كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن فيروس زيكا قادر على التكاثر في خلايا البروستاتا عند الرجال، وهو ما قد يمثل مصدرًا لهذا الفيروس الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي. الدراسة أجراها باحثون بكلية بايلور للطب في ولاية تكساس الأمريكية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Infectious Disease) العلمية. وأوضح الباحثون أنه تم اكتشاف الحمض النووي الريبوزي لفيروس زيكا في السائل المنوي وبول ذكور مصابين به. وأضافوا أنه تم الإبلاغ عن عدة حالات من الإصابة بفيروس زيكا عن طريق الاتصال الجنسي. ويعتقد الباحثون أن البروستاتا قد توفر مستودعًا محتملاً للفيروس في الجسم، وقد توفر مصدرًا محتملًا للإصابة من خلال الاتصال الجنسي، حيث تعمل البروستات على إفراز السائل المنوي عند الرجال. وقال الباحثون إن "نتائجنا تشير إلى أن علاج إصابات الأعضاء التناسلية بفيروس زيكا قد يكون ضروريًا لتفسير الانتقال عن طريق الجنس، ومن غير الواضح حاليًا عدد تلك الإصابات التي يمكن إضافتها إلى عبء المرض". واعتبر الفريق أن الإصابة بفيروس زيكا عن طريق الاتصال الجنسي قد تؤدي إلى انتقاله على المدى البعيد خارج مناطق البعوض الناقل للمرض. وكانت دراسة سابقة كشفت أن فيروس زيكا يسبب تلفًا دائمًا في خلايا مهمة بالجهاز التناسلي لدى الذكور، يؤدي إلى انكماش الخصيتين وتراجع مستويات الهرمونات الجنسية وضعف الخصوبة. ولا يوجد حاليًا لقاح معتمد ضد زيكا، فالطريق الوحيد لتجنب الإصابة به هو تجنب لسعات البعوض الذي ينقل الإصابة بالمرض. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في الأول من فبراير الماضي، أن انتشار زيكا يمثل حدثًا طارئًا على مستوى العالم، مشيرة إلى احتمال ارتباطه باضطرابات عصبية منها صغر حجم الرأس لدى المواليد ومتلازمة جيلان-باريه التي يمكن أن تسبب الشلل. وعثرت دراسات سابقة على أدلة تشير إلى أن زيكا يمكنه عبور حاجز المشيمة، لينتقل من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل، ويمكن أيضًا أن يتسرب إلى أدمغة الأجنة في الرحم ويعمل على عرقلة نموها وتطورها. وينتقل الفيروس بشكل أساسي عن طريق لسعات البعوض، لكن العلماء يدرسون أي احتمالات أخرى، منها الانتقال عن طريق الاتصال الجنسي.