نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الاثنين، بقاعة الاجتماعات بولاية جهة الداخلة، مهرجانا خطابيا تخليدا للذكرى 38 لاسترجاع وادي الذهب إلى حظيرة الوطن الأم، والتي تشكل محطة بارزة في مسيرة استكمال وصيانة الوحدة الترابية للمملكة. وأقيم، بعد مراسيم تحية العلم، المهرجان الخطابي بمناسبة تخليد هذه الذكرى، وترأسه المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، رفقة والي الجهة لمين بنعمر، بحضور شخصيات مدنية وعسكرية، وعدد من المنتخبين والمقاومين، وممثلين عن المجتمع المدني. وأبرز مصطفى الكثيري أهمية هذه الذكرى التي تعتبر من المعالم الوضاءة في مسيرة كفاح العرش والشعب من أجل استقلال المملكة واستكمال وحدتها الترابية، وما ترمز إليه من دلالات، مشيرا إلى أن سكان هذه الربوع من الوطن كانوا في مثل هذا اليوم من سنة 1979 على موعد مع التاريخ حينما توجه شرفاء هذه الجهة وعلماؤها ووجهاؤها وأعيانها وممثلو كافة القبائل الصحراوية إلى الرباط، مجددين البيعة لعاهل البلاد وآيات ولائهم وإخلاصهم للعرش العلوي، ومؤكدين تمسكهم بمغربيتهم. وقال إن "أبناء هذه الربوع، بهذا الموقف الوطني الوحدوي، صنعوا حدثا تاريخيا متميزا ومنعطفا حاسما في مسلسل استكمال المغرب لوحدته الترابية واسترجاع أقاليمه الجنوبية، وفوتوا الفرصة من خلال تمسكهم بمغربيتهم وتشبثهم بالوحدة الترابية للمغرب على مخططات ومناورات خصوم وحدتنا الترابية". وأبرز المتحدث أنه منذ أن ألقى وفد من إقليم وادي الذهب بين يدي الملك الراحل الحسن الثاني نص البيعة، معلنين ارتباطهم الوثيق بوطنهم المغرب، "بدأ بالجهة فصل جديد من ملحمة الوحدة، قوامه إرادة التنمية وتكريس الوحدة"، وأضاف "الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش يواصل مسيرة البناء والوحدة بحكمة وتبصر وبعد نظر، بحيث جعل من تنمية الأقاليم الجنوبية وتحصين الوحدة أولوية الأولويات، كما تجسد ذلك خطبه وزياراته المتعددة إلى هذه الأقاليم، ومبادرته الشجاعة المتمثلة في إعطائها الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية". وشدد الكثيري على أن المبادرة لقيت دعما دوليا متناميا كمبادرة واقعية وذات مصداقية وكشكل حضاري وديمقراطي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء، مبرزا أن الإرادة الملكية الراسخة في أن تتبوأ الأقاليم الصحراوية المكانة التي تستجيب لتطلعات ساكنتها تجد صداها في المشاريع القطاعية والمشاريع المهيكلة وفي التصور الجديد الذي جاء به النموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم الجنوبية للمملكة . وتم خلال هذا الحفل توشيح اثنين من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأوسمة ملكية شريفة، وتكريم ثلة من المقاومين المتوفين تقديرا لإسهاماتهم في معركة التحرير واستكمال الاستقلال، وما قدموه من خدمات جليلة وتضحيات جسام في سبيل الوحدة الترابية؛ إضافة إلى مداخلات تستحضر فصول ملحمة الكفاح البطولي والجهاد المقدس الذي خاضه العرش والشعب بالتحام وثيق وترابط متين في سبيل حرية الوطن واستقلاله وتثبيت وحدته الترابية، ودفاعا عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية.