تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الاثنين، على عدة مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية، من قبيل القمة المصرية-الصومالية بالقاهرة، وانتقادات الشارع الإيراني للرئيس روحاني بعد إخلاله بوعوده الانتخابية، ومستجدات الأزمة القطرية، وجهود السعودية لمكافحة الإرهاب، فضلا عن العملية العسكرية العراقية لتطويق تنظيم "داعش" وزيارة الرئيس التركي إلى الأردن، والحرب التي يشنها الجيش اللبناني على الإرهاب، إلى جانب قضايا أخرى محلية متنوعة. ففي مصر، تناولت الصحف القومية (الجمهورية) و (الأهرام) و(الأخبار) موضوع القمة المصرية-الصومالية التي انعقدت أمس بالقاهرة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الصومالي محمد عبدالله فرماجو الذي يقوم بزيارة رسمية لمصر، لبحث تعزيز التعاون الثنائي. وفي هذا السياق، كتبت يومية (الأهرام) في افتتاحية بعنوان "مصر تدعم الصومال"، أن مصر حرصت في جميع المناسبات على دعم الصومال والدعوة إلى عودة الهدوء والاستقرار إليه، مبرزة أن مباحثات السيسي وفرماجو همت سبل الدفع قدما بتعزيز ودعم العلاقات المصرية – الصومالية وذلك من خلال تنشيط آليات العمل الثنائي المشترك، بالإضافة إلى دعم العلاقات الاقتصادية وأهمية زيادة التبادل التجاري في إطار العلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين. من جانبها، نقلت صحيفة (الجمهورية) عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية علاء يوسف، قوله، إن الرئيس عقد جلسة مباحثات مع الرئيس محمد عبدالله فرماجو أشاد فيها بالعلاقات المتميزة والتاريخية التي تربط بين مصر والصومال، مؤكدا اعتزام مصر مواصلة تقديم كل الدعم للصومال خلال المرحلة القادمة لبناء وترسيخ مؤسسات الدولة ولاسيما الجيش الوطني الصومالي، فضلا عن متابعة التعاون في مجال بناء قدرات أبناء الصومال في مختلف المجالات التنموية من خلال البرامج والدورات التي تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية . أما يومية (الأخبار) فكتبت في مقال حول الموضوع ذاته، أن الزيارة الحالية للرئيس فورماجو إلى مصر "تكتسي أهمية متميزة، تستمدها من شخص الرئيس الزائر، ثم من توقيت الزيارة وطبيعة المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك على قائمة أولوية مصر والصومال في الوقت الراهن، ثم من طبيعة العلاقات المصرية الصومالية، بأبعادها التاريخية والجيوسياسية، والعربية الاسلامية والاقتصادية التنموية وغيرها". وحول موضوع الأزمة الخليجية، نشرت (الجمهورية) مقالا للكاتب السيد البابلي، قال فيه إن "الرأي العام يتساءل عى أسباب عدم إحراز أي تقدم في مساعي الصلح والوساطة مع قطر ودول المقاطعة الأربعة"، مشيرا إلى أن الغموض يزداد إزاء استمرار قطر في عنادها وتصلبها وتحديها للإرادة الخليجية والعربية". وتابع "والواقع أن الموقف القطري كان متوقعا منذ البداية"، مشيرا إلى أن قطر "لن تقبل بالوساطة ولن تلتزم بالثوابت الخليجية في ذلك ، فالدولة التي أصرت على أن تحل خلافها الحدودي مع شقيقتها البحرين عبر التحكيم الدولي، لن تقبل في قضية مصيرية أن تحل بوساطة محلية". وبخصوص الموضوع الإيراني، نشرت يومية (الأهرام) مقالا للكاتب مكرم محمد مكرم، أكد