تناولت الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، عدة مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية أبرزها، حادث الدهس الذي وقع أول أمس ببرشلونة وخلف عدة قتلى وجرحى، والجولة الإفريقية الأخيرة للرئيس المصري، وتطورات القضية الفلسطينية، فضلا عن مستجدات الأزمة الخليجية، وتورط إيران في ضرب استقرار العراق، وتداعيات تأخير فتح معبر "طريبيل" الحدودي بين العراقوالأردن. ففي مصر كتبت يومية ( الأهرام ) في افتتاحيتها بعنوان (مخالب الإرهاب) أن "حادث الدهس الذي شهدته إسبانيا أول أمس والذي أودى بحياة 13 شخصا وإصابة نحو مائة آخرين، جاء ليضيف إلى سجل الأحداث الإرهابية بالدول الأوروبية صفحة جديدة ملطخة بدماء الأبرياء وملوثة بأيدي ما يطلق عليه (تنظيم داعش الإرهابي) الذي سرعان ما يعلن تبنيه حوادث الدهس التي ارتكبتها عناصره وخلاياه في عدة بلدان أوروبية ، كان أخطرها في فرنسا التي راح ضحيتها العشرات وأعلنت باريس عقبها حالة الطوارئ الممتدة حتى اليوم". وأضافت الصحيفة أن "الحقيقة الدامغة أن الغرب أصبح يكتوي بنار الإرهاب تماما كما تعانيه دول كثيرة بعيدة عن أوروبا في شمال إفريقيا وغربها وعدة دول إسلامية وآسيوية والتهديد نفسه يطل برأسه في أحيان كثيرة على الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها، واللافت أيضا هو تكرار الجرائم الإرهابية بالطريقة نفسها في أماكن مختلفة". من جهتها، كتبت صحيفة (الأخبار) أن الجولة الإفريقية الأخيرة للرئيس السيسي، لقيت اهتماما من قبل وسائل الإعلام الإفريقية والعالمية، مضيفة أن هذه الجولة المهمة والناجحة التي شملت أربع دول هي تنزانيا ورواندا والغابون وتشاد، عكست عمق العلاقات القوية بين مصر وإفريقيا والممتدة لسنوات طويلة مضت كان الأفارقة ينظرون فيها إلى مصر دائما على أنها الدولة الرائدة في القارة السمراء والتي ساهمت في دعم حركات التحرر ودعم استقلال معظم هذه الدول وجلاء المستعمر عنها". أما يومية (الجمهورية) فنشرت مقالا للكاتب السيد البابلي، أكد فيه أن الأزمة بين دول المقاطعة وقطر بدأت تأخذ بعدا جديدا في مرحلة الحسم والنهاية، بعدما أضحت مبادرات ومحاولات الوساطة والتوفيق في هذه القضية، ضربا من المستحيل، ونوعا من إهدار الوقت، مشيرا إلى أن ما يقال عن اجتماع للقمة بين دول الأزمة للنقاش والتفاهم، هو مجرد تكهنات لا أساس لها من الواقع، لأن قطر لم تقبل بالمطالب والمبادئ التي طالبت بها الدول الأربع كأساس للحوار والتفاوض". كما توقفت صحيفة (الأهرام) عند موضوع القضية الفلسطينية، حيث نشرت مقالا للكاتب عبد العليم محمد أكد فيه، أن هبة الأقصى أو انتفاضة الأقصى التي استمرت زهاء الخمسة عشر يوما من شهر يوليوز الماضي، حفلت بالعديد من الدروس والعبر التي لا ينبغي أن تمر مرور الكرام على المتابعين والمراقبين والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية". وأشار الكاتب إلى "أنه ينبغي تقييم حصاد هذه الانتفاضة دون تهويل أو تهوين والوقوف عند انتصار الفلسطينيين في المعركة ضد المحاولات الإسرائيلية للسيطرة على الأقصى برمزيته الدينية ومكانته الروحية بات غير كاف، لأنه باختصار يكاد يكون نصف الحقيقة، والصحيح أن الفلسطينيين انتصروا في هذه الجولة ولكن أيضا أمامهم الكثير من الجولات والمعارك حتى يكسبوا قضيتهم الأساسية، ألا وهي التحرر من الاحتلال وإقامة الدولة بعاصمتها القدس الشرقية". وفي السعودية، ذكرت صحيفة (اليوم) أن منفذ (سلوى) الحدودي مع دولة قطر "شهد لليوم الثاني على التوالي توافد أعداد من الحجاج من مواطني قطر إلى داخل المملكة لأداء مناسك الحج وسط استعدادات وجاهزية متكاملة من قبل إدارة الجوازات وإدارة الجمارك بالمنفذ من خلال استقبالهم وتسهيل الإجراءات لدخولهم، تنفيذا لأمر خادم الحرمين الشريفين بفتح منفذ بري لدخول الحجاج القطريين لأداء مناسك الحج". ونقلت الصحيفة عن مدير إدارة جوازات