قال محمد أوجار، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، إن تنظيمه السياسي كان دائماً متحمساً للحوار الإيديولوجي والفكري بحثاً عن هوية وعرض سياسي يُعطي الحزب تميزه وسط المجتمع المغربي. واستعرض أوجار، أثناء مشاركته في ورشة حول موضوع "قيم الديمقراطية المجتمعية"، خلال فعاليات النسخة الأولى من الجامعة الصيفية لشبيبة "التجمعيين" بمدينة مراكش، تاريخ تأسيس التجمع الوطني للأحرار قبل أربعين سنة، مروراً بمرجعية الحزب التي رسم ملامحها المؤتمر الوطني الذي عقد سنة 1984، وتم ترسيخها في المؤتمر الوطني الأخير، الذي اعتمد الديمقراطية الاجتماعية كخيار مذهبي لتجمع موحد ومتجدد. وقال القيادي التجمعي، الذي يحمل حقيبة وزارة العدل في "حكومة العثماني"، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن اختيار الحزب يتجاوب مع طبيعة المرحلة في المغرب، ويجيب عن الأسئلة الحارقة التي تطرحها المنتديات الاجتماعية. "حزبنا يأخذ من الليبرالية أجمل ما فيها من حيث اعتماد المبادرة الفردية، وتكريس الحريات والحقوق، والتأكيد على التنافسية والتعددية بين الأحزاب، وينهل أيضا من الفكر الاشتراكي في فلسفته التضامنية وتصوره للعدالة الاجتماعية والإنسانية"، يضيف أوجار، الذي يرى في حزبه الوسطي أنه يبحث عن التوازنات بين تحرير العبقريات الفردية والمبادرات الاقتصادية والاستثمارية، دون أن يغفل الاهتمام بالفقر والهشاشة. وأوضح أن "العرض السياسي الذي يقدمه التجمع الوطني للأحرار لا يُمكن أن يتم إلا في إطار دولة الحق والقانون، ودولة المؤسسات التي تحترم فيها القيم الحقوقية والإنسانية"، مشيرا إلى أنه في ظل هذا الوضع يأتي النقاش المفتوح مع الشباب حول هوية الحزب، خصوصا مع "موت الإيديولوجيا وظهور تيارات محافظة تتنكر لكل القيم الحقوقية". من جانبه، قال أنيس بيرو، عضو المكتب السياسي ل"حزب الحمامة"، إن الجامعة الصيفية الأولى مناسبة لتتقاسم قيادة الحزب تجربتها مع التنظيم الشبيبي وحثه على الانخراط في الفعل السياسي. وأضاف: "طرحنا سؤالاً بسيطاً هو: هل نحن، كشباب، نطمح إلى أن نكون فاعلين في اقتصاد بلادنا أو نقبل بأن نكون خارج العملية السياسية، وبالتالي عدم المشاركة في اتخاذ القرارات وتأطير المواطنين؟". وأورد الوزير السابق في "حكومة بنكيران" أن "الرسالة الأساسية في هذا الملتقى الكبير هي أن هناك قيما من الضروري أن نتشبع بها، سواء تلك المتعلقة بالعمل أو التنظيم أو الثقة في النفس لتحقيق النجاح بغض النظر عن المنطقة الجغرافية التي ننتمي إليها". واعتبر بيرو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "مغرب اليوم في مسار جديد ومهم، عرف من خلاله نهضة في جميع المجالات، إلا أنه لا يمكن أن نذهب بهذه الإنجازات بدون دور الشباب وفكره المتجدد"، يضيف بيرو.