في تطور مفاجئ في المشهد السياسي بمدينة طنجة، دفعت التطاحنات بين الأقطاب السياسية الكبرى بطنجة بيوسف بنجلون إلى تقديم استقالته من رئاسة مقاطعة طنجةالمدينة بعدما فقد أغلبية المسيرة إثر عدم اكتمال النصاب القانوني خلال دورة أبريل. وأفاد مصدر جيد الإطلاع أن يوسف بنجلون، الذي طرد مؤخرا من حزب التجمع الوطني للأحرار بعدما اختار الانقلاب على عمدة طنجة فؤاد العماري، قدم استقالته اليوم الأربعاء إلى المسؤولين بولاية طنجة احتجاجا على ما اعتبره مقربون منه "انعدام الشفافية والوضوح في التسيير الجماعي" و "رغبة بعض الأعضاء في الحصول على رشاوى من أجل الحضور"، غير أن مصادر مقربة أفادت أن بنجلون فقد الأغلبية داخل مجلس المقاطعة وأصبح يسير بأقلية يستحيل معها مواصلة تمرير المشاريع. ويرى مراقبون للشأن السياسي بطنجة أن هذه الاستقالة، التي تصبح سارية المفعول بعد موافقة وزارة الداخلية، تعتبر انعطافة في التجاذبات السياسية على مستوى مدينة طنجة منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الجماعية في يونيو 2009، والتي كان يطمح خلالها بنجلون لأن يصبح عمدة لمدينة طنجة على رأس تحالف يضم الأحرار والاتحاد الدستوري والعدالة والتنمية، غير أن دخول الأصالة والمعاصرة على الخط حسم الصراع لصالحه رغم توفره على أقلية عددية داخل مجلس مدينة طنجة. وكان بنلجون يقود تحالفا مناوئا للعمدة فؤاد العماري، شقيق النافذ إلياس العماري، إلى جانب العمدة السابق لطنجة سمير عبد المولى، والمنسق الإقليمي للاتحاد الدستوري عبد الحميد أبرشان، والمنسق الإقليمي للحركة الشعبية سمير بروحو، وكتلة العدالة والتنمية، وهو التحالف الذي أسقط الحساب الإداري للعماري.