للشذوذ الجنسي أشكال وألوان متعددة لا تقتصر على الممارسات المثلية فقط، بل تشمل عدة سلوكيات حددها الباحثون في مصطلحات علمية، "كالسادية، والزوفيليا، والمازوشية، والفيتشية، وسفاح القربى، والعادة السرية، وهيام الموتى، واغتصاب الأطفال"، وغيرها من الانحرافات. واهتز الرأي العام المغربي قبل أيام على وقع خبر "ممارسة 15 طفلا الجنس مع أنثى الحمار ضواحي مدينة سيدي قاسم"، قبل أن يخرج المندوب الجهوي للصحة ويكشف زيف الخبر الذي تم تداوله على نطاق واسع، موردا في تصريح لهسبريس أنه "ليس هناك شيء اسمه السعار الناتج عن معاشرة حيوان". وتورد عدة دراسات علمية أن ظاهرة "الزوفيليا" والشذوذ الجنسي عامة انتشرت بصفة كبيرة في المجتمعات العربية والغربية منذ عصور من الزمن، ولا يقتصر وجودها على العالم العربي. وغالبا ما يتم اكتشاف تلك العلاقة بين الإنسان والحيوان عن طريق الصدفة، كونها تقع تحت بند "العلاقة الحرام". وتؤكد الأبحاث أيضا أن هذه الممارسة الشاذة لا تقتصر على القرى والبوادي كما راج في الفترة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت منطقة سيدي قاسم عبارة عن نكتة يتفنن النشطاء في سرد ونشر صور متعقلة بعلاقة سكانها بالحيوانات، نسبة إلى إشاعة الخبر نفسه المجانب للصواب. وفي السياق ذاته تحكي السيدة "فتيحة ك"، من مدينة الدارالبيضاء، في اتصال بهسبريس، عن حادثة اكتشفتها بمحض الصدفة لرجل يشتغل بمحل لبيع المواد الغذائية وهو يمارس الجنس مع قطتها، قائلة: "اختفت قطتي من البيت فخرجت للبحث عنها وعندما سألت الجيران أخبروني أن صاحب محل لبيع المواد الغذائية أخذها، وعندما اقتحمت عليه المحل وجدته يمارس الجنس عليها في وضع مخل". وزادت المتحدثة: "بدأت في الصراخ فاجتمع سكان الحي وشهدوا على الوضع المخجل واللاأخلاقي، وقررت استدعاء الشرطة إلا أن الساكنة تدخلت وحالت دون ذلك". ولعلماء النفس رأي ثان، إذ يعلق مصطفى الشكدالي، أستاذ باحث في علم النفس الاجتماعي، في اتصال بهسبريس، عن مرض "الزوفيليا" أو البهيمية قائلا: "الزوفيليا مصطلح يوثق لعلاقة جنسية تجمع الإنسان والحيوان. وهناك من يربي نوعا من الحيوانات لتمارس معه الجنس، وهي علاقة مبنية على نوع من "الفنطازمات"، ومؤشر يوضح القطيعة في العلاقة بين الإنسان والإنسان". وأورد المتحدث ذاته: "أصبحت المتاجرة في الشذوذ تحمل نوعا من الإثارة، لكون آلاف المواقع تقدم تلك المشاهد التي تزيد من الكبت وتدفع إلى ممارسة تلك العلاقات الشاذة الناتجة عن عطب في الإدراك والمعرفة وغياب الثقافة الجنسية". وبخصوص عيش الشخص حياة طبيعية بالرغم من ممارساته الشاذة يوضح الأخصائي: "لا يمكن بتاتا للإنسان الممارس لهذا الشذوذ عيش حياة طبيعية من دون خضوعه لعلاج نفسي، لأن التجارب السابقة للذكر والأنثى تظل دائما حاضرة في ذاكرته، لكون الجنس عبارة عن عملية بناء تخيلات وفونطازمات تترسخ في ذاكرة الجسد". يذكر أن الزوفيليا كلمة إغريقية معناها حب الحيوان. وأول من استعمل هذا المصطلح هو العالم كرافت ابنيك سنة 1886، وقد أطلقه على العلاقة التي تنشأ بين الإنسان والحيوان، سواء علاقة كاملة أو غيرها من العلاقات.