اعترف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن تنظيمه الذي تصدر الانتخابات التشريعية لسنة 2016، ويقود الحكومة لولاية ثانية، يعيش أزمة سياسية وفترات عصيبة هي الأكثر شدة منذ تأسيسه قبل أربعين سنة. جاء ذلك خلال لقاء عقده بنكيران مع فريق "المصباح" بمجلس جماعة المحمدية بمنزله بحي الليمون بالرباط؛ وذلك بعد مصالحة بين أعضائه إثر صراعات سياسية وصلت حد تهديد الأمين العام بحل الكتابة الإقليمية ل"البيجيدي" بالمدينة. وقال زعيم "إخوان المغرب" في كلمة نشرتها بوابة الحزب الإلكترونية: "الجميع يعلم أن هناك أزمة على مستوى رئاسة الحزب وقيادته، وأنا أحاول أن أدبرها بالتي هي أحسن، في انتظار تسليم المسؤولية لشخص آخر". وزاد رداً على منتقدي توليه ولاية ثالثة ضداً على قوانين الحزب: "أنا قريب باش نتفارق معكم، ربما من هنا ثلاثة أشهر (تاريخ انعقاد المؤتمر)، أو ربما نزيد شي حاجة، وهذا أمر لا يهمني". وفي السياق ذاته، رد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على بعض قيادات التنظيم "المتمردة" عليه، خصوصا تلك الرافضة لتمسكه بولاية ثالثة، قائلا: "أسمع كلاماً غير صحيح ومؤلماً عن نفسي، من أشخاص مقربين، ومع ذلك ألوذ بالصمت، رغم أنني أمين عام الحزب، ويمكنني أن أمارس صلاحياتي عبر تشكيل لجان للتحقيق..ما يقع أمر غير معقول". ولوح بنكيران بإمكانية حل تنظيمه الحزبي في حالة استمرار التطاحنات بين أعضائه كتلك الموجودة في فرع المحمدية، وزاد: "في الحقيقة كنت قد وصلت معكم إلى النهاية..ما دمت مسؤولاً عن الحزب في المحمدية فتكون مزيان مزيان، ولا كان ماشي مزيان نسدوه كامل كاع"، قبل أن يستدرك قائلاً: "إذا كان الحزب خايب نسدوه كامل ونمشيو بحالتنا". وأشار رئيس الحكومة السابق إلى أن المغرب "يعيش وضعية صعبة" ويحتاج إلى "ناس معقولين"، وليس إلى "أولئك الموجودين في بعض الأحزاب السياسية الذين يدافعون عن مصالحهم"، موجها كلامه إلى فرع المحمدية الذي عاش على وقع فضائح متتالية قائلاً: "لكنا غنجيو لهاد المناصب باش نبداو كنتجادبو على المصالح الصغيرة والامتيازات والتفويضات والشك في بعضنا البعض، إذن فاش نفعتنا المرجعية الدينية ديالنا". وخلص "زعيم البيجيدي" إلى أن الموقع الذي وصل إليه الحزب "لا يستحقه"، وزاد: "علينا العودة إلى مستويات أقل من هذا، وألا نتحمل أي مسؤولية"، لافتاً إلى أن "العدالة والتنمية قطع خطوات طيبة ومباركة، والله رزقنا فيها النصر وأصبحنا الحزب الأول في المغرب، والناس وضعوا ثقتهم فيه رغم كل المحاولات اليائسة"، إلا أنه شدد على أن ما تحقق "لا يعدو أن يكون مجرد بداية، لأننا نقوم بتكريس الثقة داخل المجتمع"، على حد قوله.