تمحورت اهتمامات الصحف الصادرة في اوروبا الغربية اليوم الثلاثاء حول "البريكزيت" والمظاهرة المعارضة لقانون العمل بفرنسا وآثار اعصار ايرما في الكراييب وفلوريدا ومأساة مسلمي الروهينغا والتظاهرة الكبرى في برشلونة والعلاقات بين المانياوتركيا. في بلجيكا، تناولت الصحف بالبريكزيت والإصلاح الضريبي الجديد وبحادث مقتل عمدة موسكرون قرب الحدود الفرنسية. فتحت عنوان "خطوة إلى الأمام نحو البريكزيت " اهتمت (ليكو) بتصويت البرلمان البريطاني مساء أمس الإثنين على مشروع قانون يضع حدا لسيادة التشريعات الاوروبية في القانون البريطاني، مشيرة إلى أن هذا المشروع سيجنب خروجا مضطربا لبريطانيا من الاتحاد. وفي الشأن الاقتصادي، اهتمت (لوسوار) بمشروع إصلاح الضريبة على الشركات الذي يعتبر "هدية" للمقاولات الصغرى والمتوسطة، حيث يرى كاتب العمود أنه إذا ما تم تخفيض النسبة إلى 20 في المائة فسيكون خبرا سارا بالنسبة للمقاولات العائلية، وأن هذا الإصلاح لن يحقق العدالة الضريبية إلا إذا ساهم كل شخص حسب إمكانياته. وتوقفت (لاديرنيير أور) من جهتها عند حادث مقتل عمدة موسكرون آلفريد غادين الذي عثر عل جثته قرب منزله بإحدى المقابر، مشيرة إلى توقيف مشتبه به في هذه القضية. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالمسيرة الكبرى التي نظمت أمس الإثنين وسط برشلونة بمناسبة العيد الوطني (ديادا) للمطالبة بحق التصويت خلال الاستفتاء الانفصالي المتوقع في فاتح أكتوبر والذي تصفه سلطات مدريد بغير قانوني. وكتبت (لاراثون) تحت عنوان العصيان يفقد أوفياءه " أن عدد المشاركين في مسيرة أمس تراجع مقارنة مع مسيرة 9 نونبر 2014 عشية الاستفتاء الانفصالي، من مليون وثمانية ألف شخص إلى مليون شخص أي بفارق 8 آلاف شخص خلال ثلاث سنوات. واعتبرت (آ بي سي) في مقال تحت عنوان " يوم فقدت كاتالونيا علمها " أن العلم الذي يرمز إلى الانفصال حل محل علم كاتالونيا مشيرة بدورها إلى تراجع عدد المتظاهرين مقارنة مع سنة 2014. من جانبها، أكدت (إل موندو) أن رئيس كاتالونيا كارلس بيغديمونت عبر خلال هذه المسيرة عن تمرده على الدولة المركزية. وعلقت الصحف الالمانية على اعتقال مواطنين المان جدد في تركيا والهجوم الذي يتعرض له مسلمو الروهينغا في ميانمار. و ذكرت صحيفة "تاغس شبيغل" أن ممثلي السياسة الالمانية الحكماء يؤكدون ان انتقاداتهم تنطبق على اردوغان "المستبد" وليس على الاتراك جميعا، مضيفة أن تحذيرا رسميا من السفر الى تركيا سيخفض من التبادل الاجتماعي مع البلد إلى أدنى حد ممكن. غير أن الصحيفة اعتبرت أن تحذيرا رسميا سيصبح ضروريا إذا ما استمرت الممارسات التعسفية ولم تف أنقرة بالتزاماتها بتقديم المساعدة القنصلية للموقوفين الألمان. من جانبها ، أكدت صحيفة "اخنير تسايتونغ" "ان وقف مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي وايقاف قطعي لامدادات السلاح وفرض عقوبات اقتصادية قاسية، هي مواضيع يجب أن تندرج باستعجال على الاجندة، مضيفة "لكن رجاء بعد الانتخابات وباتفاق مع دول الاتحاد الاوروبي، والا فان النزاع التصعيدي مع تركيا سيدفع بالحكومة الفدرالية المقبلة الى تغيير جذري في سياستها ". وبخصوص وضع مسلمي الروهينغا الذي شبهته الاممالمتحدة ب"مثال للتطهير العرقي" ، كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أن زعيمة ميانمار أون سان سو تشي الحاصلة على جائزة نوبل، تؤكد أن الدولة التي تدعي قيادتها تحمي المحتاجين ، معتبرة هذا مثيرا للسخرية امام عمليات الطرد التي تتعرض لها الاقلية المسلمة في بورما. وأضافت الصحيفة أنه في الوقت نفسه، يبذل الجيش كل ما في وسعه لتقييد حرية الملاحظين، الأمر الذي يعزز الاشتباه في إخفاء الفظائع المفترضة المرتكبة في حق الاقلية المسلمة في ميانمار. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بالاحتجاجات المقررة اليوم الثلاثاء ضد قانون العمل، حيث كتبت صحيفة (لوموند) ان الرئيس ايمانويل ماكرون وجه من اليونان رسالة صارمة حول الاصلاحات عشية التعبئة الاجتماعية الاولى في ولايته، مشيرة الى ان الحكومة عملت في مواجهة الشارع والمعارضين على التأكيد على مشروعية اصلاح قانون العمل الذي جاء به الاقتراع العام. