عبرت رابطة الإخلاص لجمعيات الفضاءات التجارية والمهنية بمنطقة جامع الفنا ومحيطها عن معارضتها الشديدة لإحداث مراحيض عمومية بفضاء جرت العادة أن يحتضن بعض الاحتفالات والتظاهرات الثقافية والفنية والترفيهية. ولم ير بيان استنكاري للرابطة المذكورة، توصلت به هسبريس، "ما ستضيفه هذه المراحيض من قيمة، غير المس والتشويه الخطير والممنهج بالمنظر العام للساحة والإضرار بشكلها وتركيبتها"، مشيرا إلى أن هذه المبادرة لن تحظى سوى بالانزعاج والتهكم من طرف الزوار الذين يفدون لاستكشاف المكنونات السياحية والتاريخية للساحة، وموروثها الثقافي الشفهي اللامادي. وأوضحت الوثيقة نفسها أن "بالساحة مرحاضين عموميين يحتاجان لإعادة تهيئة وترميم وتحديث، وواجهات تعريفية وإشهارية خاصة بهما"، مؤكدة أن قرار المجلس الجماعي لا يدخل إلا في خانة الارتجالية والعشوائية، باعتباره رجوعا واضحا عن التطمينات والتأكيدات التي تم الاعلان عنها سابقا، في شأن التوسعة المرتقبة، بعد إزالة بناية "كلوب ميد". وذهب البيان نفسه إلى أن المجلس الجماعي "يتغافل ويتهرب من الانكباب الحقيقي على معالجة بعض المشاكل الجوهرية، التي تعاني منها منطقة جامع الفنا وفضاءاتها التجارية، ومنها تعثر إنجاز مشاريع مستودعات السيارات بمشارف الساحة، ومشروع التهيئات المرتبط باحتلال الملك العمومي". وسجلت الرابطة نفسها "انعدام أي حركية ظاهرة في شأن التعميم الدائم لتثبيت اللوحات الاشهارية لتعريفة وقوف السيارات والدراجات النارية والعادية، وتفعيل مضمون العقوبات اللازمة ضد المخالفين والمستهترين بدفتر تحملات المكترين من خلال السحب والإلغاء التام نتيجة الزيادة في التسعيرة"، وفق تعبير الوثيقة المذكورة. في المقابل، استغرب يونس بن سليمان، رئيس مقاطعة المدينة العتيقة، لما ورد في مضمون البيان المشار إليه، مشيرا إلى أنه "لا يحمل أي توقيع"، وأن "هذه الجمعيات يستحيل إرضاؤها ومعرفة مبتغاها"، على حد قوله في تصريح لهسبريس. واستطرد بن سليمان قائلا: "إحداث مراحيض بالساحة مطلب ضروري استجبنا له، وحين قمنا بتنزيله، بدأت بعض الأصوات تحتج على ذلك رافضة هذه المبادرة التي يحتاجها زوار الساحة والأسواق المحيطة بها"، وفق تعبيره.