اهتمت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الاثنين، بعدد من القضايا من ضمنها حملة القمع التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا والتحدي الانفصالي بكاتالونيا وإصلاح قانون العمل بفرنسا والعلاقات بين المانياوتركيا واعصار ايرما. ففي بلجيكا، علقت الصحف على طلب العروض لتغيير طائرات إف – 16 وحملة القمع التي يقوم بها الجيش البيرماني في حق الأقلية المسلمة الروهينغا. وتحت عنوان " طائرات الرافال الفرنسية تعود إلى المنافسة لخلافة ال إف 16 " سلطت (لاليبر بلجيك) الضوء على عودة فرنسا (إلى جانب الولاياتالمتحدة وبريطانيا) بعدما أعلنت عن انسحابها من طلب العروض الذي تقدمت به الحكومة البلجيكية لاقتناء 34 طائرة بغلاف مالي بلغ 59ر3 مليار أورو. من جانبها، انتقدت (لاديرنيير أور) قرار الحكومة البلجيكية اقتناء مقاتلات جديدة، متسائلة لماذا لا تفكر بلجيكا في التعاون مع شركائها الأوروبيين من أجل حماية الأجواء الأوروبية ؟ واهتمت (لوسوار) بحملة التطهير العرقي في حق الروهينغا في بورما مشيرة إلى أن ثلث الروهينغا فرو من بطش الجيش البرماني. وأشارت الجريدة إلى أن حوالي 300 ألف مدني ينتمون للأقلية المسلمة فروا حفاة الأقدام هربا من عملية التقتيل التي يتعرضون لها. وفي فرنسا اهتمت الصحف بالاصلاح الجبائي على بعد ثلاثة اسابيع من تقديم قانون المالية 2018 ، وبالانتقادات بشأن تعثرات الحكومة في تدبيرها لازمة جزر بارتيليمي وسان مارتان التي ضربها الاعصار. وكتبت صحيفة (لوموند) ان الاجراءات الجبائية التي اعلنت عنها الحكومة، واجندتها تجد صعوبة في قبولها من قبل الرأي العام، مشيرة الى ان الحكومة تواجه صعوبة مزدوجة بالنسبة لميزانية 2018 تتمثل في الوفاء بوعودها في المجال الجبائي بخصوص تخفيض الاقتطاعات والرفع من القدرة الشرائية مع بلوغ هدفها في حصر العجز في 2،7 في المائة من الناتج الداخلي الخام. ولاحظت الصحيفة انه على بعد ثلاثة اسابيع من تقديم ميزانية 2018 ، في 27 شتنبر، فان حساسية الرأي العام الشديدة إزاء القضايا الجبائية منذ الصدمة الجبائية لسنة 2012 ، تقلق الاغلبية، داعية الحكومة الى عدم تكرار نفس اخطاء ولاية هولاند . من جهتها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) الى الدمار الذي خلفه اعصار ايرما، والانتقادات بشان تعثرات محتملة بهذا الخصوص، مبرزة ان السكان المنكوبين بدأ ينتابهم القلق بعد انتشار عمليات النهب بالجزيرتين وتركهم يواجهون مصيرهم المأساوي. وقالت الصحيفة انه يتعين تقديم التوضيحات الضرورية من اجل تجنب أي جدل عقيم. في السياق ذاته كتبت صحيفة (ليبراسيون) انه بعد اربعة ايام على مرور الاعصار، ومع بداية الفوضى واعمال النهب ، خرج الناطق باسم الحكومة كريستوف كاستانير الاحد ليقول ان اسعاف المنكوبين شكل اولى اولويات الدولة خلال الايام الاخيرة. واضافت الصحيفة ان الانتقادات الموجهة لطريقة تدبير الازمة تضاعفت الاحد، حيث ارتفعت العديد من الاصوات المنتقدة للوسائل الضعيفة التي تم اعتمادها من قبل الحكومة من اجل الوقاية من اعصار ايرما والتكفل بالضحايا. وفي المانيا تمحورت اهتمامات الصحف حول العلاقات بين المانياوتركيا على خلفية دعوة وزارة الخارجية التركية مواطنيها إلى توخي الحذر لدى سفرهم إلى ألمانيا. فقد كتبت صحيفة ( نويه ازنابروركر تسايتونغ) أن هناك انطباعا بان المواطنين الاتراك يجب ان يلتزموا بيوتهم، حتى لا يعرفوا ماذا تعني حرية التعبير و لن تكون لديهم رغبة في الديمقراطية وفي بلد حر". وبالنسبة لصحيفة "فرانكفورتر نويه بريس" فان تركيا فقدت كل المقاييس، لكنها ترى أن الهجوم على اردوغان غير المجدي ، ليس بالرد المناسب، داعية الى اعتماد لغة الحوار. وفي نفس التوجه، أكدت صحيفة "نورنبيرغر ناخريشتن" على الحوار لان ما يربو عن ثلاثة ملايين من المواطنين ذوي الاصول التركية الذين يعيشون في المانيا، جديرون بذلك. وفي المقابل، ترى صحيفة "فرانكيشه تاغ" أن تحذير اردوغان "ليس خطأ تماما"، مبرزة انه منذ أمد طويل، ليس كل شيء على ما يرام بالنسبة للاتراك، حمل اسم تركي او سحنة داكنة قليلا تعتبر نواقص عند البحث على العمل او شقة. وأضافت الصحيفة أنه من بين المهاجرين يعتبر الاتراك الاقل تمثيلية في الاحزاب الالمانية التي تتفادي الحديث عن هذا بسبب الانتخابات التشريعية. وفي سويسرا، سلطت الصحف الضوء على الحالة الاقتصادية لفرنسا المنقسمة حول اصلاح قانون العمل. فقد