ندّد تجار منطقة جامع الفنا والفضاءات التجارية والمهنية المحيطة بها في مدينة مراكش بانتشار ظاهرة احتلال الملك العمومي، التي ازدادت استفحالا وتفاقما خلال الفترة الأخيرة، حتى أصبحت الظاهرة واضحة وبادية للعيان؛ وهو ما تعكسه مختلف مظاهر الفوضى والتسيب التي تعددت وتنوعت لتشمل تفشي آفة أخرى هي البناء العشوائي في أماكن بادية للعيان. وسجّلت الفعاليات الجمعوية المذكورة استياء عارما من انتشار ظاهرة احتلال الملك العمومي واستشراء ظاهرة المتسولين والمختلين عقليا بمنطقة ساحة جامع الفنا والأسواق المجاورة لها، إضافة إلى حوادث السرقة بالنشل التي وصلت إلى حد مزعج ومقلق، تقول رسالة وجهتها رابطة الإخلاص لجمعيات الفضاءات التجارية والمهنية بمنطقة جامع الفنا ومحيطها إلى وزير الداخلية. وحسب الوثيقة نفسها التي توصلت بها هسبريس، فإن الوضع المشار إليه يخلق مشكلة خطيرة، تضر بسمعة الوطن وبوجهه السياحي، موردة أن ذلك يجعل منطقة جامع الفنا ومحيطها موضوعا يثار أكثر من مرة بتهكم وبسوء نية في بعض البرامج بمنابر إعلامية وقنوات عالمية، كموضوع التحرش، بغرض الاستغلال الجنسي لبعض الأطفال القاصرين المتشردين. وأضاف الفاعلون الجمعويون وتجار منطقة جامع الفنا ومحيطها أن ما لفت انتباهنا هو أن كل الإجراءات والتدابير الجادة والفعالة المأمولة والمرجوة في الحد من هذه الظواهر بقيت في حكم الهدف القصي والبعيد المنال، وكأنه قدر للساحة وما يحيط بها أن يبقى حالها على ما هو عليه إلى أجل غير مسمى، وفق لغة الرسالة المذكورة. وزادت الوثيقة نفسها قائلة: "ما سبق يجعلنا مرة أخرى نقف منددين ومستنكرين، بما يحدث بمنطقتنا"، زاده وأججه ما أسمته "بالحصيلة الخافتة والباهتة، لعمل والي الجهة، التي لم تضف أية ميزة أو قيمة تذكر، تكون محل إشادة وتنويه من طرفنا، زيادة على تأكدنا من إقصائه الممنهج، لنا في إشراكنا في أي تصور، أو إجراء يتخذ على صعيد هذه المنطقة". ونبه المشتكون إلى تثاقل مشروع الحاضرة المتجددة، الذي تمت برمجته من الفترة الممتدة من 2014 إلى 2017، وتساءلوا عن أسباب هذا التلكؤ والتعثر الذي رافق إنجاز هذه المشاريع إلى يومنا الراهن، وخصوصا المرصودة لمنطقة جامع الفنا والأسواق المحيطة، مطالبين بإجراء بحث وتقصي وتدقيق، في شأن البرنامج عامة، سواء من حيث خارطة الأشغال، والمشاريع بتفاصيلها وحذافيرها، كما تم عرضها أمام جلالة الملك، وجودة الأشغال التي تم الالتزام بها. وعبرت رابطة الاخلاص عن تطلعها إلى أفق خلق مبادرات خلاقة، وتنفيذ أفكار ذكية ومبدعة تستجيب للمتطلبات المتنوعة والمتسارعة الحالية لمنطقة جامع الفنا ومحيطها، سواء من حيث التنظيم أو التجهيز ببنية تحتية عصرية وحديثة، وهذا ما يتطلب عزيمة وإرادة راسختين من أجل تخطي الوضع المؤرق، وتجاوزه وجعله من الأمور التي مرت ولن تعاد، على حد قول الرسالة عينها.