خصصت الصحف الصادرة اليوم الاربعاء في منطقة أوروبا الغربية حيزا هاما من تعليقاتها للازمة الكاتالانية على خلفية إعلان رئيس حكومة كاتالونيا عن استقلال ضمني للمنطقة في خطابه أمام البرلمان المحلي. ففي فرنسا، كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان رئيس الحكومة الجهوية لكاتالونيا تراجع تحت ضغط الملايين، مشيرة الى ان بيغديمونت ترك اعلان الاستقلال معلقا. وأضافت الصحيفة ان بيدغمونت يعتزم من خلال التهدئة عكس التوجه ودفع مدريد الى الوساطة، مبرزة انه في مواجهة عاصفة المقاولات التي تنقل مقراتها خارج كاتالونيا، وبعد المظاهرة التاريخية بشوارع برشلونة الاحد دعما لوحدة اسبانيا، فضل الزعيم الكتالوني "خفض حدة التوتر". وفي نفس السياق، قالت صحيفة (لوفيغارو) انه بعد المقاولات الكبرى ، اضحت المقاولات الصغرى والمتوسطة قلقة من احتمال استقلال كاتالونيا، مشيرة الى ان بعض سكان الجهة شرعوا في نقل حساباتهم الى ابناك جهات اخرى. وأشارت الصحيفة انه في حالة الانفصال فان القوانين المحددة من قبل البنك المركزي الاسباني من اجل حماية المدخرين لن تطبق حتى ولو احتفظت كاتالونيا باليورو. أما صحيفة (لوموند) فاكدت ان حرب الاعصاب بين مدريدوبرشلونة بلغت ذروة جديدة الثلاثاء ، مضيفة انه في الوقت الذي كان فيه بيغدبمونت يستعد لاعلان استقلال كاتالونيا، كان رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي يدرس الترسانة التشريعية التي يتوفر عليها من اجل الرد على التحدي الانفصالي بطريقة صارمة وهادئة أي من خلال اعلان حالة الطوارىء وتعليق الحكم الذاتي والسيطرة على الادارة بمرسوم. وفي الصحافة البلجيكية، كتبت (لاليبر بلجيك) أن "رئيس كاتالونيا اختار تأجيل إلى وقت لاحق الإعلان عن الاستقلال من جانب واحد ". وأكدت في عمودها على " ضرورة احترام دولة القانون " وأنه " لا توجد أمة يمكنها أن تعيش دون أن يتم فيها احترام الدستور ودولة القانون ". من جانبها، اعتبرت (لوسوار) أن رئيس كاتالونيا قرر الجمع بين إكراهين أمام البرلمان، من خلال الإعلان أن إقليمه قد حصل على الحق في الاستقلال، ولكن دون القيام بأي مبادرة في هذا الاتجاه حاليا ". وأشارت الجريدة إلى أن " الأهم في هذا المسلسل، هو منح طرف ما يطالب به مع السماح للطرف الآخر بالحفاظ على ماء الوجه، واحترام الدستور وإرادة أغلبية السكان في نفس الوقت ". وفي البرتغال، كتبت صحيفة (بوبليكو) "الاعلان عن الاستقلال، تعليق الاستقلال"، مضيفة أنه اخذا بعين الاعتبار الدعوات الخارجية والداخلية خلال الايام الاخيرة وحركات داخل التحالف الحاكم في كاتالونيا، تم تأكيد السيناريو الاكثر ترجيحا. وأضافت الصحيفة انه بالقرب من البرلمان حيث تجمع الاف الكاتالانيين لمتابعة خطاب بيغديمونت،سادت أجواء من الاحباط، مذكرة بانه بعد عرض نتائج الاستفتاء، اعلن بيغديمونت عن استفتاء دون اثر فوري. وكتبت صحيفة "جورنال دي نوتيسياس" ان رئيس الحكومة الكاتالانية اعلن عن استقلال المنطقة لكنه دعا الى تعليقه فورا لفتح باب الحوار،مضيفة ان الحكومة الاسبانية اعتبرت انه من غير المقبول "الاعلان عن الاستقلال ثم تعليقه على الفور". وفي تعليقات الصحف السويسرية، كتبت "تريبون دو جنيف" ان احداث كاتالونيا تذكر بشكل مقلق بانقسام يوغوسلافيا، متسائلة عن ماهية سيناريو الاسابيع المقبلة لازمة ما فتئت تخلق المفاجات. من جانبها، اعتبرت صحيفة "فانت كاتر اور" انه من خلال مقاربتها الانفصالية الاحادية الجانب، فان كاتالونيا خرقت القانون، مؤكدة على اهمية