في وقت باشرت مجموعة من المدن الإجراءات الكفيلة بتنظيم الباعة الجائلين بنفوذها، تفعيلا للتوجيهات الملكية الداعية إلى تحسين ظروف اشتغال تلك الفئة المجتمعية، لازالت تجارة الرصيف بالمدينة المنجمية بوجنيبة، القصية عن مدينة خريبكة بثلاثة عشر كيلومترا، عبر الطريق الجهوية رقم 312، في تزايد مستمر ومثير للاستغراب. ومن تجليات تنامي التجارة غير المهيكلة بمدينة بوجنيبة تزايد عدد "الفرّاشة" بالشارع الرئيسي محمد الخامس الذي يربط بين مقرّي الباشوية والبلدية، خاصة بالقرب من محطة سيارات الأجرة الكبيرة، حيث تنتشر عربات الخضر والفواكه بدوابّها، إلى جانب الباعة الجائلين الذين يعرضون سلعهم المتنوعة على قارعة الطريق ورصيفها. ولا يقتصر بعض الباعة الجائلين على احتلال الرصيف بشكل كامل، بل يقتطعون لأنفسهم، بين الفينة والأخرى، حيّزا من الطريق المعبّدة، من أجل مزاولة أنشطتهم التجارية بالكيفية التي تلائمهم وتناسب نوعية سلعهم، ما يتسبّب في عرقلة السير والجولان، وإقلاق راحة السائقين، وتعريض حياة الراجلين للخطر الناتج عن مزاحمة السيارات. جواد الغشاوي، أحد "الفرّاشة" بمدينة بوجنيبة، أشار إلى أن "السلطات المعنية بملف التجارة غير المهيكلة أجرت مجموعة من اللقاءات مع ممثلي الباعة الجائلين، من أجل تدارس كيفية تنظيمهم وتحسين ظروف اشتغالهم بالقرب من مقر دار الثقافة، دون أن تظهر أي نتائج عن تلك اللقاءات إلى حدود الساعة". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "وضع الباعة الجائلين لازال على حاله منذ مدّة طويلة"، مشيرا إلى أن "بعض المعلومات المتوفرة تفيد بأن تأخر إنشاء أسواق نموذجية في مدينة بوجنيبة مرتبط أساسا بغياب الوعاء العقاري، ما يدفع الباعة الجائلين إلى مزيد من الانتظار". أما الصديق الهجري، رئيس المجلس البلدي لمدينة بوجنيبة، فأكّد بدوره أن "أوضاع التجارة العشوائية وسط المدينة أصبحت مثيرة للاستغراب من طرف المارة، نظرا لانتشار الباعة الجائلين والعربات المجرورة بالدواب"، مضيفا أن الشارع الرئيسي بالمدينة أصبح محاصرا من طرف "الفرّاشة". وعن مسؤولية المصالح البلدية تجاه تجارة الرصيف، أوضح المتحدث ذاته أن "بوجنيبة تفتقر إلى الوعاء العقاري المناسب لحل المشكل"، مؤكّدا في الوقت ذاته "وجود مشروع لبناء سوق نموذجي بالمدينة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى عمالة إقليمخريبكة، سيتم إنشاؤه فوق مساحة أرضية كبيرة بالحيّ السكني السلام، تعود ملكيتها لمجموعة العمران". وأوضح رئيس المجلس الجماعي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "مصالح عمالة إقليمخريبكة تؤكّد انتهاءها من دراسة المشروع، الذي يهم إنشاء سوق نموذجي على غرار ما تمّ إحداثه بسيدي عثمان في مدينة الدارالبيضاء، والذي سبق عرض نموذج منه في مقر العمالة".