في أول اختبار لمدى تماسك عمدة طنجة فؤاد العماري سياسيا بعد رجة إسقاط الحساب الإداري لمجلس المدينة بأغلبية كبيرة وتفجر فضيحة الرشوة بين المستشارين الجماعيين، تمكن العماري أمس الاثنين من عقد دورة أبريل بعد اكتمال النصاب القانوني بحضور 63 مستشارا من أصل 85 عضوا الذين يشكلون المجلس. وتدور في كواليس الصالونات السياسية بطنجة أن العمدة استطاع كسر تحالف المعارضة المشكل أساسا من كتلة العدالة والتنمية والأجنحة المنشقة عن الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري بقيادة العمدة السابق سمير عبد المولى، خصوصا بعد استقالة البرلماني يوسف بنجلون من رئاسة مقاطعة طنجةالمدينة وهو واحد من أهم معارضي شقيق النافذ إلياس العماري. وكان لافتا في دورة الاثنين غياب أقطاب المعارضة الممثلة في كل من سمير عبد المولى ويوسف بنجلون ورئيس مجلس عمالة طنجةأصيلة عبد الحميد أبرشان، وهو ما جعل الهدوء يعود إلى أشغال مجلس المدينة، الذي لم تقاطعه سوى احتجاجات تجار سوق كاساباراطا حول ضرورة توفير المراحيض وإعادة تركيب الأبواب الخارجية لحماية المحلات التجارية. وتبدو في الأفق ملامح تحالف سياسي يجري نسجه بين الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، الذي كان يعتبره رفاق الهمة إلى غاية الأمس القريب خطا أحمر، يجري بمقتضاه إعادة تشكيل أغلبية مريحة داخل مجلس مدينة طنجة لمواصلة تسيير الشأن المحلي بعد الجمود الذي أصابه منذ انتخابات 12 يونيو 2009. وأفاد مصدر مقرب من حزب العدالة والتنمية بطنجة ل "كود" أن مفاوضات تجري بين الطرفين من أجل دخول إخوان بنكيران إلى مكتب مجلس المدينة وحصولهم على منصبين كنائبين للعمدة مقابل ضمانهم تماسك أغلبية العماري، بالإضافة إلى تمكينهم من رئاسة مقاطعة طنجةالمدينة، إذ ينتظر أن يخلف النائب الأول للمقاطعة محمد أفقير الرئيس المستقيل يوسف بنجلون، كما يروج أن يدخل الإخوان إلى مكتب مقاطعة بني مكادة في أفق الإطاحة بمحمد الحمامي المنتمي للأصالة والمعاصرة وأحد خصوم فؤاد العماري. وأفاد المصدر أن العمدة أعلن عن استعداده التفاوض مع العدالة والتنمية حول جميع الملفات التي ترغب في تسييرها على مستوى مدينة طنجة خلال لقاء ما والي الجهة محمد حصاد، وهو العرض الذي وجد صدى لدى إخوان بنكيران، بالرغم من بعض الأصوات التي تنادي ببقاء الحزب في المعارضة، خوفا من ضياع الرصيد السياسي الذي راكمه بمدينة طنجة منذ إعلانه الاصطفاف في المعارضة عقب تكسير تحالفه مع التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري غداة الانتخابات الجماعية التي قادت سمير عبد المولى إلى كرسي الرئاسة. غير أن مستشارا جماعيا من العدالة والتنمية أكد ل "كود" أن الحزب يراهن على تسيير مقاطعة طنجةالمدينة، التي تعتبر الواجهة الرئيسية لطنجة لكونها تحتضن أهم شوارع ومرافق المدينة، من أجل إثبات قدرة الإخوان على التسيير الفعال للشأن المحلي.