ركزت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة شرق أوروبا اهتمامها وتعليقاتها على عدة مواضيع من بينها قرار ألمانيا إلغاء صادرات الأسلحة نحو تركيا، وانطلاق الجولة الثالثة من المفاوضات بين اليونان والمانحين، وخطوات روسيا للرد على الإجراءات الأمريكية الأخيرة بحق بعثاتها، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن وفد المانحين بدأ الإثنين في أثينا مفاوضات المرحلة الثالثة والأخيرة بتكثيفه الضغوط على اليونان من أجل تنفيذ مختلف التدابير المتفق عليها بنهاية العام الجاري. وأضافت الصحيفة أن العديد من تلك التدابير مازال معلقة بالخصوص منها ما يهم إصلاح قوانين الشغل والرفع من الضرائب على الخدمات والقطاع الزراعي إلى 24 في المائة من 13 في المائة حاليا. صحيفة (تا نيا) انتقدت بشدة الحكومة اليونانية على رفضها منح تراخيص لشركة "إلدورادو غولد" الكندية العاملة في قطاع المعادن ما جعل الشركة تعلق عملياتها في مختلف المناجم التي تستثمرها في اليونان. وقالت الصحيفة إن حكومة تسيبراس تقدم صورة سلبية للمستثمرين الأجانب خصوصا وأنه قدم في نهاية الاسبوع خلال افتتاح معرض ثيسالونيك خطابا متفائلا للغاية حول الاقتصاد والاسثمارات. وقالت الصحيفة إن الأمر يتعلق بغياب الفعالية لدى الادارة اليونانية وهو مشكل كبير جدا لا تعمل الحكومة الحالية بتغييره سوى بدوريات او نصوص في غياب أي إرادة سياسية حقيقية. وفي روسيا كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن جولة جديدة من "الحرب الدبلوماسية" بين موسكووواشنطن تلوح في الأفق، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية البدء في دراسة الظروف التي تعمل فيها البعثات الأجنبية الأمريكية في روسيا والبعثات الأجنبية الروسية في الولاياتالمتحدة في خطوة لجعلها متساوية تماما. وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب إغلاق السلطات الأمريكية القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو والبعثة التجارية الروسية في واشنطن ومكتبها في نيويورك الذي استأجرته روسيا في مطلع شتنبر من العام الماضي الماضي. وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية رفيعة أن روسيا تبحث حاليا عدة خيارات للرد من بينها تقليص عدد نقاط الدخول إلى البلاد للدبلوماسيين الأمريكيين على اعتبار أنهم يتوفرون على نقاط دخول في روسيا أكثر مما يتوفر عليه الدبلوماسيون الروس في الولاياتالمتحدة، و خفض عدد الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يسمح لهم بمغادرة مناطق معينة بحرية حول البعثة الدبلوماسية في روسيا، إضافة إلى تجريد البعثات الدبلوماسية الأمريكية في موسكو ومدن أخرى من أماكن وقوف السيارات الخاصة. صحيفة (إزفيستيا) أفادت من جهتها نقلا عن بحث أنجزه مركز الدعم المالي والائتماني "ديلوفايا روسيا" أن الشركات الروسية مستعدة لطلب القروض والاستثمار، مشيرة إلى أن ثلث رجال الأعمال البالغ عددهم 880 شخصا الذين شملهم الاستطلاع أكدوا استعدادهم للاستثمار في التنمية، فيما عبر 3 في المائة منهم عن استعدادهم للاستمار في البحث والتطوير. ورأت الصحيفة أن الوضع تغير بشكل كبير عما كان عليه الحال في السنوات الأخيرة حيث كان رجال الأعمال يضطرون للاقتراض لدعم اليد العاملة ولم يكن باستطاعتهم الاستثمار في الإنتاج بل كان الأمر يصل ببعضهم حد التفكير في إغلاق مقاولاتهم. وفي النمسا، تطرقت صحيفة (دير ستاندار) للتصريح الذي أدلى بها أمس الثلاثاء الرئيس النمساوي ألكسندر فان بيلن ودعا فيه أوروبا إلى "الاحترام المتبادل" على بعد أقل من شهر من موعد الانتخابات التشريعية المبكرة التي قد تغير الوضع القائم وتؤدي إلى وصول أقصى اليمين للحكم. وذكرت الصحيفة أن الرئيس النمساوي الذي فاز في الانتخابات التي أجريت في دجنبر الماضي أمام مرشح ينتمي إلى أقصى اليمين صرح أن "بلاده يجب أن تبقى بلدا في قلب اوروبا والاتحاد الأوروبي، بلدا يظل دائما مدافعا عن القيم الأساسية المكرسة في الدستور النمساوي". واعترف فان دير بيلين بأن قضية الهجرة من المتوقع أن تكون موضوعا مهيمنا فى السنوات القادمة، مؤكدا انه لا يمكن حلها بتدابير انعكاسية وقصيرة الاجل "، داعيا الناخبين الى" التفكير جيدا والتخطيط على المدى الطويل ". من جهتها، تساءلت يومية (فينر زايتونغ) عن شرعية التطلعات الانفصالية للحكومة الاقليمية الكاتالانية، معتبرة أن على الاتحاد الاوروبي أن يتخلى عن الدول القومية، وعن هيئاته التأسيسية والتقريرية التي عفا عنها الزمن. وكتبت الصحيفة أنه "نتيجة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أصبح الحديث يدور أكثر عن الجنسية الأوروبية لأن من شأن ذلك تسهيل حرية تنقل الأشخاص التي تعتبر من أبرز دعامات الاتحاد الأوروبي". وفي تركيا، ذكرت صحيفة (دايلي صباح) أن إلغاء ألمانيا لصادرات الأسلحة نحو تركيا سيؤثر على الحرب ضد الإرهاب التي انخرطت فيها تركيا مما "قد يشكل تهديدا للأمن الأوروبي". وأضافت الصحيفة الموالية للحكومة ردا على إعلان رئيس الدبلوماسية الألمانية سيغمار غابرييل عن إلغاء عقود ضخمة للأسلحة بداعي تدهور وضعية حقوق الإنسان في تركيا أن ألمانيا بقرارها هذا تلحق ضررا بالغا بمكافحة الإرهاب لأن أنقرة "تحارب بفعالية الجماعات الارهابية ليس فقط لحماية حدودها وإنما أيضا لحماية الحدود الأوروبية" . من جهتها، ذكرت يومية (ستار) نقلا عن وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر سيليك أن "جماعات إرهابية كداعش وحزب العمال الكردستاني تنشط الآن في عواصم الاتحاد الأوروبي، وينبغي تذكر هذا، معتبرا أنه بحربها الفعالة ضد هذه التنظيمات، تساهم تركيا في حماية حدود وفي نفس الوقت الحفاظ على أمن وحدود الاتحاد الأوروبي". ومن جانبها ، أفادت صحيفة (حريت دايلي نيوز) أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعلنت أمس الثلاثاء رفضها الحظر التام لصادرات الأسلحة نحو أنقرة الحليف في حلف شمال الاطلسي والشريك الرئيسي في الحرب ضد تنظيم "داعش"، مؤكدة أن هذه المبيعات كانت محدودة بالفعل. ونقلت الصحيفة عن ميركل قولها إن برلين ستبت في طلبات بيع الأسلحة إلى تركيا بناء على كل حالة على حدة، مشيرة إلى أنها لا ترى أي سبب لفرض تحذير على سفر المواطنين الألمان إلى تركيا وأن برلين ستبقي خياراتها مفتوحة في الوقت الذي يشوب التوتر العلاقات بين البلدين.