فيه أن الضغوط بدأت تتزايد على الرئيس الإيراني حسن روحاني داخل معسكره الانتخابي الذي ينتمي معظمه إلى تيار الاصلاحيين، ومكنه من تحقيق فوز ضخم على منافسه اية الله رئاسي الذي كان يحظى بمساندة قوية من المرشد الاعلى خامنئي والحرس الثوري". وأضاف الكاتب، أن أصداء الغضب الايراني بدأت تتردد في دوائر واسعة من الشعب الإيراني من خضوع الرئيس روحاني لضغوط المحافظين وامتثاله لرؤاهم وضمور سلطاته في الفترة الثانية من حكمه بعد حصوله على نسبة كبيرة من أصوات الناخبين تتعدى بمراحل أصوات منافسه الرئاسي، مشيرا إلى أن روحاني بات يتعرض لانتقادات كبيرة من قوى الشباب والمرأة التي شكلت النسبة الأكبر من جمهوره الانتخابي، بعد إخلاله بالتزاماته السياسية في الانتخابات الأخيرة. وفي الشأن المحلي تناولت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها موضوع محاربة الفساد وكتبت أن "الدولة بدأت تستكمل خطواتها الجادة في مواجهة الفساد وتعقب جذوره واقتحام أوكاره"، مبرزة أن الإعلان عن إنشاء إدارة جديدة لمحاربة الفساد بالمحليات، إجراء فعال لضبط المفسدين مهما كان موقعهم واستعادة حق الشعب في أراضي الدولة التي حاول البعض نهبها والتعدي عليها". وفي السعودية، كتبت يومية (الاقتصادية) في افتتاحيتها أنه بعد مرور أسبوعين من "تطهير حي (المسورة) في العوامية بمحافظة القطيف (شرق) من الإرهابيين والمتطرفين، أصدر أهالي العوامية بيانا يدعون فيه إلى التكاتف والمضي في مسار الإعمار والتنمية (...) مشيدين بالجهود الجسورة التي بذلها رجال الأمن وما هيأته الدولة من دعم ومساندة لدحر الإرهابيين الذين يتخذون من أزقة الحي الضيقة أوكارا لصناعة الإرهاب ومخابئ للمتفجرات وذخائر الموت". وقالت الافتتاحية إن الهيئة العامة للتطوير بمنطقة الدمام "باشرت عملا متصلا بعدما تمت إزالة حي المسورة بالهدم بعد تعويض أهاليها بمبالغ مجزية عن مساكنهم القديمة، وبادرت إلى العمل على إمداد الحي بشبكات حديثة من الكهرباء والمياه والصرف الصحي والهاتف، على نحو يستجيب للمخطط الإنشائي الذي تم إعداده بمواصفات عصرية". وارتباطا ببدء القوات العراقية عملية عسكرية لطرد تنظيم (داعش) من مدينة تلعفر، أحد المعاقل الأخيرة للتنظيم الإرهابي في العراق، أبرز مقال في يومية (الجزيرة) أن التحدي الذي يواجه العراق بعد تحرير كافة مناطقة من قبضة التنظيم، يتمثل في دور ومستقبل "الحشد الشعبي" ضمن التركيبة العسكرية-الأمنية العراقية الموحدة. وقال كاتب المقال إن هناك "تساؤلات ومخاوف جدية" حول الدور المنوط لهذا التشكيل العسكري الأحادي مستقبلا، وتأثيره على دور ومكانة الدولة، وتماسك التشكيلات العسكرية الأمنية الاتحادية، متسائلا: هل سيكون جيشا عقديا موازيا للجيش والتشكيلات الأمنية الاتحادية وذلك على غرار الحرس الثوري الإيراني، أم يتفكك إلى مليشيات متصارعة على السلطة والنفوذ؟ وفي الشأن اليمني، كتبت يومية (الوطن الآن) إنه قبل أيام قليلة من احتفال المؤتمر الشعبي العام بالذكرى ال 25 لتأسيسه والتي ستقام بميدان السبعين في صنعاء يوم 24 غشت الجاري، "تصاعدت وتيرة الخلافات بين الحلفاء المؤتمريين والحوثيين، التي حاولوا مرارا إنكارها، وتكذيب أي خلافات بينهما". وقالت الصحيفة إن "خطاب زعيم الميليشيات الانقلابية عبد الملك الحوثي الأخير، الذي كال فيه الاتهامات والتهديدات إلى المؤتمريين، واصفا إياهم بالخونة والمستسلمين، وأنهم يطعنون جماعته في الظهر، كشف عمق تلك الخلافات وحقيقة ما يدور في الخفاء بين طرفي الإنقلاب". وفي قطر، أجمعت الصحف المحلية على أن حدث يوم أمس الأحد، بامتياز كان هو إماطة اللجنة العليا للمشاريع والإرث اللثام عن تصميم ملعب الثمامة سادس الملاعب المرشحة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم (قطر 2022)، وأيضا استقبال ميناء حمد للمجموعة الأولى من قطارات مترو الدوحة قادمة من ميناء كوب الياباني. وفي هذا الصدد، توقفت كل من (الوطن)، في افتتاحيتها، و(الشرق) و(الراية) و(العرب)، في مقالات رئيسية، عند أهم المميزات الفارقة لتصميم ملعب الثمامة، مبرزة أنه من إنجاز مهندس قطري وأنه استوحى "تصميمه الفريد من القبعة العربية التقليدية المعروفة في قطر باسم (لقحفية)، التي "يتم ارتداؤها تحت (الغترة) و(العقال) لتثبيتهما" كجزء من اللباس التقليدي للرجل بمنطقة الخليج. كما استعرضت ما اعتبرته مميزات رئيسية فارقة لهذا الملعب تتصل "ببنية سقفه" ذي الحلقتين "أحد أكثر الأنماط استدامة لتقليله من المواد المستعملة في إسناد السقف مع توفير الدعم والمتانة المطلوبين"، وأيضا بموقعه إذ يوجد على بعد 6 كلم من كورنيش الدوحة و5 كلم فقط من مطار حمد الدولي، وقدرته الاستيعابية، إذ بمقدوره من منطلق كونه سيكون "بوابة رئيسية استقبال نحو 200 ألف مسافر يوميا خلال البطولة". وأضافت أن الملعب سيتوفر على تقنية التبريد، وسيضم فندقا من 60 غرفة مطلة على ارضيته ومسجدا ومضامير للجري والدراجات الهوائية وركوب الخيل وعيادة طبية وملاعب لكرة اليد وكرة السلة والتنس ومركز رياضيات مائية ومتاجر وممرات للمشاة. ونقلت عن رئيس اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المشرفة على إنجاز البنى التحتية الرياضية الخاصة بكاس العالم 2022 ، تأكيده على أن "مشاريع تشييد الملاعب مازالت تسير وفق الجدول المحدد لها مسبقا"، مضيفا أنه "لم يكن من الصعب إيجاد مصادر بديلة لتوريد المواد الخام (..) كسلطنة ع مان وتركيا والكويت وغيرها". وبالأردن، تناولت صحيفة (الغد) الزيارة التي سيقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة، وكتبت في مقال بعنوان "أردوغان في عمان.. صفحة جديدة؟، أن هذا الأخير يصل اليوم إلى عمان في زيارة هي الأولى له منذ أن أصبح رئيسا لتركيا، مشيرة إلى أن هذه الزيارة "يبدو أنها تعكس تحولا متدرجا في العلاقات بين عمان وأنقرة". وأعرب كاتب المقال عن الأمل في أن تكون الأرضية المشتركة الجديدةالأردنية- التركية صلبة وقوية لتدشين جملة من المصالح الاستراتيجية المشتركة وتبادل المنافع والتقارب تجاه الملفات الإقليمية. وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الدستور) بدورها، في مقال بعنوان "أردوغان ضيف الأردن الكبير"، أن الأردن لديه مصلحة حقيقية في التقارب مع تركيا والعمل على فتح أبواب للتواصل معها وخاصة في المجال الاقتصادي. وأوضحت الصحيفة أنه بالإمكان بناء جسور الثقة مع الشعب التركي ومؤسساته ورجال أعماله، من أجل تحقيق المصلحة الأردنية الحقيقية في ظل تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في