منفذ سلوى قوله، إن الأيام القادمة ستشهد حركة أكبر للمسافرين القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، مضيفا أن الجهات الحكومية في محافظة الأحساء، أنهت من جهتها كافة الإجراءات المتعلقة باستقبال الحجاج القطريين وتوفير كل سبل التيسير والراحة لهم. وفي شأن آخر، نشرت يومية (الوطن الآن) مقالا تحت عنوان "أوجاع إيران في العراق" أكد كاتبه أن الرئيس الإيراني حسن روحاني بدأ ولايته الثانية على إيقاع تقرير اللجنة النيابية العراقية التي "اتهمت المالكي بالتسبب في سقوط الموصل على أيدي (داعش)، فيما يواجه روحاني أيضا عملية الاستفتاء الكردي حول قيام الدولة الكردية المستقلة، وهو ما قد يؤثر على العراقوإيران معا". وأضاف الكاتب أن "أوجاع إيران في العراق كثيرة ومنها عودة الجيش الأمريكي إلى العراق والتحالف الدولي الذي حرر الموصل وأعاد تمركزه في العراق، وأزمة الميليشيات التي صنعها النظام الإيراني في البلد والتي تحتاج إلى موازنة دول عظمى، إضافة إلى صحوة الشيعة العرب الذي أدركوا أن إيران استخدمتهم لمصالحها على حساب استقرارهم وهويتهم العربية والتي قد تضيع إذا ما ذهب الأكراد نحو الدولة المستقلة، مما سيفرض تقسيم الباقي بين السنة والشيعة العرب". وفي موضوع آخر، أكدت يومية (الاقتصادية) أن الإصدار الثاني للصكوك الإسلامية الذي أعلنت عنه المملكة الأربعاء الماضي والذي يتوقع أن يكون في حدود حجم الإصدار الأول (17 مليار ريال/الدولار يعادل 3.75 ريال سعودي)، بدأ يشهد إقبالا كبيرا بعد نجاح الإصدار الأول، وهو ما سيكون له أثر كبير في زيادة كفاءة السوق المالية في المملكة، حيث سيزيد من استقطاب السيولة خصوصا المستثمرين الأجانب نظرا لما تحظى به الصكوك الإسلامية من اهتمام كبير. وأضافت أن هذا الإصدار، سيزيد من تنوع الاستثمارات في السوق المالية السعودية، إضافة إلى أنه سيعزز من كفاءة المنتجات المتوافقة مع الشريعة وبالتالي استقطاب الاستثمارات في هذا المجال، علاوة على أنه سيجعل الرياض مركزا للاستثمارات المتوافقة مع الشريعة في ظل المنافسة على ذلك بين عواصم العالم. وفي قطر، توقفت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، عند جهود الدوحة لمساعدة المتضررين من الفيضانات في جمهورية سيراليون، معتبرة أن إرسال قطر مساعدان إنسانية إلى هذا البلد المتأثر بكارثة الفيضانات يمثل "رسالة إنسانية بليغة"، و"تعبير عن رؤية قطر التي تستند إلى وحدة الهم الإنساني الكبير للبشرية في كوكب واحد يتعين على سكانه في كل الأوقات التكاتف والتضامن معا". وفي موضوع آخر، اعتبرت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، أن متابعة الجهات الرسمية بالدول لأوضاع حجاجها "للتأكد من ضمان سلامتهم ومتابعة شؤونهم وتذليل العقبات أمامهم (..) حق سيادي لها". وفي مقال حول" الإقامة الدائمة.. قرار غير مسبوق خليجيا"، توقفت صحيفة (الشرق) عند أبعاد هذا القانون، الذي صدر مؤخرا، وذلك على الصعيدين الحقوقي والاقتصادي، مشيرة إلى أن هذا القانون يمنح للفئات المستهدفة امتيازات في مجالات التعليم والرعاية الصحية، والتعيين في الوظائف العامة العسكرية والمدنية، وفي التملك العقاري، وممارسة بعض الأنشطة التجارية من دون الحاجة لشريك قطري. وسجل كاتب المقال أن هذا القانون، الذي هو برأيه "نتاج حركية ترفض أي جمود محتمل على مستوى التشريعات"، اعتمد "مقاربة جمعت بين الجوانب الإنسانية وتطوير المنظومة القانونية في مجالي التملك والاستثمار"، وذلك من منظور "تعزيز الحقوق المدنية"، مستحضرا أراء قانونيين ورجال أعمال ممن رأوا فيه أداة "لتعزيز مناخ الاستثمار وتوسيع دائرة التملك" و"تعزيز دور المجتمع وخلق ارتياح نفسي يحفز الجميع، ويزيد من الارتباط بالوطن والولاء له". وبالأردن، وفي مقال بعنوان "الشاحنات المقدسة"، كتبت صحيفة (الغد) أنه لا جديد في هجوم برشلونة والهجمات الأخرى التي شهدتها مدن إسبانية