على الرغم من النجاح الذي حققه الفيلم السينمائي "في بلاد العجائب" بتصدره شباك التذاكر في القاعات السينمائية، فإن مخرجته جيهان بحار ترى أن "الفيلم وحده غير كاف لتحسين أوضاع ساكنة المغرب العميق في جبال الأطلس، الذين يكابدون قساوة البرد وغياب المرافق الضرورية". وقالت مخرجة الفيلم في حديثها لهسبريس: "أنا راضية عن النجاح الذي حققه الفيلم، ووصوله إلى أكبر شريحة من المجتمع كقصة، والأهم هو الإحساس بمعاناة ساكنة المغرب العميق؛ لكن لا بد من القيام بمبادرات تكثف فيها الجهود بين المسؤولين والمجتمع المدني والسينمائيين من أجل فك العزلة عنهم". وأوضحت بحار أن "هذه الفئة من المواطنين تعيش أوضاعا مزرية طيلة فصول السنة وليس فقط خلال فصل الشتاء، نظرا لغياب البنيات التحتية في تلك المناطق الجبلية ووعورة التضاريس وغياب أبسط شروط الحياة الكريمة؛ وهو ما دفعها إلى التفكير في تسليط الضوء عليها من خلال بوابة السينما"، مشددة على قيمة الصورة في نقل الواقع. وعن اختيارها لقالب كوميدي من أجل معالجة الموضوع، توضح جيهان بحار أن "الموضوع، في عمقه، يكتسي طابعا دراميا.. ومن ثمّ، فقد اخترت الجانب الكوميدي للتحسيس بالواقع بشكل طريف". وتدور أحداث الفيلم، حسب ما كشفت عنه المخرجة، حول امرأة غنية ومتسلطة تنتقل إلى قرية نائية في الأطلس من أجل استرجاع جثة زوجها لدفنه في الدارالبيضاء؛ لكنها تتعرض للمشاكل على الطريق بعد تعطل سيارتها وتضطر عندها للمبيت عند عائلة فقيرة. وزادت المتحدثة ذاتها قائلة: "تعايش أشخاص من فئتين مختلفتين (فقيرة وغنية) يجعل الفيلم كوميديا، من خلال تعرض السيدة البورجوازية لعدد من الطرائف". وأبرزت جيهان بحار أن فيلم "في بلاد العجائب"، الذي يشارك في تشخيصه إلى جانب عزيز داداس وماجدولين الإدريسي كل من محمد الشوبي وفدوى الطالب ومالك أخميس وهدى صدقي، استغرق 4 أسابيع من التصوير بين الدارالبيضاء ومنطقة تامحضيت نواحي آزرو. وتصدر فيلم "في بلاد العجائب" قائمة مجمل الأفلام المغربية والأجنبية في القاعات الوطنية، حيث حقق 93 ألفا و642 تذكرة دخول بمداخيل فاقت 4 ملايين و493 ألف درهم، متقدما عن الفيلم الشهير "فاست أند فوريوز 8". واحتل الفيلم المغربي "عمي" للمخرج نسيم العباسي وبطولة عبد الرحيم التونسي (عبد الرؤوف) المرتبة الثالثة، وفيلم "يد فاطمة" للمخرج أحمد المعنوني المرتبة الرابعة .