شُيِّعت بعد ظهر اليوم الخميس، جنازة العلامة محمد زحل الذي وافته المنية بعد صراع مع مرض عضال، والذي توفي يوم أمس الأربعاء عن عمر ناهز 74 سنة، بحضور رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران وأعداد غفيرة من العلماء وطلبة الشيخ ومحبيه من بينهم عمر القزابري وحسن الكتاني وغيرهم. وعرف محيط مسجد "المصلى" بمدينة الدارالبيضاء، استنفارا أمنيا كبيرا بسبب الحشود الكبيرة التي حجَّت إلى المسجد لتشييع جنازة واحد من أشهر العلماء المغاربة والعضو المؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس رابطة علماء المغرب العربي، فيما شهدت الساحات والشوارع المحادية اكتظاظا كبيرا وازدحاما خانقا بسبب مئات السيارات وعشرات الحافلات. ونُعِيَ الشيخ محمد زحل، بكلمات مؤثرة عقب صلاتي الظهر والجنازة، مُعتبرا " أن موت العلماء مصيبة في الدين، إذ بهم يُستضاء ويُهتدى" وفق تعبير صاحب الكلمة مستطردا بالقول " مات صاحب الابتسامة الجميلة والمعشر الطيب، ممن أفضى على الدعوة نبضا من التواصل دون استعلاء" وفق تعبيره. وأبرز المتحدث أن "العالم الذي عُرف بوسطيته واعتداله غادر الحياة الدنيا إلا أن مواعظه وفتاواه باقية بين الناس، مذكرا بوفاة ثلة من العلماء المغاربة مؤخرا". إلى ذلك، نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ محمد زحل قائلا إن "الأمة الإسلامية فقدتْ واحدا من قادتها المجاهدين وأحد علمائها الربانيين"، مقدمين العزاء للمغرب والمغاربة في فقدان العلامة. وولد الشيخ محمد زحل ولد عام 1943، ببلدة تيلوى، وهو أحد مؤسسي حركة "الشبيبة الإسلامية" في أوائل سبعينيات القرن الماضي وهي الحركة التي انتمى إليها أغلب قيادات حزب العدالة والتنمية. وحفظ "زحل" القرآن الكريم، والتحق بعدد من المدارس العتيقة لدراسة علوم الدين واللغة العربية، قبل أن يلتحق بالمعهد الإسلامي بتارودانت، وبعدها التحق بكلية ابن يوسف. وفي سنة 1963 التحق ب"الدارالبيضاء" معلماً في المدارس الحكومية الابتدائية، وفيها بدأ مساره "الدعوي" والتربوي. كما أسس في سنة 1984 مجلة "الفرقان" وتفرغ للوعظ والخطابة والدروس الدينية في عدد من مساجد الدارالبيضاء. وفي عام 2013، انتخب الشيخ زحل رئيساً ل "رابطة علماء المغرب العربي"، التي تأسست في مدينة اسطنبول التركية.