عُثر هذا الأسبوع على وثائق سرية في السفارة الليبية في إنكلترا من الممكن إن تفسر الغموض الذي أحاط بمزاعم مقتل هناء ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي بالتبني، والتي قيل إنها قتلت في الغارة الأميركية على طرابلس في العام 1986. حيث كشفت هذه الوثائق عن سفر طبيب أسنان من لندن إلى ليبيا في العام 2008 لعلاج هناء القذافي. ولم يصدق أحد مقتلها في حينها، واعتقد غالبية الليبيين أنها نجت من القصف الأميركي وقضت فترة مراهقتها في لندن، قبل أن تنتقل إلى طرابلس التي يعتقد أنها تعيش فيها إلى الآن. وقيل أن القذافي رد على هذه الغارة الأميركية بحملة انتقام "إرهابية" على الغرب شملت تفجير طائرة لوكربي في العام 1988 والذي أدى إلى قتل 270 شخصًا. وقد عُثر على هذه المستندات، التي نشرتها صحيفة "ديلي تلغراف"، في غرفة في الطابق السفلي في السفارة الليبية والتي أصبحت تحت سيطرة الثوار الليبيين بعد اعتراف بريطانيا بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل للشعب الليبي. وأظهرت المستندات أنه في أبريل من العام 2008، نظم السفير الليبي عمر جلبان في لندن شخصيًا رحلة إلى طرابلس لطبيب الأسنان ستيفن هوبسون. وأكد هوبسون في رسالة عبر الفاكس إلى السفير الليبي أنه سيقيم في ليبيا لمدة أسبوع لمعالجة هناء القذافي. وأرسل السفير الليبي إلى شركة السياحة العربية المحدودة في لندن "Arab Tours" رسالة موقعة يطلب فيها حجز تذكرة طيران من الخطوط الجوية البريطانية وإرسال الفاتورة إلى السفارة. ورفض طبيب الأسنان هوبسون "إنكار أو إثبات أي شيء"، وامتنع عن تقديم أية تفاصيل عن المريض. وقال للصحف "غير مقبول أن أكشف أي سر عن أي مريض لي، وإذا كان المريض يرغب في الاحتفاظ بسرية العلاج الذي حصل عليه فليس من حقي أن أكشفه لذلك أنا أرفض التعليق". وعند سؤاله عما إذا كان من المحتمل أن تكون هي هناء القذافي التي زعم والدها أنها قتلت في العام 1986، قال "لا يوجد شيء بعيد في عالم الاحتمالات". ويذكر أن وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ذكرت في العام 1999 أن هناء القذافي حضرت مع والدها حفل غداء مع الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا. وردًا على ذلك، ادعى مسؤول في الحكومة الليبية أن القذافي تبنى بنتًا أخرى وأطلق عليها اسم "هناء" على اسم ابنته التي قتلت في الغارة الأميركية في العام 1986.