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) انه فيما بدات اليوم الثلاثاء التعبئة ضد قانون العمل، تضاعف الحكومة مشاريع الاصلاح على امل ارهاق المعارضة ، مشيرة الى انه عوض ان تركز على الجانب "البيداغوجي" لاصلاح قانون العمل بغية الحد من حجم الاعتراضات، اختارت الحكومة التقدم على جبهات اخرى كما لو انها كانت على استعداد للمرور الى قضايا اخرى. من جانبها ذكرت صحيفة (لوفيغارو) ان ايمانويل ماكرون يستعد على غرار سابقيه للتأقلم مع اختبارات الشارع،خاصة وان بعض النقابات ترددت في دعوة منخرطيها رسميا الى الخروج الى الشارع. وتناولت الصحف في سويسرا الاثار المدمرة لاعصار ايرما في الكراييب وفلوريدا، مشيرة الى ان هذا الاعصار يقدم لمحة مريرة عن التغيرات المناخية القوية التي من المنتظر ان تشهدها الكرة الارضية في المستقبل. وتحت عنوان "دروس اعصار ايرما"، سجلت صحيفة "لوتون" ان تضاعف الظواهر الطبيعية القوية تحيي النقاش حول التغيرات المناخية والوسائل للوقاية منها"، مضيفة أن التوقعات لا تشير الى سيناريوهات كارثية ولكن فترات اكثر خطورة. من جهتها، أكدت صحيفة "لا تريبون" انه من المبكر وضع تقييم دقيق وموثوق للخسائر التي خلفها الاعصار ، مضيفة أن العلماء لا يتسرعون في التاكيد على ان التغيرات المناخية نعتبر العنصر الاساسي وراء هذا الاعصار. أما صحيفة "فانت كاتر اور"، فاعتبرت ان تكرار هذه الظواهر القوية في ظروف مناخية مماثلة يمكن ان تجعل العلماء اكثر حسما. وركزت الصحف في البرتغال تعليقاتها على وضع الاقلية المسلمة في ميانمار واضراب الممرضين. وبخصوص أعمال العنف ضد مسلمي روهينغيا ، كتبت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس" ان الاقلية المسلمة كانت عرضة للتمييز منذ عقود من قبل السلطات البيرمانية استنادا الى المفوض السامي الاممي لحقوق الانسان الذي أكد ان هناك ادلة على عمليات قتل وانتهاكات قامت بها قوات الامن. وتطرقت الصحيفة الى الاضراب الذي يشنه الممرضون منذ الاثنين الماضي ولمدة خمسة ايام احتجاجا على رفض وزارة الصحة قبول اندماج فئة الممرض المختص. واشارت الى انه منذ 2010 ،اختار ازيد من 14 الف ممرض مغادرة البرتغال، حيث يتقاضي الممرضون رواتب اقل من نظرائهم في بريطانيا على سبيل المثال. من جانبها، كتبت صحيفة "بوبليكو" ان هذه الحركة ادت الى تفاعل الوزير الاول البرتغالي انطونيو كوستا الذي عقد اجتماعا امس الاثنين مع ويزر الصحة من اجل بلورة اقتراح جديد يتم تقديمه اليوم للنقابات. واضافت انه من النادر ان تقوم الحكومة بالتفاوض في خضم حركة احتجاجية نقلا عن مصدر حكومي دون ان تؤكد الى اي مدى سيسمح لوزير الصحة ان يذهب في هذا الملف. و ركزت الصحف الإيطالية على العواصف الرعدية والفيضانات التي اجتاحت ليفورنو مخلفة ستة قتلى وثلاثة في عداد المفقودين وارتباطها بآثار التغيرات المناخية. و كتبت صحيفة (لاستامبا) أن هذه الاضطرابات الجوية المدمرة أعادت إلى الواجهة النقاش حول تأخر إيطاليا في اعتماد سياسة بيئية ناجعة لمواجهة تحديات التغيرات المناخية. ونقلت الصحيفة عن رئيس جمهورية إيطاليا سيرجيو ماتاريلا قوله ، في تعليقه للصحافة على هذه الفيضانات إن الكارثة الطبيعية الأخيرة يجب أن تحشد همم الفاعلين السياسيين وخبراء البيئة للانكباب في أقرب وقت ممكن على وضع خطة وقائية واستباقية لمكافحة و بشكل فعال آثار التغيرات المناخية . اما صحيفة (لاريبوبليكا) فقد تطرقت إلى الانتقادات التي وجهت إلى الحزب الديمقراطي الحاكم في إيطاليا بشأن "تجاهله لتداعيات التغيرات المناخية"، والتي اعتبرت أن هذا الحزب "نسي الانخراط في جهود حماية البيئة". من جهة أخرى، تطرقت صحيفة "إل مانفيستو" إلى المشهد السياسي الإيطالي، حيث أشارت إلى أنه خلال الشهورالأخيرة ارتفعت شعبية الحزب الديمقراطي نتيجة تحسن المؤشرات الاقتصادية واستقرار الوضع السياسي للبلاد ، كما عززت حركة خمس نجوم موقعها فيما سجل تراجع أحزاب اليمين نتيجة انقساماتها.