الشيخ محمد زحل من مواليد 1943 في بلدة تيلوى دوار إكوزلن، فرقة أيت بها، قبيلة نكنافة حاحة الشمالية الغربية فرع من قبائل حاحة الكبرى، تتلمذ على يد عدد من كبار العلماء والمشايخ في المغرب. قادته الأقدار إلى مدينة الدارالبيضاء في ستينلات القرن الماضي وإلى جانب عمله معلما في أحد مدارسها، كان داعية وخطيبا للجمع في عدد من مساجد العاصمة الاقتصادية منها جامع الحجر بدرب غلف، ومسجد الحاج علي الهواري بالقريعة و مسجد السنة بدرب الطلبا وجامع الشهداء بالحي المحمدي. كما ألقى دروسا متوالية في كل من المسجد اليوسفي بقرية الأحباس والمسجد المحمدي بها و مسجد الفوارات بالحي المحمدي، والجامع العتيق بعين الشق ومسجد الحفاري بدرب السلطان ومسجد بين المدن ومسجد التوحيد، بدأ تفسير القرآن العظيم سنة 1976م بدءا من سورة الفاتحة. على مدار مساره الدعوي، اشتهر بخطبه التي كانت تثير حماسة المصلين الذين كانوا يتوافدون من مختلف مناطق الدارالبيضاء لحضور دروسه وخطبه، فهو لم يتوان عن التعبير وهو على منبر الجمعة عن تنديده باعتقال الشيخ عبد السلام ياسين، رغم الخلافات المنهجية بينهما، كما أنه دعا بجرأة إلى توحيد الصيام بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وغير ذلك من القضايا التي كانت تثير جدلا . وإلى جانب نشاطه الدعوي في المساجد، كان الشيخ من مؤسسي العمل الإسلامي في المغرب في أوائل السبعينات، وكذا في تأسيس مجلة الفرقان التي ما زالت تصدر إلى حد الآن. استقلالية الشيخ زحل وجرأته في تناول قضايا المسلمين في أفغانستان والبوسنة والهرسك ومناطق النزاع وكذا قضايا الوطن، جعلته أول ضحايا عزم وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية في عهد عبد الكبير العلوي المدغري البدء في إعادة ترتيب الحقل الديني. وهكذا منع الشيخ محمد زحل وخطباء آخرون من أمثال القاضي برهوم وادريس الجاي والشيخ عصامي وغيرهم من الخطابة في المساجد، في محاولة من الوزارة المشرفة على الشأن الديني وضع حد لظاهرة «الخطباء المستقلين» الذين ذاع صيتهم إبان الصحوة الإسلامية. استمر توقيف محمد زحل عشر سنوات لكنه رفض العودة إلى الخطابة في المسجد واختار إلقاء الدروس في مسجد عين الشق الكبير حيث أتم فيه تفسير القرآن الكريم وشرح صحيح البخاري.