تمحورت اهتمامات الصحف الصادرة اليوم الخميس في منطقة غرب اوروبا حول خطاب يونكر حول حال الاتحاد الاوروبي امام البرلمان الاوروبي و احتضان باريس للالعاب الاولمبية 2024 والملف الكاتالاني وقانون إلزامية تلقيح الأطفال لقبول تسجيلهم بالمدارس في ايطاليا. ففي بلجيكا، علقت الصحف على البرنامج الطموح الذي أعلن عنه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلون يونكر حول مستقبل أوروبا أمس الأربعاء، وكذا اختيار باريس لاحتضان الألعاب الأولمبية لسنة 2024. فتحت عنوان "يونكر يكشف عن وصيته السياسية لأوروبا "، كتبت (ليكو) أن رئيس المفوضية الأوروبية كشف أمس عن " مشروع طموح لمستقبل أوروبا، وهي وصية سياسية لمن دافع عن أوروبا طيلة ثلاثين سنة ". من جانبها، نشرت (لوسوار) حديثا مع رئيس المفوضية الأوروبية الذي أكد أنه يريد " أوروبا تسير بسرعة وبفعالية أكبر "، لكنه يعارض " اتحادا بسرعات مختلفة " غداة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وسلطت (لاديرنيير أور) الضوء على اختيار مدينتي باريس ولوس أنجلس لاحتضان الألعاب الأولمبية على التوالي في 2024 و2028. وكتبت الجريدة أنه بعد قرن من الانتظار وثلاث خيبات أمل نجحت باريس في الفوز بتنظيم الألعاب الأولمبية صيف 2024 بعد تصويت بالإجماع لأعضاء اللجنة الأولمبية. وفي فرنسا علقت الصحف على منح باريس شرف احتضان الالعاب الاولمبية 2024 ، اذ كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان مدينة الانوار فازت دون مفاجأة امس بليما بشرف احتضان هذه الالعاب، مشيرة الى ان فرنسا لديها الان فرصة رائعة من اجل المستقبل. واضافت الصحيفة ان الهدف بالنسبة لفرنسا ليس فقط رفع العلم الثلاثي الالوان في الميادين، من خلال حصد العديد من الميداليات، انما هناك أيضا رهان اقتصادي يتعين رفعه. من جهتها قالت صحيفة (لوموند) ان الفوز بتنظيم الالعاب الاولمبية كان تقريبا سهلا، معتبرة ان الاصعب بدأ الآن. واشارت الصحيفة الى ان القلق لا يكمن في توفير التجهيزات الرياضية، ولا في قدرة المدرسة الفرنسية على انتاج ابطال من اجل رفع العلم الفرنسي عدة مرات، لكن باريس يمكن ان تصبح المدينة التي تذكي الشعلة الاولمبية التي خفتت جراء قضايا الفساد، والاضرار البيئية والاقتصادية والاجتماعية. اما صحيفة (ليبراسيون) فنقلت في السياق ذاته عن ايتيان توبوا احد منظمي الدورة قوله ان قلة المرشحين لاحتضان هذه الالعاب، وعمل بعض الملاحظين الذين يحللون الارقام بتفصيل، تفرض على الترشيحات الحالية ان تكون اكثر مسؤولية. واهتمت الصحف السويسرية بمشروع اعطاء دفعة للجنة الاوروبية بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي يواجه احتجاجات على خلفية اصلاح قانون العمل المثير للجدل. وكتبت صحيفة "لوتون" تحت عنوان "بروكسيل في مواجهة الاوربيين" أن اوروبا موحدة استرجعت أنفاسها، غير انها نبهت الى "استمرار الهوة المجسدة في البريكزيت". من جهة اخرى، ركزت صحيفة "لا تريبون دو جنيف" على تمسك الجهاز التنفيذي الفرنسي باصلاح قانون العمل بالرغم من التعبئة التي يشهدها الشارع الفرنسي. وتساءلت الصحيفة تحت عنوان "لا تراجع عن اصلاح العمل" عما اذا كان معارضو اصلاح قانون العمل قادرون على التعبئة بما فيه الكفاية لمواجهة ما يعتبرونه "تراجعات اجتماعية" في عهد الحكومة الجديدة". وفي نفس السياق، قالت صحيفة "فانت كاتر اور" أن اول امتحان اجتماعي لماكرون ياتي في مناخ متوتر، زاد من حدته تصريحه بان "الكسالى" يعارضون سياسته الاصلاحية. وتناولت الصحف البرتغالية بالخصوص خطاب رئيس اللجنة الاوروبية امام البرلمان الاوروبي إذ كتبت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس" أن رئيس اللجنة الاوربية اغتنم امس الفرصة خلال عرضه لحالة الاتحاد الاوروبي لتقديم رؤيته لمستقبل اوروبا اكثر وحدة ومن اجل تمرير رسالة تفاؤل حول الوضع الحالي. واضافت الصحيفة ان يونكر دعا الى توسيع الاتحاد بانضمام دول البلقان،مشيرة من جهة اخرى الى ان انضمام تركيا يبدو بعيدا. أما صحيفة "بابليكو" فأكدت انه يستشف من خطاب يونكر الطويل الدفاع عن اتحاد اوروبي يتقدم يجميع اعضائه بسرعة واحدة. واضافت ان يونكر قدم "السيناريو السادس" من اجل مستقبل اوروبا مع مجموعة من الاقتراحات الرامية الى رفع تحدي "بريكزت" وضرورة معالجة مشكل الاتحاد