كتبت صحيفة "لا تريبون دو جنيف" تحت عنوان "سويسرا بحاجة الى فرنسا قوية"، مضيفة ان عزم الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون على المضي قدما في الاصلاح "حقيقي". من جانبها، قالت صحيفة "فانت كاتر اور" أن العديد من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين أعربوا عن أملهم في أن ينخلع جزء من القفل الذي يشكله قانون العمل، مشيرة الى ان النقابات الفرنسية تنظم نفسها استعداد للاحتجاج ضد اصلاح قانون العمل. أما صحيفة "لوتون"، فاعتبرت أن رؤساء المقاولات الفرنسية هم تحت مجهر المنظمات النقابية بعد القرارات الاخيرة بتحرير سوق العمل، متسائلة "هل سيستجيبون لهذه الاصلاحات الاولية من خلال المزيد من التشغيل والاستثمارات ام أنهم غير مستعدون لتحمل مسؤولياتهم". وفي اسبانيا ، واصلت الصحف اهتمامها بالتحدي الانفصالي لكاتالونيا، حيث سجلت صحيفة "لارازون" ان الزخم القومي في كاتالونيا يكلف 836 مليون اورو للكاتالانيين، مبرزة ان الحكومة الكاتالانية احدثت شبكة من الكيانات العمومية مع عدد كبير من "كبار المسؤولين" في الخارج الذين يتقاضون رواتب مماثلة لراتب رئيس الحكومة الاسباني. وتابعت الصحيفة ان مصارف الحكومة الكاتالانية في الاعلانات وفي الخارج ارتفعت بنسبة 32 في المائة هذه السنة، مبرزة أنه بصرف النظر عن كونه خيارا سياسيا مشروعا، فان الحركة الانفصالية الكاتالانية تقوم بتعبئة مبالغ صخمة من الاموال العمومية من اجل دعم شبكة واسعة من التجمعات والاشخاص والهيئات المقاولتية. من جانبها، قالت صحيفة "ا بي ثي" أن مخطط الرئيس الكاتالاني لتنظيم استفتاء غير قانوني للانفصال، يوم فاتح اكتوبر لا يحظى باي ثقة من قبل الاغلبية العظمى من الكاتالانيين والاسبان. ولاحظت الصحيفة ان 90 في المائة من الاسبان ينظرون الى المخططات الانفصالية بارتياب ويعتقدون انه لن يكون هناك انفصال. وكشف استطلاع ل "ايلموندو" ان 60 في المائة من الاسبان يطالبون بمنع تنظيم الاستفتاء المقرر في فاتح اكتوبر. ولاحظت صحيفة "ايل بايس" ان الانفصاليين يستخدمون الشارع من اجل الترويج لاستشارتهم غير القانونية في اشارة الى التظاهرة الكبرى المقررة اليوم الاثنين في برشلونة بمناسبة "عيد كاتالونيا" . واهتمت الصحف الإيطالية بالخسائر البشرية والمادية التي خلفتها العواصف الرعيدة والفيضانات بمدينة ليفورونو وتوسكانا ونواحيها. وعلقت الصحيفة "إل مانفيسستو" أن هذه الفيضانات التي "دمرت مدينة ليفورنو " وأودت بحياة سبعة أشخاص وآخرين في عداد المفقودين سببها ليس غزارة الأمطار والعواصف فقط ، وإنما الإهمال "، مضيفة أنه قبل أربعين عاما وقعت فيضانات مشابهة لما هو عليه الحال الآن ولم يحرك المسؤولون ساكنا باستثناء تنظيف ضفاف الأنهار وإزالة مخلفات الدمار. من جانبها، تساءلت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) من المسؤول عن الخسائر البشرية وعن حرمان 2500 شخص من الماء والكهرباء ووجود 15 أسرة بدون مأوى، مشددة على محاسبة من يتعامل بلا مبالاة مع ما تعانيه اليوم مدينة ليفورنو ومواطنوها. أما صحيفة (إل جورنالي ) فكتبت أنه حان وقت التضامن فالمئات من المتطوعين من جميع أنحاء إيطاليا هبوا لإنقاذ ما تبقى ، لكن هذا لن ينسينا التقصي عن من تقع عليهم المسؤولية لأن الدمار كان عظيما ، معتبرة أن أقل ما كان يمكن القيام به هو تنبيه المواطنين من قبل لاتخاذ الاحتياطات اللازمة ووضع خطة استباقية للفياضانات . وفي البرتغال، تناولت الصحف اعصار ايرما حيث اشارت صحيفة "نوتيسياس" الى ان عدد المواطنين البرتغاليين الذي يتعين اجلاؤهم من جزيرتي سان بارثيليمي وسان مارتان بلغ 52 شخصا. وأضافت ان خلية الازمة القنصلية تلقت حوالي 1200 طلب استعلام واعلان بالبحث وطلب عودة، مذكرة بأن الاعصار خلف مقتل 3 أشخاص في ولاية فلوريدا و 30 شخصا خلال مروره عبر الكراييب. وكتبت صحيفة "بوبليكو" أن أزيد من 3،4 مليون مسكن انقطع عنها التيار الكهربائي في ولاية فلوريدا مشيرة الى ان أكبر مطار في الولاية سيظل مغلقا اليوم الاثنين بسبب الخسائر التي خلفها الاعصار. ونقلت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس" عن دراسة حول العواصف التي وقعت ما بين 1963 و2012 أن الرياح لم تخلف سوى 8 في المائة من القتلى في حين شكلت المياه السبب الرئيسي في الوفيات بنسبة 27 في المائة بسبب الفيضانات الناجمة عن الامطار القوية و 49 في المائة بسبب ارتفاع منسوب المياه.