ووري الثرى، عصر اليوم السبت، جثمان فقيد الإعلام المغربي خالد مشبال، بمقبرة سيدي عمر بمدينة طنجة، بعد صلاة الجنازة التي أقيمت بمسجد محمد الخامس. وشيّع جنازة الراحل عدد من أقاربه ومعارفه، إضافة إلى ثلة من الإعلاميين والمثقفين، وكذا عدد من المسؤولين والشخصيات. وفي تصريح لهسبريس بهذه المناسبة الأليمة قال ابراهيم الشعبي، المدير الجهوي لوزارة الثقافة والاتصال بجهة طنجةتطوانالحسيمة، في حق الراحل: "عرفت الراحل الكبير خالد مشبال كمستمع لإذاعة طنجة، وتعرفت عليه عن قرب عندما عينتُ مديرا جهويا للاتصال بالجهة، لذلك يمكن أن أسجل ألا أحد يمكن أن ينكر دور هذا الإعلامي الاستثنائي في تقوية وتطوير الإعلام المغربي منذ خمسينيات القرن الماضي إلى ما قبل رحيله". وأضاف الشعبي: "لا أحد يمكن أن يجادل، ولو كان جاحدا، في إسهاماته المهنية في الإذاعة والتلفزة والصحافة المكتوبة، خاصة في فترة كنا نعتبرها كمهنيين فترة حرجة ومستفزة، بعدما تم إلحاق الإعلام بالداخلية من أواسط الثمانينيات إلى أواسط تسعينيات القرن الماضي، وهي الفترة التي عانى فيها هذا الإذاعي المتميز أكثر من غيرها". وواصل المتحدث شهادته: "يجب أن أعترف أنه يحزنني أن يرحل هذا الإعلامي الكبير في غفلة منا، بل في غياب يكاد يكون كليا"، وزاد: "رجل مثل خالد كان يجب أن يحاط بعناية كبيرة وباهتمام متواصل عندما كان يعاني وأسرته الصغيرة في صمت؛ فقد زرته رفقة زوجتي وزميلتي بالمديرية السيدة السعدية الأشهب قبيل وفاته بمنزله بطنجة، ولم نجد إلا ابنته وزوجته". "سامحنا الله على جحودنا وأنانيتنا وإهمالنا لهذا الهرم الكبير الذي لا شك أنه فارقنا إلى الأبد وهو حزين، بل مشفق على حالنا، سواء مؤسسات أو أفرادا"، يورد المتحدث ذاته. من جانبه، اعتبر الإعلامي سعيد كوبريت أن "مراكب الإعلام الوطني فقدت أحد أهم أشرعتها، التي كانت تقيس بوصلة الإعلام الحر الديمقراطي حسب عتي الموج وقوة الرياح". وزاد: "المغرب الإعلامي يتحسس فداحة خسارة الإعلامي البارز خالد مشبال..رزء وكمد ينضاف إلى الجسم الصحافي، الذي كان يهتدي بالكفاءة المهنية الباهرة للراحل، وجسارة مواقفه، ورحابة خياله المهني، إذ ما فتئ طيلة ستين سنة ماضية يراكم إنجازات إبداعية في مجال القول والكتابة والصورة، حققت له تفردا لا مثيل له". وأضاف كوبريت: "المغرب الإعلامي في "حالة شرود"..أبدا لن تنساك أجيال الإعلام المغربي خالد مشبال "اليوم وغدا"...قبلة دافئة على جبينك البارد، هكذا كان صوتك يصدح وقت مراثي الرفاق على أثير إذاعة طنجة، التي جعلتها ديمقراطية منتصف الليل. النقابة الوطنية للصحافة المغربية (فرع طنجة) ومؤسسة بيت الصحافة، يتقدمان بأصدق التعازي والمواساة لرفيقة دربه الإعلامية الرائدة أمينة السوسي، وباقي أفراد أسرته الصغيرة، وزملائه الإعلاميين في المغرب قاطبة.. إنا لله وإنا إليه راجعون". يذكر أن الإعلامي خالد مشبال كان قد أسلم الروح إلى بارئها ليلة الجمعة/السبت، عن عمر ناهز 83 سنة، بعد صراع طويل ومرير مع المرض.