الذي بالكاد قاوم اثار ازمة العقد الاخير. وفي اسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بتطورات ملف التحدي الانفصالي في كاتالونيا إذ ذكرت صحيفة "لارازون" ان قضاة المحكمة الدستورية طرحوا لاول مرة تنفيذ الية تمكنهم من فرض غرامات او ايقاف بشكل مؤقت مهام مسؤولين. وأوردت صحيفة "ايل موندو" قرار النياية العامة الاسبانية امس الاربعاء الامر بفتح تحقيق في حق عمداء المدن بكاتالونيا الذين ابدوا استعدادهم لتنظيم الاستفتاء حول استقلال هذه المنطقة المقرر يوم فاتح اكتوبر . واعتبرت صحيفة "أ بي ثي" أن الدولة وجهت بذلك تنبيها الى موظفي البلديات من خلال قرار النيابة العامة الاسبانية الذي ينص انه في حال عدم استجابة عمدة ما لامر المثول امام القضاء، فانهاستطلب إصدار أمر بتوقيفه. و اهتمت الصحف الإيطالية بالجدل الذي أثاره قانون إلزامية تلقيح الأطفال لقبول تسجيلهم بدور الحضانة والمدارس. وفي تعليقها على الموضوع كتبت صحيفة "لاستامبا" أن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر نفسه أيد في خطابه السنوي حول أوضاع الاتحاد الأوروبي إلزامية تلقيح الأطفال بالقول إنه "ليس من الممكن تصور أن أطفالا في الدول الأوروبية ما زالوا يموتون بسبب أمراض يمكن الوقاية منها"، مضيفا أنه يجب أن يحصلوا على اللقاحات في رومانيا وإيطاليا دون أية استثناءات أو أية تحفظات. ونحن نؤيد تدابير التلقيح الوطنية". واعتبرت أن البعض قد "يبالغ بالحديث عن وجود غليان أو نزاعات بين أولياء أمور الأطفال و الأطر التربوية تسبب في ارباك الدخول المدرسي الحالي" ، مضيفة أن تم تسجيل حالات انقطاع عن الدراسة وأخرى تتعلق بعدم قبول أطفال في دور الحضانة لكنها قليلة . وأشارت إلى أن الجمعيات الإيطالية التي تعنى بقطاع التعليم و"المضطرة إلى الدفاع عن تطبيق قانون التلقيح الإلزامي ، وجدت نفسها بين سندان الحق في الدراسة ومطرقة الحماية الصحية". من جانبها، سجلت صحيفة "لاريبوبليكا) أن أغلبية الأسر لا تعارض التلقيح الإلزامي، لكنها لم تتقبل أن يفرض عليها تطبيق قانون وفي وقت وجيز دون منحها فرصة الإلمام بحيثيته بل اصطدمت به بمجرد عودتها من العطلة الصيفية. وحسب الصحيفة (إل مانفيستو) فإن وزارة الصحة وجهت مذكرة لمدراء المدراس تحثهم على الالتزام بالحوار مع أولياء الأطفال والعمل على إقناعهم من خلال إجراء مكالمات هاتفية او بعث رسائل عبر البريد الإلكتروني وعقد لقاءات تواصلية ليقوموا بإجراء التلقيحات مع تجنب أي مشادات كلامية أو نزاعات . وفي المانيا ركزت الصحف اهتمامها على خطاب يونكر أمام البرلمان الأوروبي وترحيل ثمانية أفغان من مدينة دوسلدروف الالمانية الى كابول. وكتبت صحيفة "تاغس شبيغل" أن طرح يونكر لفكرة توسيع منطقة الاورو له خلفية سياسية ، انه يرغب في حماية تماسك الاتحاد الاوروبي لان هناك تهديدا بالانقسام بين غرب وشرق أوربا. من جهتها، لاحظت صحيفة "فولكس شتيمه" أن يونكر نفسه ينبه الى ان بولونيا وهانغاريا تستهينان بالقيم الاوروبية، ولكنه يريد في نفس الوقت مرشحين اضافيين من البلقان. وأشارت الصحيفة الى أنه "من الصواب وضع رؤى الاتحاد الأوروبي نصب العين ، ولكن من الخطأ المطالبة بتوسيع المبنى قبل أن يتم ارساء قدراته الاستيعابية". أما صحيفة "فرانكفوتر روند شاو"، فأعربت عن اعتقادها بان يونكر "قدم خدمة كبيرة للمنتظم" ، معربة عن تفهمها لمقترحات يونكر. وأشارت الى أن يونكر ولجنته يضغطان مرة أخرى بقوة في النقاش حول مستقبل الاتحاد. إنهما يريدان بلورة خطط لهذا المستقبل ليس فقط في برلين وباريس ". وفي المقابل ترى صحيفة "ستوتغارت تسايتونغ" أنه من المرجح ان تخلق اقتراحات يونكر حافزا إضافيا لدى بعض أنصار حزب "البديل من اجل ألمانيا" اليميني الشعبوي . وبخصوص عملية ترحيل ثمانية افغان ، انتقدت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" دفاع وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزير عن هذه العملية بدعوى انهم ارتكبوا جرائم جنائية قائلة "كان على الوزير ابقاء الافغان في السجون الالمانية حتى تصبح بلدهم آمنة ليس لمكافأتهم ولكن لحماية حياتهم ". وبحسب الصحيفة فان دي ميزير وعدد من الوزراء يأملون فى التوصل الى صفقة تبادل وضيعة : ثمانية افغان مقابل عدد قليل من الاصوات من المتعاطفين مع حزب البديل اليميني المتطرف.