استدعت وزارة الخارجية الأميركية سفير الولاياتالمتحدة لدى ليبيا للتشاور بشأن عدة قضايا على رأسها العلاقات الثنائية وملفات إقليمية. وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في طرابلس، إن السفير جين كريتز عاد إلى واشنطن للتشاور بطلب من وزيرة الخارجية الأميركية ، هيلاري كلينتون. ولم يوضح الدبلوماسي الأميركي أسباب استدعاء السفير، واكتفى المتحدث بالقول إن مشاورات السفير في واشنطن ستشمل العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية دون أن يوضح أسباب الاستدعاء. وأوضح المتحدث أن موعد عودة السفير إلى طرابلس سيجري التباحث بشأنه أيضا في وزارة الخارجية الأميركية. وذكرت مصادر أميركية أن السلطات الليبية قد انزعجت ربما من بعض البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي كشف عنها موقع ويكيليكس، والتي تهم ليبيا على الرغم من أن السلطات الليبية لم تعلق على هذه التسريبات. وجاء في إحدى تلك البرقيات أن الزعيم الليبي معمر القذافي تسبب في ذعر نووي دام نحو شهر عام 2009 عندما أخر إعادة مواد ذات نشاط إشعاعي إلى روسيا في إطار خلاف دبلوماسي على ما يبدو. وقبل أيام أفاد موقع بانوراما المقرب من الدولة الليبية، أن السفير جين كريتز غادر طرابلس، السبت الماضي، بشكل نهائي بعد أن أبلغ الجهات المختصة بقراره الشخصي. وأشار الموقع الليبي إلى أن السفير الأميركي واجه حملة احتجاجات واسعة من قبل الأوساط الشعبية الليبية، على خلفية ما نشره موقع ويكيليكس من أعمال وتصرفات قام بها السفير واستهجنها المواطنون ووصفوها بأنها «أعمال جاسوسية» كان يقوم بها «بشكل فاضح مخالف للأعراف الدبلوماسية». وكانت مجموعة ليبية، لم تكشف عن هويتها ، قد أطلقت حملة واسعة على موقع فيسبوك تحمل شعار «لا للجاسوسية»، لطرد السفير الأميركي من طرابلس. وعكست الحملة غضب ليبيا من تسريب وثائق سرية أميركية على موقع ويكيليكس يسلط فيها السفير كريتز الضوء على جوانب شخصية من حياة الزعيم الليبي معمر القذافي. وقد وصفت الحملة، التي أطلقت في الأيام الأخيرة، السفير بأنه «جاسوس» ، و»مدسوس» ، واتهمته بالمساعدة في قتل أبرياء غزة على خلفية عمله نائبا للسفير الأميركي بتل أبيب قبل نقله إلى ليبيا في شهر دجنبر 2008. وقالت صحف عربية إن كيرتز أبلغ مسؤولين ليبيين بتعرضه لبعض المضايقات من مواطنين يعتقد أنهم على صلة ما بالسلطات الليبية، ولم يوضح طبيعة هذه الصلة، ولكنه أشار إلى أن المضايقات جاءت على خلفية تسريبات ويكيليكس. وأوضحت المصادر أن كيرتز تلقى ردا ليبيا رسميا، مفاده أن السلطات الليبية لا توعز إلى أي أشخاص بالتعرض له أو سبّه، وأنها في المقابل مستعدة للبحث في الأمر بشكل قانوني، إذا ما تقدم السفير الأميركي بمذكرة رسمية في هذا الصدد. لكن مع ذلك استمرت المضايقات التي وصلت إلى حد منع السفير الأميركي من ممارسة رياضته اليومية في ميدان الفروسية بمنطقة أبو ستة ، بالعاصمة طرابلس، الأسبوع الماضي، حين فوجئ بمواطنين يوجهون إليه عبارات تدعوه لمغادرة ليبيا على الفور، باعتباره شخصا غير مرغوب فيه. وكشفت صحيفة «قورينا »اليومية عبر موقعها الإلكتروني، أن كيرتز تعرض أيضا لهجوم بعبارات قاسية في مناسبة أخرى، من قبل بعض المواطنين أثناء ظهوره في أحد فنادق طرابلس. ولفتت الصحيفة إلى أن ما وصفته بحالة الغضب الشعبي على السفير، قد نشأت عقب نشر موقع ويكيليكس بعض تقاريره السرية.