إلا المزيد من الضحايا الأبرياء، معتبرة أن هذا الهجوم الذي ذهب ضحيته 14 شخصا، وتبعته محاولة هجوم بشاحنة في منطقة سياحية أخرى، يحدث في الوقت الذي يتراجع فيه تنظيم "داعش" وتلاح ق عناصره في كل من العراق وسورية. وأشار كاتب المقال إلى أن ظاهرة "الشاحنات المقدسة"، تعد أسلوبا يعود إلى تنظيم القاعدة في اليمن، حيث منذ العام 2014 أخذ "داعش" بتبني هذا الأسلوب بعد سنوات طويلة من العمليات الإرهابية بالسيارات المفخخة، مضيفا أن شاحنات برشلونة وما أوقعته من ضحايا إلى جانب تفجيرات مدريد العام 2004 التي راح ضحيتها نحو 200 شخص، تبين أنه أصبح للعرب ذكريات أخرى مع المدينتين الإسبانيتين تضاف إلى ذكريات سوداء مع عشرات المدن الغربية. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الدستور) أن الجولة التي سيقوم بها وفد أمريكي للمنطقة خلال الشهر الجاري، والتي تشمل كل من فلسطين وإسرائيل إلى جانب الأردن ومصر والسعودية والإمارات وقطر، تهدف إلى وضع الأطراف الفاعلة في المنطقة في صورة التصورات التي شكلتها إدارة الرئيس دونالد ترامب للحل النهائي لقضية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتسرب الكثير عما يحمله الوفد في جعبته من أفكار وتصورات، لكن ما صدر عن الإدارة من مواقف مسبقة والقليل مما تسرب عن مهمة الوفد، "يكفي لأن نبني على الشيء مقتضاه، ولأن ندعو منذ الآن، إلى الهبوط بسقف التوقعات والآمال والرهانات". وقالت الصحيفة إنه إذا كان الوفد الأمريكي، كما تشير الدلائل الأولية، "سيأتي بأفكار وتصورات يصعب على أي قيادي فلسطيني القبول بها، واعتبارها أساسا صالحا للحل النهائي، فإنه من المتوقع أن تنتهي هذه الجولة لا إلى الفشل فحسب، بل وإلى وضع قيادة السلطة والمنظمة في خانة صعبة للغاية". من جانبها، تناولت صحيفة (الرأي) في مقال، موضوع تأخير فتح معبر "طريبيل" الحدودي بين الأردنوالعراق، وأشارت إلى أن العلاقات القوية والزيارات المتكررة بين مسؤولين في البلدين، "لم تسعف تحريك المياه الراكدة في المعبر المهم للتجارة"، مضيفة أن تأخير وربما تعطيل افتتاح المعبر سر من الأسرار خصوصا وأن مخاطر عصابة (داعش) الإرهابية على الطريق تقلصت إلى حد كبير جدا أو تكاد تكون معدومة. وفي لبنان، اعتبرت يومية (المستقبل) أن تدشين محطة التحويل الكهربائية في "البحصاص"، "خطوة صغيرة على الطريق الصحيح، لكنها خطوة كبيرة في سياق النهج الذي يعتمده رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والقائم على مبدأ العمل والإنتاج، وترك المزايدات الفارغة لأصحابها". وأضافت أن المزايدة التي هي عادة العاجز، "كلفت اللبنانيين أثمانا كبيرة في زيادة انكسار الموازنة وأعباء الدين، وفي تأخير تلبية متطلبات اللبنانيين البديهية، في الكهرباء والمياه والبنى التحتية في الإجمال وهو ما أنتج أزمات كبرى، تناسلت من بعضها البعض وتراكمت على مدى السنوات الماضية، حتى كادت توصل الناس إلى يأس تام من الدولة ومؤسساتها وصورتها وهيبتها وأدوارها". وفي الشأن المحلي، كتبت صحيفة (الجمهورية) في مقال تحت عنوان "توتر في (عين الحلوة) ودعوات إلى الحسم العسكري"، أن الهدوء الحذر خيم على مخيم عين الحلوة بعد الاشتباكات التي شهدها بين القوة الفلسطينية المشتركة ومجموعة "الإرهابي" بلال العرقوب إثر اعتداء عناصر تابعين له على مقر القوة المشتركة، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أمس الأول بقي عرضة للخرق بفعل استمرار إطلاق الرصاص وإلقاء القنابل. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الأخبار) في مقال تحت عنوان "برشلونة بعد الهجوم الدامي: إحباط مخطط واسع لمجموعة إرهابية"، أن برشلونة تنضم بذلك إلى مدن أوروبية أخرى تعرضت لهجمات إرهابية في العامين الماضيين، مع قيام إرهابي بدهس المارة في شارع لا رامبلا، أول أمس، في هجوم أودى بحياة 14 شخصا، خطط له مسبقا وقاد إلى الكشف عن خلية إرهابية.