كان أبي كلما دخل الى المنزل .. يشغل التلفاز ويتابع كعادته الأخبار ..فيستمع لأخبار الوزارات و يبدأ بالتذمر والقول : – شوف ا ولدي ..هاد بنكيران ديالكم واللي معه مجرد منافقين وفاشلين ولا يصلحون لأن يكونوا على رأس الحكومة…واش فهمتني ؟ -كاينة ا الوالد … يخرج الوالد فيلتقي الجارة في الحي يسألها عن حالها ..و عن إذا كانت محتاجة لمساعدة ..فتجيب : -الحمد لله..الله يكثر خيرك .. والله يحفظ لينا بنكيران دار لينا حنا الأرامل دعم باش نقريو وليداتنا… -كيفاش داير هاد الدعم ؟ -دابا اللي أرملة وعندها وليدات كيقراو.. كتعطيها الدولة 7 آلاف ريال على كل ولد أو بنت كتقرا ؟ -هادي كرامة هادي..ولايني هاد بنكيران ولد الناس … فيعود الوالد للبيت ..وينادي : – محمد ..آ محمد .. – نعم ا الوالد -اسيدي هاد بنكيران خدام ..ماعندك ماتسالو..هاد العدالة والتنمية هوما اللي يصلحو للبلاد ..كيخدمو ..و معقولين … لأنني أعرف تقلبات أبي اليومية أجيبه لكي لا يستمر في الكلام : -كاينة ا الوالد … في الغد تجده ينادي مرة أخرى : – محمد ..ا محمد … -نعم آ الوالد… – آش هاد الفضيحة دايرة هاد العدالة والتنمية ديالكم..ماشي بنكيران خدّم بنتو ومخلي ولاد الشعب مشومرين… -آ الوالد ..البنت راها دوزت المباراة كباقي المواطنين ونجحت بالكفاءة ديالها .. هذا راه مجرد كذب ديال الجرائد التابعة للخصوم … -اشمن خصوم..واش انت توريني فصحاب اللحى.. راهم كلهم منافقين ا محمد .. -يمكن عندك الصح ا الوالد … كان لابد للوالد أن يبتعد عن الجرائد المضللة وأن يرى الحقيقة حقيقة..أو على الأقل أن يقرأ للطرفين وأن يسمع من المضلل وصاحب الحقيقة… أنا صرت أعاني مع الوالد.. فكلما هممت بالخروج ..قال : – محمد ! بعد على دوك المنافقين .. ماتمشيش عندهم للمقر..إلى بغيت تدير السياسة..انخرط مع البام..هادوك بعدا شبعانين .. مايشفروش.. ماشي بحال اللي جيعانين ..غادي ياكلوا ويشبعوا هوما اللولين ..عاد إلى دارو للشعب شي حاجة … – شكون قال لك هاد الهدرة ا الوالد … -الناس مشات بعيد .. إلياس مول المخبزة جارنا عندو الفايسبوك ومتبع جميع الاخبار… المهم أنا قلت لك حاول تبعد على صحاب اللامبة… -واخا ا الوالد … عاد الولد للبيت مرة .. يحمل هاتفا جديدا من نوع سامسونغ s4 .. وناداني : – محمد ..ا محمد ..أجي شوف معايا هادشي.. -شنو ا الوالد… -بغيتك تدير لي حتى انا الفيسبوك نتبع الاخبار ونعرف اش واقع فالبلاد… -واخا ا الوالد … أخذت هاتفه وفتحت حسابا فايسبوكيا باسمه.. وجعلته يتابع عنوة الصفحات الداعمة لحزب البيجيدي إضافة إلى الجرائد التي تتميز بقدر مهم من الموضوعية .. ثم تركته لحال سبيله يبحر في الانترنت … مرة دخل الوالد البيت و ناداني : – محمد .. ا محمد -اشنو ا الواليد -هاداك مول المخبزة ولد الحرام طلع من البام .. ومستفيد من الريع .. مكيخلصش الضريبة .. عاد فهمت انا علاش كيكره بنكيران وكيقولي عليه غير الخايبة … -من حقو ينتقد الحزب اللي كيسير الحكومة ا الواليد … -اشمن من حقو .. السيد مستافد من صندوق المقاصة ..كيضيع عشرات البوطات فالنهار ..وكيدخل زبالة ديال الفلوس..ومازال كيهضر..اش باغي ؟ مال قارون؟! سكت الولد لبرهة ..وأخذ يعبث بهاتفه النقال ..ثم التفت إلي قائلا : – واش مازال منخرط مع البيجيدي ا محمد … -مابقيتش كنحضر معهم للأنشطة … – وعلاش ؟ – انت قلت لي بعد عليهم … -شوف ا ولدي ..اللي معقولين فهاد البلاد گاع ماكيبغيوهمش..وناس اللامبا باغيين يخدمو ..وانت بغيتك تكون معقول بحالهم ..راه مايدوم غير الصح..أنا ماعنديش مشكل تنخرط فالبيجيدي.. ويمكن يمكن حتى انا ندخل معكم .. غير ضد فمول المخبزة … – واخا ا الولد … عبدالإلاه حمدوشي