يبدو أن الخلافات ببن أعضاء ومنتخبي حزب العدالة والتنمية بدأت تطفو على السطح، ما يكشف وجود صراع خفي بين أجنحته، لاسيما على مستوى مدينة الدارالبيضاء التي يشرف على تسيير معظم مقاطعاتها ومجلسها الجماعي، إلى جانب المجلس الإقليمي. فقد بدأ عدد من الأعضاء البارزين في الحزب على مستوى المجلس الجماعي، وآخرون يحملون صفة برلماني باسمه، في كشف المستور وإخراج الخلافات الداخلية إلى العلن، إذ انتقد البرلماني عبد اللطيف الناصري، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية بمجلس مدينة البيضاء، بشكل ضمني، رئيس مقاطعة عين الشق، عبد المالك الكحيلي، الذي ينتمي إلى صفوف الحزب نفسه ويشغل نائبا لعمدة المدينة. وكتب الناصري على صدر صفحته الرسمية "فيسبوك"، مهاجما الكحيلي: "اللسان عاجز عن وصف بعض المنتخبين ممن إذا اختلفوا معك عمدوا إلى عرقلة أو تأخير أو منع قضاء حوائج الناس المشروعة على يديك، وتفننوا في تشويه سمعتك وفي محاصرتك وتجريدك من القيام بأي دور وفاء لالتزاماتك تجاه المواطنين وإرضاء لأحقادهم؛ وذلك أملا في إظهارك أمامهم بمظهر العاجز الفاقد للأهمية وللقيمة، ومعاقبة لك على مواقفك وأحيانا على مجرد رأي مخالف لتوجهاتهم التي أبانت تجربة سنتين من التدبير عن محدوديتها". وكشفت مصادر من المجلس الجماعي لجريدة هسبريس أن هناك خلافا كبيرا بين العضوين، لاسيما أن الكحيلي، النائب السابع للعمدة، يحظى بتفويض في التخصص نفسه الذي يشرف عليه الناصري، ما جعل تداخل اختصاصاتهما والرغبة في الاستحواذ تخرج الخلاف إلى العلن. وعلى مستوى مقاطعة الصخور السوداء، والتي يقود تسييرها مصطفى قربال، رئيس فريق مستشاري الحزب بمجلس المدينة، بدأت خلافات تلوح في الأفق، لاسيما أن الأخير قطع الطريق أمام نائبه عز الدين العرب، بعدما أحس أنه يريد الترشح للبرلمان والإطاحة به من مهمة الكاتب الإقليمي للحزب بالحي المحمدي عين السبع. وحسب المصادر نفسها فإن التحركات التي يقوم بها أبو العرب، ومحاولاته الظهور في الإعلام التابع للحزب من أجل سحب البساط من قربال في المحطات الانتخابية المقبلة، جعلت الكثيرين يمتعضون منه ويرفضون تصرفاته، خاصة أنه مر من تجارب حزبية سابقة قبل التحاقه ب"البيجيدي". ولا يقتصر الأمر على هذا، بل إن عددا من المستشارين والأعضاء بالحزب باتوا يعربون عن تذمرهم من الكاتب الجهوي عبد الصمد حيكر، الذي يشغل منصب النائب الأول لعمدة الدارالبيضاء، ويتهمونه بالتحكم في دواليب الجماعة والسيطرة على التسيير، متجاوزا العمدة عبد العزيز العماري، وهو ما حذا بالبعض منهم إلى شكايته سرا إلى الأمين العام عبد الإله بنكيران، ويحضرون للإطاحة به من هذا المنصب في المؤتمر الجهوي الذي سيعقد بعد المؤتمر الوطني المقبل. وعلى مستوى مدينة المحمدية فإن الخلاف ظهر بشكل جلي، حيث دخل مجموعة من المستشارين في صراع مع رئيس المجلس مصطفى عنترة، خاصة بعد مطالبتهم له بإقالة نائبه السابع من المجلس، وهو ما رفضه، ما جعل العلاقة تتوتر أكثر، لتتأثر نتائج الحزب في الانتخابات البرلمانية التي حصل فيها على مقعد برلماني وحيد كان من نصيب سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الحالية.