الحوار من اجل وضع حد للازمة الحالية . وذكرت صحيفة "لوتون" ان رئيس الحكومة الكاتالانية علق الاستقلال دون ان يتنازل عن أي شيء في العمق، وبذلك فهو يسعى الى ربح الوقت للتفاوض مع مدريد لكن المؤشرات الاولى غير مشجعة. و في المانيا، كتبت صحيفة "باديشه تسايتوتغ" أن رئيس حكومة كاتالونيا كارليس بيغديمونت لم يعلن أمس الثلاثاء عن الاستقلال إما بسبب خشيته من التعرض للاعتقال او تبصره المفاجئ. ورجحت الصحيفة أن يكون المعسكر الانفصالي شعر بالقلق أمام مغادرة المصارف والفاعلين الاقتصاديين، فضلا عن مئات الآلاف من الكتالانيين الذين نزلوا الى الشارع لمعارضة الانفصال، أو ان يكون تردد بيغديمونت بدافع تكتيكي. واعتبرت صحيفة "الغماينه تسايتونغ" أن خطاب بيغديمونت يمنح أطراف النزاع شيئا واحدا : الوقت الذي يمكن فيه للجانبين ان يجتمعا والذي يمكن ان تتمخض عنه ارادة في الحوار، حتى لو بدا بالنسبة للصحيفة أن التوصل الى اتفاق - حتى الآن - مستبعد تماما لان المواقف جد متباينة، وليس من الواضح بعد كيف ستتغير الامور. من جانبها ، ذكرت صحيفة "زود كوريير" أن مدريد والعواصم الاوروبية تنفست الصعداء مبرزة أنه في بروكسل، يبدو واضحا انه لا يمكن اللجوء إلى انفصال أحادي الجانب، مما يعني ان النزاع شأن داخلي لاسبانيا. لكن الصحيفة سجلت انه لن يكون من السهل على أوروبا تحمل المسؤولية لسببين: بيغديمونت يحتاج المزيد من الوسطاء لمزيد من المحادثات مع مدريد. وسيتوجه الى الدول المجاورة. وعلقت صحيفة "لاريبوبليكا" الايطالية على إعلان رئيس الحكومة الجهوية لإقليم كتالونيا كارليس بيغديمونت أمس الثلاثاء أمام البرلمان " ضمنيا " عن الاستقلال الذي اعتبرته لحظة تاريخية ذات حمولة سياسية استثنائية " يكتنفها الكثير من الغموض . و اعتبرت أن اقتراح بيغديمونت تعليق التطبيق الفوري لإعلان الانفصال لكي يفسح المجال امام الحوار ، يفيد بأنه يدرك جيدا "الحاجة الماسة الى عدم رفع حدة التوتر"، ويعي بأنها "لحظة حاسمة تتطلب التحلي بكثير من المسؤولية. وكتبت "لاستامبا" في مقال بعنوان "كتالونيا.. تعليق الاستقلال, حان وقت الحوار" أنه بتعليق الاستقلال يسعى الرئيس الكتالاني إلى وساطة المجتمع الدولي، إذ قرر كبح رغبته الجامحة في الحصول على استقلال لم يسطر له أهداف عقلانية. وأضافت أن الغموض هو سيد الموقف لأنه لا يمكن التكهن بما تحمله الأيام المقبلة من مفاجآت . وبالنسبة لصحيفة "لاكوريري ديلا سيرا" فإن رئيس إقليم كتالونيا ينحني للعاصفة ويقرر العودة إلى طاولة الحوار وهو بذلك يعود إلى الواقع ويطيل أمد الترقب الإسباني والأوروبي لبضعة أسابيع أخرى. وفي بريطانيا، اهتمت الصحافة بالبريكست اذ اوردت صحيفة "ديلي تلغراف" رفض رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي امس الثلاثاء الاجابة خلال مقابلة مع اذاعة، عن سؤال حول ماذا سيكون تصويتها في حال اجراء استفتاء جديد حول البريكست، قائلة ان السياق مختلف اليوم على الصعيدين الدولي والاقتصادي. ومن جهة أخرى، تطرقت الصحيفة الى الحرب ضد داعش مبرزة أن الجيش الروسي ، الذي يتدخل في سوريا لدعم القوات الحكومية يتهم الولاياتالمتحدة بانها تدعي محاربة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية من اجل عرقلة تقدم قوات النظام، لكن البنتاغون نفى هذه المزاعم. وأشارت صحيفة "فاينانشل تايمز" على صعيد اخر الى فشل المستثمر نيلسون بيلتز في الانضمام الى مجلس ادارة مجموعة "بروكتر اند غامبل" بسبب دعم مساهمي المجموعة للمرشحين الذين تقدمهم الادارة.