دول الجوار العربي، مشيرة إلى أنه ينبغي التفكير في المرحلة القادمة، والذهاب إلى المستقبل بعقلية منفتحة بعيدة كل البعد عن البقاء أ سرى الماضي وما به من نقاط سوداء. وتحت عنوان "أردوغان في عمان... التوقيت هام"، كتبت (السبيل) في مقال إلى أن هذه الزيارة تأتي في توقيت هام للأردن، "حيث يمكن استثمارها في أكثر من ملف بيني"، مضيفة أن الأزمة السورية ستتصدر المباحثات السياسية بين الزعيمين، إلى جانب مكافحة الإرهاب والمشاكل التي يعاني منها العالم الإسلامي وعملية السلام وقضية القدس. وفي موضوع آخر، أشارت صحيفة (الرأي) إلى القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في جلسته أمس، والمتمثل في تعيين أعضاء في مجالس المحافظات، بحسب النسبة المقررة في قانون اللامركزية (15 في المائة من أعضاء المجلس المنتخبين)، وذلك لإتمام تشكيل مجالس المحافظات التي تم انتخابها يوم الثلاثاء الماضي. ونقلت الصحيفة، في هذا السياق، عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تأكيده أمس أنه أمام مجالس المحافظات والبلديات مسؤوليات كبيرة في تحديد أولويات محافظاتهم التنموية والخدمية ومتابعتها، مشددا على أن المرحلة القادمة تتطلب تعاون الجميع والعمل بروح الفريق الواحد لخدمة الأردن والأردنيين والنظر للمستقبل بتفاؤل. وفي لبنان، خصصت يومية (الجمهورية) جزءا كبيرا من مقالاتها للحرب التي يشنها الجيش اللبناني على الإرهاب، وكتبت الصحيفة، أن الجيش اللبناني ينتظر أن ينهي "فجر الجرود" ببزوغ هذا الفجر، نصرا قريبا، تغدو معه جرود القاع ورأس بعلبك نظيفة من إرهابيي (داعش) بعدما نظفت جرود عرسال من (إرهابيي) "جبهة النصرة"، لتصبح في هذه الحال كل الحدود اللبنانية السورية من الشمال وحتى البقاع الغربي خالية من أي وجود إرهابي، ما يؤسس لاحقا لتنظيف لبنان مما تبقى من عناصر وخلايا إرهابية نائمة أو "صاحية". وأوضحت اليومية أن الأحداث السياسية تراجعت، من سلسلة وموازنة وكهرباء وبواخر، وتقدمت الوقائع الميدانية في السلسلة الشرقية، حيث لا صوت يعلو على صوت المعركة في جرود رأس بعلبك والقاع، إذ تمكن الجيش اللبناني من السيطرة على مساحة 80 كيلومتر مربعا من أصل 120، مقدما ثلاثة عسكريين على مذبح الشهادة. وفي نفس الموضوع كتبت يومية (المستقبل) أن شهداء الجيش في جرود رأس بعلبك والقاع، هم شهداء لبنان، ومن أجل عزته وسيادته وحريته ووحدته أرضا وشعبا، استشهدوا في المعركة ضد الإرهاب وهي المعركة التي أكدت أن المؤسسة العسكرية مؤهلة وقادرة على القيام بمهامها وواجباتها بحرفية واقتدار وبسالة. وفي موضوع اخر كتبت (الأخبار)، تبدو الإدارة الأمركية الحالية كلعبة لا تحكمها قواعد واضحة، وفي وصف تقليدي لحالتها، يمكن تشبيه دونالد ترامب بقائد سفينة مبتدئ، تلاطم الأمواج سفينته وتدفعها في كل الاتجاهات، من دون أن يتمكن من ضبط مسارها. وأضافت في هذا السياق، أنه من الصعب القول إن "ترامب هو المرجع"، أو التأكيد بأن هناك مرجعا آخر في الجناح الغربي "يعمل خلف الكواليس، فيما الرئيس الحالي هو الصورة فقط"، أما الأصعب من ذلك، فهو الركون إلى التقارير الإعلامية التي تعالج أزمات البيت الأبيض المتتالية بأسلوبها المنحاز الذي لا يزيد المحتار إلا حيرة.