دعت قيادات شبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار إلى العمل على تقوية البيت الداخلي لتحقيق الرهان الذي تتوخاه من خلال تنظيمها الجديد الذي لم يسبق له أن كان قوياً مثل اليوم منذ تأسيس الحزب قبل أربعين سنة. وقال يوسف شيري، رئيس الكنفدرالية الوطنية لشبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار، في كلمة له خلال النسخة الأولى من الجامعة الصيفية المنظمة تحت شعار "الشباب بين قيم الحرية وروح المسؤولية"، على مدى ثلاثة أيام بمدينة مراكش، إن "التنظيم الشبيبي اليوم هو في مرحلة البناء وإثبات الذات، وليس ممارسة السياسة بمفهومها الضيق". ودعا يوسف شيري شباب الحزب الذين حجوا من مختلف مناطق المغرب، وعددهم حسب اللجنة المنظمة أكثر من 3000 مشارك ومشاركة، إلى الدفاع عن مشروع الحزب ضد كل من تسول له نفسه أن يمسه بسوء، وزاد موضحاً: "المواطن المغربي لم تعد تؤثر فيه الكلمات والخطابات والدموع"، في إشارة إلى خرجات حزب العدالة والتنمية بين الفينة والأخرى. وأشار رئيس الكنفدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية إلى أن الأخيرة خرجت للوجود بفضل سياسة عزيز أخنوش منذ توليه قيادة سفينة "الأحرار" في المؤتمر الوطني الأخير، لافتاً إلى أن "نسبة تشكيل المكاتب الإقليمية بالمغرب بلغت 90 في المائة؛ وهي محطة فارقة في تاريخ الحزب"، وأضاف: "اليوم نحن نعمل بمسؤولية على أحسن وجه، ونمضي قدماً نحو تقوية شبيبتنا بدون اكتراث للجهات المشوشة أو العدمية". أما مصطفى بايتاس، البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، عن لائحة الشباب، فأكد أن الملتقى الذي يأتي قبل الدخول السياسي الشبابي هو تعبير عن الرغبة القوية جداً لحزبه للمساهمة في تأطير المواطنين والتفاعل الإيجابي مع تطلعات شريحة الشباب. ولم يفوت القيادي التجمعي فرصة مهاجمة خصومه السياسيين الذين شككوا في مسار ونشأة الحزب، وقال في الصدد ذاته: "نعتنا في سنوات كثيرة بمجموعة من الأوصاف، واليوم تأكد أنها ليست صحيحة، وذلك بالنظر إلى حجم الحضور القوي في الملتقى ومساهمة الحزب البناءة في الحكومة"، وأشار إلى أن "أحزابا كثيرة تصطنع مثل هذه اللقاءات لتسريب مواقفها"، قبل أن يؤكد أن الشباب الغفير الذي حج إلى الجامعة الصيفية "لم تحركه الأموال أو جيء به من أجل مقابل". وللمساهمة في حلحلة قضايا الشباب، شدد بايتاس على ضرورة "المشاركة السياسية وليس الاكتفاء ب"تربيع اليد" والتحسر على القرارات والقوانين التي تصدر"، داعياً هذه الشريحة إلى العمل من داخل المؤسسات الرسمية للبلاد. عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، قال في تصريح لجريدة هسبريس، على هامش مشاركته في اللقاء، إن "قضية البطالة محور أساسي في معاناة الشباب، والحكومة ورجال الأعمال وجميع الفاعلين مطالبين بالاشتغال بجدية من أجل إيجاد مخرج لتنفس هؤلاء الشباب، المتمثل أولاً في الشغل"، حسب تعبيره. وأضاف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية أن المشاكل المطروحة تتطلب الإنصات والاستماع للشباب المغربي، خصوصا على مستوى نظرته للمستقبل. ودعا عزيز أخنوش شريحة الشباب التي تقاطع السياسة إلى الانخراط في الفعل السياسي والمدني، ناصحا بعدم نهج سياسة الكرسي الفارغ وترك أماكنهم للغير، ومشيرا إلى أن نسبة واحد في المائة فقط هي التي تنخرط في العمل السياسي؛ و"هو أمر غير معقول"، حسب تعبيره.