في جنازة مهيبة، شيع جثمان العلامة الشيخ محمد زحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الغفران، بعد صلاة ظهر اليوم الخميس بمسجد "مصلى عين الشق" بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء. وقد حضر مراسيم تشييع الشيخ الراحل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، ومنتمون إلى السلفية قدموا من مدن مغربية عدة؛ من أبرزهم الشيخ حسن الكتاني. ونعى نجله، أمس الأربعاء، رحيل العلامة المغربي محمد بن أحمد زحل، رئيس "رابطة علماء المغرب العربي" عضو "رابطة علماء المسلمين"، عن سن ناهز 74 عاما بمدينة الدارالبيضاء. وسجل مقربون من الراحل غياب رئيس الحكومة الحالي، سعد الدين العثماني، رغم أنهما أدارا معا مجلة "الفرقان" التي قاما بتأسيسها سنة 1984، وكتب فيها مقالات مختلفة ونُبذا من تفسير آيات الأحكام، زيادة على غياب قيادات من حزب العدالة والتنمية. محمد زحل يعتبر واحدا من مؤسسي الحركة الإسلامية بالمغرب، ومن أكبر المساهمين في تأطير عدد مهم من قيادات حزب العدالة والتنمية، وكانت آخر مهمة تقلدها هي رئيس "رابطة علماء المغرب العربي". الشيخ زحل كان في طليعة من وضعوا اللبنات الأولى للحركة الإسلامية المغربية، وكان من قادة ومؤسسي جمعية الشبيبة الإسلامية، كما كان من الداعين إلى التخلص من العمل في السرية. وبخصوص مساره المهني الذي اختلط بالدعوي، عمل الراحل لمدة عشرين سنة بالتعليم منذ سنة 1965، الشيء الذي مكنه من أن يتولى مسؤولية الإشراف على قطاع المعلمين التابع للشبيبة الإسلامية. وفي الوقت نفسه اشتغل بالخطابة في مساجد عدة؛ أشهرها مساجد العاصمة الاقتصادية، منها جامع الحجر بدرب غلف، ومسجد الحاج علي الهواري بالقريعة، ومسجد السنة بدرب الطلبة، وجامع الشهداء بالحي المحمدي، إلى أن تم توقيفه من لدن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بسبب جرأته في تناول قضايا وطنية وأخرى دولية تتعلق بوضع المسلمين في أفغانستان والبوسنة والهرسك.