه لإقامة مشاريع سياحية بالحسيمة تحت مبرر أن مثل هذه المشاريع تجعل من المدينة قبلة لما كان يصفهم ب « بطاريق الخليج » الباحثين عن المتعة الجنسية. هذا الخطاب الأخلاقي وضع الزفزافي في تناقض تام مع إحدى الشعارات الرئيسية للحراك وهي إطلاق مشاريع تنموية بالمنطقة يستفيد منها أبناء الريف الحاصلين على الشواهد والديبلومات. غياب العلم الوطني عن مسيرات حراك الريف وجد عدد من نشطاء الفيسبوك في غياب العلم الوطني عن مسيرات حراك الريف والحضور الكبير لما يسمى بعلم « جمهورية الريف » أحسن دليل على وجود خلفيات سياسية وراء الإحتجاجات الحاشدة التي تشهدها الحسيمة والمناطق المجاورة لها، الأمر الذي نفاه قائد الحراك ناصر الزفزافي على أحد الفيديوهات بتقنية اللايف على صفحته الرسمية على « فيسبوك »، قبل أن يؤكد على أن مطالب الحراك تتلخص فيما هو اقتصادي واجتماعي وثقافي ولا علالة لها أبدا بالإنفصال، غير أن الغاضبين من غياب الراية المغربية عن حراك الريف كان لهم رأي آخر، إذ رأوا أنه كان على الزفزافي أن يدعو إلى رفع العلم الوطني ولو خلال مسيرة واحدة للرد بشكل ملموس على اتهامات الإنفصال التي تطارد حراك الريف.