رفض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وصف حادثة الدهس التي وقعت، السبت الماضي، في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، جنوب شرقي البلاد، ب"العمل الإرهابي". جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده، ترامب، الثلاثاء، عقب توقيعه أمرًا تنفيذي لتحديث البنى التحتية للبلاد. والسبت الماضي، قُتلت سيدة وأصيب 19 آخرون، في مدينة شارلوتسفيل، إثر دهس شخص يدعى جيمس اليكس فيلدز بسيارته مسيرة لمناهضي جماعات التطرف البيض. الحادث وقع أثناء احتشاد أعداد كبيرة (منذ الخميس) من المؤيدين للجماعات العنصرية البيضاء بينها "كوكلكس كلان" و"النازيون الجدد"، في شارلوتسفيل. احتشاد مؤيدي الجماعات العنصرية البيضاء؛ جاء احتجاجًا على قرار المدينة إزالة تمثال الجنرال روبرت لي، أحد رموز الحرب الأهلية الأمريكية، والمتهم بالعنصرية وتأييد العبودية. وشوهد منفذ عملية الدهس في لقطة مصورة له وهو يحمل درع إحدى الجماعات البيضاء المتطرفة، المدعوة "فانغارد أمريكا"، إلا أن هذه الجماعة نفت تبعيته لها. وفي رد منه على سؤال صحفي حول إذا ما كان يرى حادث الدهس، إرهابيًا، قال ترامب في تصريحاته "اعتقد أن السائق(منفذ الحادث) كان عارًا على نفسه، وعلى عائلته وبلاده" وتابع "يمكنك أن تطلق عليه إرهاب، أو جريمة قتل، يمكن أن تدعوه ما تشاء"، مشددًا على أن سائق السيارة "قاتل، وما فعله كان فظيعاً، فظيعاً وغير مبرر". وعلل ترامب تأخره في إدانة الجماعات العنصرية البيضاء المشاركة في الاحتجاجات المناهضة لإزالة التمثال بالمدينة المذكورة بالقول "بعكس الكثير من السياسيين، أردت التأكد من أن ما اقوله صحيحًا، أفضل من أن أخرج ببيان متسرع". وتابع "لقد كان بيان السبت (يوم الحادث) جيداً (...) إلا أنني لم أرد أن اضع بياناً مباشراً (في إدانته للمهاجم) ما لم أكن متأكداً من الحقائق". وانتقدت أوساط سياسية وإعلامية أمريكية، ترامب؛ لأن بيانه الأول الذي تلاه مباشرة يوم السبت الماضي ألقى باللائمة على "اطراف عديدة" بدلاً من إدانة للتنظيمات العنصرية المشاركة في التظاهرة. جدير بالذكر ان الرئيس الأمريكي المعروف بعدم تردده في إدانته للعمليات التي ينفذها تنظيم "داعش" الإرهابي، في مختلف انحاء العالم، لم يصدر بيان إدانة حتى الآن في حادث تفجير مسجد دار الفاروق بمدينة بلومينغتون في ولاية مينيسوتا والذي وقع يوم 5 اغسطس/آب الماضي. واتهم ترامب خلال حديثه كل من المحتجين على إزالة نصب تمثال الجنرال روبرت لي، ومناهضيهم بارتكاب أعمال عنف "ماذا عن اليسار المتطرف الذين جاءوا مندفعين باتجاههم (اليمين المتطرف)، هل اظهروا اي شعور بالذنب؟". وأشار إلى أن من اسماهم ب"اليسار المتطرف"، وهم المحتجين المؤيدين لإزالة التمثال "جاءوا مندفعين، يحملون العصي في أياديهم، هل هم متورطون في المشكلة ؟، اعتقد أنهم كذلك". وشدد على انه شاهد المظاهرات عن كثب "لقد كان هناك مجموعة من جهة سيئة (يقصد اليمين المتطرف)، وهنالك مجموعة على الجانب الآخر كانت عنيفة جداً، ولا أحد يريد قول ذلك، ولكنني سأقولها الآن". واستطرد بالقول "لقد كان هنالك مجموعة اندفعت دون رخصة (مناهضي اليمين المتطرف) وكانوا عنيفين جداً إلى درجة بعيدة". إلا أن الرئيس الأمريكي نوه إلى أن المتظاهرين المناوئين لإزالة تمثال الجنرال الامريكي روبرت لي، لم يكونوا جميعهم من اليمين المتطرف. تجدر الإشارة أن وقوع صدامات، يوم السبت، بين المحتجين اليمينيين من جماعة تفوق العرق الأبيض مع مناهضيهم، دعا حكومة ولاية فرجينيا إلى إعلان حالة الطوارئ، وتفريق الشرطة للمتظاهرين. *وكالة أنباء الأناضول